دبي صوت الامارات
/ تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية البيان الصادر عن المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والذي أكد وحدة وتماسك الموقف الخليجي والعربي إزاء قضايا مختلفة إضافة إلى يوم السلام العالمي الذي يصادف /21/ سبتمبر من كل عام والذي أصبح بعيدا عن العالم لكثرة ما يشهده من صراعات وعنف .
فتحت عنوان "الخليج يردع إيران" ..أكدت صحيفة "البيان" ..أن بيان المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والذي شارك به سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي جاء قويا ومعبرا عن تماسك ووحدة الموقف الخليجي والعربي ازاء قضايا مختلفة.
وأضافت أنه موقف صلب تجاه تدخلات ايران في منطقة الخليج وبثها للفتنة وممارستها للارهاب بأشكال مختلفة وحض لإيران للتوقف عن إرهابها الدموي في المنطقة ووقف تطاولها واساءاتها المتعددة إزاء دول الخليج والمنطقة العربية إضافة إلى الإشارة إلى الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة ومحاولات إيران الإساءة إلى المملكة العربية السعودية في موسم الحج وبث الفرقة بطرق مختلفة بين أبناء الخليج في سياق مساعي ايران لتصدير الفوضى والخراب والدمار إلى كل المنطقة.
وأوضحت أن البيان عبر عن الروح الخليجية الموحدة إزاء هذا العبث الإيراني الدموي وتجاه الفتن السياسية والطائفية والمذهبية التي تريد إيران تصديرها للمنطقة ..مشيرة إلى أن البيان جاء في توقيت هام للغاية قيل من خلاله أن دول الخليج تقف متماسكة قوية ازاء كل الأخطار وأنها لن تسمح لأي عدو بالتسلل إلى هذه المنطقة.
وخلصت "البيان" في ختام إفتتاحيتها إلى أنه آن الآوان أن تستجيب إيران لهذه الرسائل السياسية بعد أن تورطت في دول عربية وتسببت بذبح شعوبها وفي ظل استمرارها في سياساتها العدوانية والتوسعية ضد المنطقة وهي سياسات ستتحطم على صخرة الوحدة الخليجية والعربية التي تقف في وجه إيران وأطماعها وقادرة على ردعها.
وحول نفس الموضوع وتحت عنوان "سياسة الأشقاء" ..كتبت صحيفة "الوطن" أن التجربة الطويلة للتعاون الخليجي والتنسيق بين دول المجلس بينت متانة وفاعلية العلاقات الأخوية في مواجهة الاستحقاقات والملفات الإقليمية والدولية والخطوات الواجبة في التعامل معها وقد أكد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام الاجتماع التكميلي للدورة الـ 140 مواقف دول مجلس التعاون الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف ونبذها لكل أشكاله وصوره ورفضها دوافعه ومبرراته والتزامه الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية إضافة إلى الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية.
وأشارت إلى أن هذه المواقف الخليجية التي ترسخ الثوابت وتعكس التعامل مع الملفات الثقيلة والتحديات التي تواجه المنطقة والعالم أثبتت كل التجارب صوابيتها وفهمها العميق ونظرتها البعيدة لجميع الملفات والتي يتم التعامل معها بجدية مع العمل على توسيع التكاتف الدولي والجهود العالمية الواجبة.
وأضافت أن مواقف دول المجلس التي تأتي بعد مشاورات مكثفة ومستفيضة بين الأشقاء لتحصين البيت الخليجي وتقوية دعائمه وضمان نعمة الأمن والاستقرار التي تنعم بها شعوبه رغم الغليان والأحداث الكبرى التي تؤزم المنطقة برمتها .. أثبتت المناعة والقدرة التي تعيش بها دول التعاون وكيف أنها تحظى باحترام عالمي كمرجع لأخذ النصح والمشورة للوصول إلى الطريقة اللازمة لحل كافة الأزمات.
وأكدت أن نبذ الإرهاب والتطرف وضرورة تكثيف الجهود الأمنية لمحاربة هذا الفكر الضال وتجفيف مصادر تمويله .. مرحلة تاريخية مفصلية تلعب فيها دول التعاون دورا عالميا رئيسيا وسباقا في مكافحة هذا الوباء الذي يتهدد البشرية جمعاء مع التأكيد على أن الفكر الارهابي يتنافى مع مبادئ الدين الاسلامي الحنيف التي تدعو إلى التسامح والتآلف والرحمة والمحبة والتآخي.
وتابعت ..أن التطورات بينت خلال السنوات الأخيرة بكل آثارها وانعكاساتها على المنطقة والشرق الأوسط مع ما تحمله من مخاطر وأوضاع جديدة أنتجتها تلك الأحداث ومن أولها بينت تجربة "التعاون الخليجي " نجاعتها وصوابيتها عبر تطابق المواقف والرؤى سياسيا وأمنيا وعسكريا وثبات التوجهات لحل جميع القضايا التي تمر بها وسبل إنهاء أزمات المنطقة وكان التحرك لأجل ذلك واحدا لجميع دول المجلس فعقدت الاجتماعات والمؤتمرات وكان الحراك الدولي الهادف لتسويق الحلول القائمة على نظرة دول للأمور الواجبة الاتباع.
وذكرت أن أحداث اليمن تؤكد صوابية وأصالة مواقف "التعاون" سياسيا وعسكريا وما يجب أن يتم العمل به فكان تأكيد أهمية وأمن استقرار اليمن واعتباره من أمن دول التعاون وبالتالي لا يمكن السماح بالعبث به أو السكوت عن جموح الحوثيين وانقلابهم الأرعن وضرورة وقف سياسة إيران العدائية القائمة على التدخل في شؤون دول الجوار فكان التدخل العسكري لدول التحالف العربي الذي منع سقوط اليمن في أجندات الشر وتحرير أغلب أراضيه ودعم شعبه وقواته الشرعية كما كان التحرك السياسي في مجلس الأمن أساسا للقرار / 2216 / كحل وحيد للأزمة مع مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية.
وقالت إن هذه المواقف تعكس الوحدة القوية تجاه باقي الدول من سوريا ولبنان وصولا إلى مصر وتونس وليبيا وفي كل منطقة كانت تستدعي موقفا تجاه التعامل الواجب.
وأكدت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها السياسة الحكيمة القائمة على تعاون الأشقاء تعزز الثقة بتجاوز التحديات كافة وهي مثال عالمي يحتذى في السياسات الداعمة للحقوق والتعاون المثمر البناء الذي ينعكس إيجابا على جميع الصعد.
من جانب آخر وتحت عنوان "السلام العالمي" ..قالت صحيفة "الخليج" إنه يبدو في يوم السلام العالمي - الذي يصادف /21/ سبتمبر من كل عام - أن السلام يبتعد أكثر عن متناول العالم حتى في هذا اليوم لا يتمنى الأمين العام للأمم المتحدة أكثر من أن يوقف المحاربون في العالم قتالهم لمدة يوم واحد.
وتساءلت "هل يا ترى إذا أوقف هؤلاء قتالهم يعني أنهم سيلقون سلاحهم" .. مشيرة إلى أن المواقف الرمزية يتسابق إليها الجميع حتى لا يبدو أنهم المسببون للقتال ولكن أسباب القتال مستمرة وحينما تنقضي الهدنة سيتواصل القتال.
ورأت أن هذه الطريقة في مقاربة السلام عقيمة لأنها لا تعمل من أجل حلها من جذورها.. وجذورها تتلخص في أمرين .. الأول أن القوى الكبرى تتصارع على مناطق النفوذ وهذا يؤدي إلى التسابق على التسلح في العالم فكل قوة تريد أن تمتلك أقوى الأسلحة حتى تخيف بها الأخرى وتجبرها على تقديم التنازلات أو تحمي نفسها من مثل هذا الابتزاز .. والثاني أن النظام الاقتصادي العالمي السائد يحقق الفقر للأغلبية والازدهار للأقلية ويقود إلى تفريخ العنف والإرهاب.
ولفتت إلى أن فقدان العدالة في توزيع الموارد والازدهار يسبب المرارة والحقد وهما دافعان للذين يشعرون بالضيم والفقر إلى اقتفاء من سبقوهم للجوء إلى العنف .. ولا يفيد ما يقوله الأمين العالم في رسالته من أن "السلام لا يتعلق بإلقاء السلاح بل وأيضا ببناء مجتمعات يتقاسم فيها الناس فوائد الازدهار على كوكب سليم " فهذه ليست أكثر من مجرد أماني فالأمور الثلاثة السابقة الذكر تبتعد بدل أن تقترب من أن تكون أمرا واقعا .. فليس عدم إلقاء السلاح موجودا فحسب وإنما مصانع إنتاجه تزداد دورانا ..فكيف يمكن إلقاء السلاح إذا كانت المصانع تدور بوتيرة أسرع لإنتاجه.. فمن يصنع سيعمل كل ما في وسعه لكي يكون هناك سوق واسعة لاستيعابه. وهذا ما نراه في مصانع القوى الكبرى.
وذكرت أن ما يجري فعليا في الاقتصاد العالمي يبرهن أن الهوة في توزيع الازدهار تزداد بدل أن تنقص حتى أصبح في بعض البلدان مئات من الأغنياء يملكون من الثروة بقدر ما تملكه عشرات من البلدان.. فهل هذه أرضية صالحة للسلام أم لمزيد من الاقتتال.. أما الكوكب السليم فهو يضحى أكثر مرضا يوما بعد يوم بسبب التلوث والتغير المناخي .. ومن يعطل مسيرة الحد من التلوث سوى البلدان الكبرى التي تريد أن تحافظ على تفوقها الاقتصادي حتى ولو كان على حساب انهيار الأرض كبيئة صالحة لعيش الشعوب.
وقالت "الخليج" في ختام إفتتاحيتها إن هذه هي العوامل التي ينبغي معالجتها وهي كلها حاصلة بسبب الجشع وحب التسلط ولن تزول إلا إذا استطاعت القوى الكبرى أن تجعل من المشاركة والمساواة والعدالة أساسا لتصرفاتها ومحورا لنظام عالمي جديد.. وهذا لا يبدو قريبا.
- خلا - دنا -