أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم .. بالمشهد العراقي الدامي إضافة إلى تداعيات مقتل أمريكيين أسودين على يد الشرطة بجانب مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس.
وتحت عنوان " العراق وحصاد الطائفية " قالت صحيفة " البيان " إن ما يشهده العراق من إرهاب ودمار وقتل متواصل بلا توقف مأساة تدمي القلوب وتطرح السؤال الملح دائما ..إلى متى.
وأضافت أن العراق قد عانى سنوات طويلة من حكم الديكتاتور وجاءت الحرب التي باتت محل شك الآن حول أهدافها باعترافات من أداروها في الغرب ليسقط حكم الديكتاتور ويغرق العراق في وحل الجماعات والتنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش وأمثالهما ولتضع العراق تحت حكم الطائفية الفاشل الذي يدار من طهران التي لا يمكن أن تتمنى للعراق وشعبه أي خير بل تسعى لفرض نفوذها التام عليه وجعله نقطة انطلاق لمد نفوذها وهيمنتها في المنطقة كلها.
وأعربت عن أسفها الشديد من أن الحكم الطائفي الذي يشيع الخراب والقتل والدمار في العراق يلقى الدعم المباشر ليس فقط من إيران بل ومن جهات دولية تدعي أنها تبني المجتمع الديمقراطي وتحمي حقوق الإنسان وهي أشياء أبعد ما تكون تماما عن العراق الآن.
وقالت نحن العرب جميعا يجب أن نعي جيدا أننا لسنا بعيدين عما يحدث وعما يواجهه العراق من مخاطر وتهديدات وما ينكشف الآن من حقائق واعترافات حول الحرب على العراق يفرض علينا السعي الجاد لإحياء التضامن العربي وتطوير رؤيتنا السياسية ويفرض علينا مواجهة الخطر والتهديد الإقليمي الذي يتربص بنا.
من جهة أخرى وتحت عنوان " أمريكا .. بين العنصرية والفقر " قالت صحيفة " الخليج " إن تداعيات مقتل أمريكيين أسودين على يد الشرطة مؤخرا تفاقمت بعد قيام قناص أسود باغتيال خمسة رجال شرطة في مدينة دالاس ما أعاد الجدل مجددا حول العنصرية في الولايات المتحدة وضرورة إحداث إصلاحات في جهازي الأمن والقضاء المتهمين بممارسات عنصرية فظة ضد السود وكذلك إحداث تغيير جذري في السياسات الاجتماعية ضد الملونين الذين يعانون تمييزا صارخا في مستويات المعيشة أسوة بالبيض.
وأشارت إلى أن المجتمع الأمريكي لا يزال يعيش موروثا عنصريا قاتلا ضد السود وهو مشدود إلى تاريخ من الكراهية لم يندمل ولا تزال جروحه مفتوحة ويشكل جزءا أساسيا من سلوك المجتمع والسياسيين الذين يقودون الولايات المتحدة ويعيشون في ممارساتهم تلك الحقبة الاستعمارية التوسعية السوداء التي بدأت بحروب الإبادة ضد الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين التي قضى فيها ما بين / 60 إلى 100 / مليون إنسان.. وما تلاها من حروب مستمرة على امتداد الكرة الأرضية وراح ضحيتها الملايين أيضا.
وأضافت أنه إذا كان تم حظر العنصرية رسميا في منتصف القرن الماضي إلا أن جذورها قائمة وتتبدى بأشكال مختلفة .
واستشهدت بقول الباحث والخبير الأمريكي ريتشارد ريفيز في مقال له نشر على موقع معهد " بروكينغز " للدراسات والأبحاث السياسية " إن ممارسة القتل ضد الأمريكيين السود وما يترتب على ذلك من ردود فعل غاضبة بين السكان السود ما هي إلا تداعيات تظهر على السطح بعيدا عن تلك التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للتمييز العنصري في المجتمع الأمريكي بمفهوم أوسع وأشمل" ويشير ريفيز إلى ارتفاع مستوى التمييز العنصري في الولايات المتحدة وفق المعايير الدولية حيث أن واحد من أربعة أمريكيين سود وواحد من أصل ستة إسبانيين يعيشون في فقر شديد مقارنة بواحد من / 13 / من الأمريكيين البيض.
وتابعت يمضي الباحث في رسم صورة قاتمة لحال السود في الولايات المتحدة فيقول إن السود يعيشون في أكثر المناطق فقرا في المدن الأمريكية ويتساءل ..هل سيتغير شيء في العام 2020 أو 2030.
وأضافت ها هو العام 2016 ينتصف بينما التمييز العنصري يضرب أطنابه في الولايات المتحدة ويتسع مداه وتتواصل طاحونة الموت ضد السود على أساس عنصري حيث أعلن عن مقتل 136 شخصا أسود بدءا من مطلع العام الحالي حتى الآن على يد الشرطة وكذلك تداعياته المتمثلة في حالة عدم المساواة الاجتماعية والسياسية.
وخلصت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها إلى أن كل ذلك يكشف زيف وكذب الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي تتشدق بحماية حقوق الإنسان والدفاع عنها وتقدم النصائح لغيرها من الدول أو تهددها وتحاصرها أو تغزوها تحت ستار هذه الأزعومة بينما هي تمارس أشد أشكال العنصرية ضد مواطنيها.
من جانب آخر وتحت عنوان " معارضة إيران تهز طهران من آلاف الأميال " قالت صحيفة " الوطن " لقد كان تجمع قرابة /100/ ألف إيراني من مختلف دول العالم في باريس للتعبير عن رفضهم للنظام الإيراني وسياساته الكارثية الخطيرة شديد الدلالة والرمزية ويبين كيف أن الغالبية العظمى تعاني جراء السياسات التي تهدد استقرار المنطقة والعالم وتنتهج صب الزيت على نار الطائفية وقمع الشعب وإبقاء الأغلبية العظمى منه دون خط الفقر.
وأشارت إلى أن الحضور العالمي والعربي الواسع من مختلف الدول للمشاركة في المؤتمر مع المعارضة الإيرانية هو دليل على الإحساس بمعاناة الشعب الإيراني وبهدف التأكيد أن الخلاص من هذا النظام الغارق في دعم الإرهاب واتباع السياسات الخبيثة فيه مصلحة عامة للعالم.
وذكرت أنه خارجيا بات الجميع على دراية كاملة بدفع إيران المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار والتوتر الدائم وتغذية الطائفية ودعم الإرهاب وتسليح المليشيات وإرسال قواتها إلى دول ثانية مما تسبب بالويلات لملايين البشر وأحداث سوريا والعراق ولبنان واليمن شواهد حية على خطورة وسوء السياسة التي تعتمدها دوائر القرار في طهران.
وتابعت أن التجارب بينت أن سياسة طهران لا عهد ولا ميثاق لها فهي تواصل تجاربها المخالفة للاتفاق النووي وهو ما أكدته الأمم المتحدة وعبرت عن الصدمة من مخالفتها المتعمدة لـ " الاتفاق " المذكور كما دأبت طهران على انتهاج الشر وهي تحاول تسييس الشعائر الدينية في مواسم الحج والعمرة بل إن تعدياتها المشينة طالت حتى المقار الدبلوماسية المعتمدة للمملكة العربية السعودية الشقيقة عندما تم حرق مقر السفارة والقنصلية في تعد سافر وانتهاك فاضح لحصانة هذه المقار وفق كل قواعد القانون الدولي.
وقالت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها إن هذا النوع من اللعب بالنار الذي تمارسه طهران ويعود لسنين طويلة خلت لم يعد خافيا على المجتمع الدولي الذي يتوجب عليه أن يتحمل مسؤولياته ويقف سدا منيعا في مواجهة هذه الانتهاكات التي تهدد الاستقرار العالمي برمته.