أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت صحف الإمارات في إفتتاحياتها الصادرة صباح اليوم بمواضيع تتعلق بمنتدى الإعلام العربي الذي يعقد اليوم في دبي وما يحمله من محاور كثيرة مهمة تحت عنوان "الإعلام .. أبعاد إنسانية" والحملة الوطنية "أسرتنا متماسكة 2021" التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" إلى جانب دعوة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لشراكات قوية بين كل الجهات وعلى كافة المستويات من أجل مواجهة تحديات تغير المناخ .. والجريمة الإرهابية التي وقعت في حلوان المصرية وأدت إلى سقوط 8 شهداء بينهم ضابط وعدد من الجرحى .
ففي كلمة لرئيس تحريرها محمد الحمادي بعنوان "إعلام جديد.. تحديات جديدة" .. قالت صحيفة "الاتحاد" إنه على مدى خمسة عشر عاما والإعلام العربي يبحث عن مستقبله ويتباحث الإعلاميون العرب حول التحديات التي تواجه مهنتهم وذلك من خلال منتدى الإعلام العربي في دبي الذي نجح بامتياز في أن يستشرف مستقبل الإعلام وأن يضع الإعلاميين العرب في صلب التغيير الذي تشهده صناعتهم .
وأشار الكاتب إلى أنه "في منتدى الإعلام العربي الذي يعقد اليوم وغدا ويشارك فيه المئات من الإعلاميين العرب بالإضافة إلى عدد من الخبراء الإعلاميين الأجانب ستجري مناقشة محاور كثيرة مهمة تحت عنوان "الإعلام .. أبعاد إنسانية" وعندما يتمحور الحديث حول الإنسانية فإننا ندرك مدى أهمية دور الإعلام في نشر السلام والمبادئ الإنسانية ومواجهة الإرهاب وتكمن أهمية الحديث عن هذه الأمور والمحاور التي يتناولها المنتدى في أننا نعيش في عصر حروب الجيل الرابع في عالمنا العربي وعندما نتكلم عن هذه الحروب التي أشعلت منطقتنا العربية فإننا بلا شك ندرك أن الإعلام كان أهم أدوات هذه الحروب خصوصا بعد أن اقتنع كثير من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة بأن الحروب العسكرية لم تعد الخيار الأول لتحقيق الانتصارات وإنما حروب الجيل الرابع التي تحقق أكبر قدر من المكاسب بأقل قدر من التكاليف ومن دون خسائر مادية أو في الأرواح" .
وأضاف "في منتدانا اليوم ندرك كإعلاميين عرب أن الإعلامي أصبح جزءا من الحرب أو جزءا من السلام في هذه المنطقة وأن القلم الذي بين يدي الإعلاميين أو الميكروفون الذي يحملونه أو الكاميرا التي يواجهونها أو الهواتف الذكية التي يستخدمونها هي السلاح الحقيقي في الحرب الجديدة فإما أن تكون من أجل السلام وخير الإنسانية أو من أجل الحرب وخراب البشرية" .
ولفت الحمادي إلى أن التحدي المستقبلي الذي يواجهه الإعلام لا يكمن فقط في المنافسة التي قد تواجهها وسائل الإعلام التقليدية من الإعلام الجديد وإنما يكمن التحدي الحقيقي في الدور الذي سيلعبه الإعلام والاستخدامات الجديدة للإعلام سواء الإعلام التقليدي أو الإعلام الجديد في الألفية الجديدة خصوصا إذا عرفنا أن إستخدامات الدول للإعلام خصوصا الرقمي والاجتماعي أصبحت مختلفة وقد شاهدنا جميعا كيف انفجر الوضع في منطقتنا العربية في بدايات عام 2011 بسبب الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي التي تبين لاحقا أنها كانت تستخدم وتوجه من الخارج وكانت القوة الناعمة لإسقاط أنظمة ما كانت لتسقطها جيوش نظامية .
وقال في ختام كلمته إن الإعلام العربي والإعلاميين العرب في مرحلة جديدة من تاريخ المهنة وبلاط صاحبة الجلالة بحاجة إلى من يحميه وأن يبقى بلاطا للسلام وخير الإنسانية والبشرية وليس ساحة للحروب وتدمير الدول والشعوب .
وتحت عنوان "تماسك الأسرة والمجتمع" ..أكدت صحيفة "البيان" أن الإنسان هو الهم الأول والشغل الشاغل للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة وكان هذا هو نهج المؤسسين والبناة الأوائل لدولة الاتحاد ومازال ذات نهج الخلف الصالح .
وقالت الصحيفة إن دولة الإمارات من أولى دول العالم المشهود لها برعاية الإنسان والأسرة وقد آتى هذا النهج وهذه السياسة ثمارها الواضحة للعيان الآن فالمجتمع الإماراتي من أقوى المجتمعات تماسكا وقوة والتفافا حول قياداته وولاء وانتماء للوطن وتلعب الأسرة الإماراتية بما تلقاه من رعاية كاملة واهتمام كبير من قيادة الدولة والحكومة وأجهزتها دورا رئيسيا في دعم هذا التماسك وتنمية هذا الولاء والانتماء لدى الأبناء .
ولفتت إلى أن الحملة الوطنية "أسرتنا متماسكة 2021" التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تأتي لتؤكد السير على النهج وعلى طريق بناء الإنسان قبل كل شيء فالأسرة هي نواة المجتمع وهي مصنع بناء الإنسان وكما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن الأسرة الإماراتية على رأس إهتمامات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وهي أولوية ثابتة في برامج وسياسات الحكومة .
وخلصت الصحيفة في ختام إفتتاحيتها قائلة إن "الاهتمام بالأسرة من أكبر ضمانات حماية النشء من المخاطر والتهديدات المنتشرة في المجتمعات الآن من تطرف وتشرذم فكري وانحراف أخلاقي وأفضل وسيلة للحفاظ على المجتمع وقيمه ومبادئه" .
وفي موضوع آخر بعنوان "الشراكات القوية" .. قالت صحيفة "الخليج" إن الأمم المتحدة لم تعد تملك حتى القليل من التأثير المعنوي على الدول ولا على الرأي العام العالمي فقد أخفقت عبر سنوات العقود الماضية في أن توفر لنفسها سلطة معنوية مستقلة فما كانت تتحرك في القضايا الكبرى إلا بعد أن تغمز لها القوى الكبرى بالتحرك .. مشيرة في هذا الصدد إلى دعوة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لشراكات قوية بين كل الجهات وعلى كافة المستويات من أجل مواجهة تحديات تغير المناخ .. وقالت إن هذا كل ما يستطيع الأمين العام للأمم المتحدة فعله حقا فهو أصلا لا يملك أي صلاحيات قانونية لكي يؤثر بشكل حقيقي على فعل شيء لمواجهة التحديات التي تؤرق العالم .
وأشارت إلى أن ما قاله كي مون يمثل تعبيرا دقيقا عن هذه الحالة فهو قد التف على الحقيقة الناصعة بأن الدول الكبرى لا تتعاون في ما بينها لمواجهة تحديات المناخ كما أن الشركات الكبرى إن لم تعطل الخطوات الجدية في ميدان المواجهة فهي لن تفعل شيئا يهدد أرباحها .
وقالت إن الدعوة إلى المشاركة بين خليط من الجهات العامة والخاصة لمواجهة تحديات المناخ مسألة لا يسعفها المنطق فالجهات الخاصة مثلا ليست جمعيات خيرية حتى تتنازل طواعية عن أرباحها من أجل المساهمة في مكافحة التغير المناخي .. وإن مس البعض منها حرارة الحماس للكرة الأرضية ولم يمس البقية فهي ستكون الخاسرة في ميدان المنافسة الدولية . ولذلك فهي ستتخلى عن حماستها خوفا على مصالحها .
وشددت على أن الذي يجمع هذه الشركات على فعل شيء معين ليس الوعظ والتخويف المعنوي وإنما القوانين الرادعة التي تكون ملزمة لكل البلدان ومنها شركاتها الخاصة وهذه أمرها ليس صعبا فحسب وإنما في بعض الحالات قد يكون مستحيلا .. فإذا كان المسؤولون في بعض البلدان الكبرى يأتون إلى السلطة بأموال هذه الشركات فكيف بإمكانهم أن يبادروا بشيء لا ترضى عنه .. والأمر الآخر أن البلدان الكبرى نفسها تتحايل في موضوع مواجهة التحدي المناخي بأساليب مختلفة إما بجعل الخطوات المطلوبة غير ملزمة أو بمحاولة نقل العبء إلى البلدان الأخرى وخاصة الضعيفة والفقيرة منها. فالبلدان التي تفتقد إلى مفهوم الشراكة لن تطبقه في شركاتها .
أما صحيفة "الوطن" .. فقالت في إفتتاحيتها بعنوان "مصر ستنتصر" .. إن الجريمة الإرهابية الوحشية التي استهدفت شرطيين في حلوان وأدت إلى سقوط 8 شهداء بينهم ضابط وعدد من الجرحى جراء الهجوم الذي نفذه ملثمون بطريقة وحشية عبر استهدافهم لرجال أمن يعملون على استقرار المجتمع وأمنه .. لم تكن إلا دليلا جديدا على إفلاس التنظيمات الإرهابية التي تحطمت نواياها وأهدافها أمام صمود الشعب المصري العظيم وإرادته .
وأكدت أن مصر قلعة العروبة وأساس الاستقرار في المنطقة ولابد أن خلاصها وانتصارها في الحرب على الإرهاب مؤكد ويصب في مصلحة المنطقة والعالم أجمع بحكم مركزيتها وموقعها .. وشددت على أن هذه الآفة باتت تستوجب التعاون الدولي وتكثيف الجهود لأقصى درجة ممكنة والتنسيق لاجتثاثها كون الإرهاب وباء قاتل يقتضي تجفيف منابعه فضلا عن كونه خطرا على البشرية وعدوا لها ولقيمها فهو لا يتبع دينا ولا جنسا ولا عرقا بل عبارة عن انحراف فكري وضلال أخلاقي يحتاج مواجهة متعددة الجوانب تستهدف كل ما يقوم عليه هذا النهج الإجرامي القائم على النهم للقتل والدم واستباحة الآخرين جراء التشوهات التي تعاني منها هذه الفئات من حملة الأفكار الآثمة التي تترجمها جرائم ومجازر وقتلا بحق غيرها وكل من يختلف معها ولا يوافقها الضلال والانحراف الذي تسير فيه في كل فرصة تستطيع فيها ذلك.
وقالت "الوطن" في ختام إفتتاحيتها إن مصر بقدراتها وطاقتها وإرادتها ستنتصر ولن تزيدها هذه الجرائم إلا تصميما على قهر الإرهاب في تحد جديد ومحطة ثانية لعبور أبنائها نحو غدهم وهم ينعمون بالأمن والاستقرار وستتم هزيمة الباطل وكنسه ولن يكون للإرهاب وجود في العالم وسيلقى من ارتهنوا للشيطان مصيرهم حيث ترفض البشرية جموح وأسلوب كل من يعتمد الدم سبيلا خاصة من حملة هذا الفكر العفن.