أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم باستراتيجية الامارات في مكافحة مخططات ومؤامرات التنظيمات الإرهابية من خلال تقويض وتجفيف الحاضنة الفكرية والمالية للمتطفرين الى جانب تقرير "تشيلكوت" عن حرب العراق وضرورة ان ينال مرتكبو جرائم الحرب جزاءهم العادل وقضية المهاجرين الذين فروا من أوطانهم ولم يعد لهم خيار سوى المغامرة بركوب البحر مرتهنين تارة لمهربي البشر وتارة لأمواج البحر التي لا تصمد أمامها القوارب البدائية .
فتحت عنوان "طريق الإمارات هو الصحيح" ..قالت صحيفة "البيان" ان ما يدور من أحداث بالمنطقة وفي العالم كله يؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل حكمة قيادتها الرشيدة اختارت منذ البداية الطريق الصحيح والحضاري لمكافحة الإرهاب والتطرف فإلى جانب مشاركتها الفعالة في "التحالف العربي" في اليمن ومشاركتها في التحالف الدولي ضد الإرهاب فإنها أيضا تكافح الإرهاب والتطرف في كهوفه المظلمة وفي بؤر نموه وانتشاره هناك حيث يتم بث الأفكار السامة في عقول الشباب وحيث يتم توجيه الأموال لدعم التنظيمات الإرهابية .
وأضافت الصحيفة ان دولة الإمارات رأت في استراتيجيتها لمكافحة مخططات ومؤامرات التنظيمات الإرهابية وماشابهها أن النجاح في القضاء على الإرهاب أساسه الإدراك أن المعركة طويلة وتحتاج لعمل دؤوب وطويل ..مؤكدة ان من أهم الأدوات تقويض وتجفيف الحاضنة الفكرية والمالية للمتطرفين والإرهابيين وأن الأمر لا يقتصر على التصدي للتنظيمات بل الأهم هو مواجهة قادة الفكر الإرهابي المحرضين الذين خلقوا البيئة الحاضنة والذين يدعون أنهم دعاة وعلماء دين بينما يذهبون ليحرضوا الشباب ضد أوطانهم وأهليهم هؤلاء الدعاة المزيفون الذين يستخدمون وسائل الإعلام ومواقع الانترنت لبث سمومهم وأفكارهم المدمرة.
وقالت "البيان" في ختام افتتاحيتها " لقد أثبتت تفجيرات الحرم النبوي الشريف أن الإرهاب لا دين له ولا وطن وأنه لابد من التضامن وتكاتف الجهود وتوحيد القوى من أجل مكافحة الإرهاب واجتثاث بذوره وجذوره ومنابعه الفكرية والمالية".
من جانبها أكدت صحيفة "الخليج" ان ما جرى في العراق العام 2003 كان حربا عدوانية بكل المقاييس وخارج الشرعية الدولية والقانون الدولي وتبريراتها كانت كاذبة وملفقة ..محذرة من ان السكوت على مثل هذه الجرائم وعدم محاسبة الذين قاموا بها يشجعان على ارتكاب المزيد منها.
وقالت الصحيفة تحت عنوان " وماذا عن بوش " ..بعد "تقرير تشيلكوت" البريطاني عن حرب العراق ودور رئيس الوزراء توني بلير آنذاك فيها مكتفيا بالحديث عن المعلومات الاستخبارية الخاطئة والتقديرات غير الدقيقة وغير المبررة التي تم الاستناد إليها في شن الحرب على العراق فإن التقرير بحد ذاته ومن خلال مضمونه يحمل بلير مسؤولية المشاركة في حرب غير قانونية ولا تستند إلى مسوغات ومبررات شرعية ..وإذا كان بلير مجرد شريك في هذه الحرب فإن الرأس المدبر والمخطط الذي قاد الحرب وهو الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش وجماعته من المحافظين الجدد لم يطلهم أي تقرير ولم يتم تحميلهم أية مسؤولية وما زالوا أحرارا يمارسون مسؤوليات في مواقع مختلفة داخل الولايات المتحدة بل إن بعضهم ومن بينهم بوش ما زالوا يعتبرون أن ما قاموا به كان صحيحا وليس لديهم أي شعور بالندم.
واضافت " ما جرى في العراق العام 2003 كان حرباً عدوانية بكل المقاييس وخارج الشرعية الدولية والقانون الدولي وتبريراتها كانت كاذبة وملفقة وكان مخططا لها قبل سنوات أي أنها شنت عن سابق تصور وتصميم وقد وصفها بوش آنذاك بـ "الحرب الصليبية" وهو يصر حتى الآن مع بلير على أن الحرب "كانت ضرورية" وأن "العالم بعد غزو العراق صار أكثر أمانا" ..متسائلة " من أعطى بوش وبلير وغيرهما الحق في شن أي حرب .. ومن أعطاهما الحق في تدمير دول وإبادة شعوب استنادا لتبريرات وحجج كاذبة ..
وكيف لمثل هكذا قيادات أن تتصرف بمصير العالم وفقاً لرؤاها ونزواتها ومصالحها".
وأكدت انه تم في العراق ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء من أطفال ونساء ورجال وتم تدمير مدن وبنى تحتية كما تم استخدام أسلحة محرمة دوليا كذلك ارتكبت انتهاكات وفظائع ضد الإنسانية في سجن أبو غريب وتم تفكيك بلد ومجتمع وزرع بذور طائفية ومذهبية بغيضة ما زالت تفعل فعلها في تقويض وحدة العراق وتمزيق نسيجه الوطني ..مشيرة الى ان هذه الحرب الظالمة هي التي أطلقت العنان للإرهاب الذي استشرى وبدأ يشكل خطراً وجودياً ليس على العراق فحسب إنما على العالم بأسره الذي يراه بوش وبلير أنه "أكثر أمنا".
وقالت الصحيفة " إن مثل هذه الجرائم لا يزال مرتكبوها أحياء يرزقون وتقرير من هنا وهناك يدين أو يكشف الأخطاء التي ارتكبت لا يكفي لأن السكوت على مثل هذه الجرائم وعدم محاسبة الذين قاموا بها يشجعان على ارتكاب المزيد منها ..ومثلما تم سوق مرتكبي جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة ورواندا وبوروندي والكاميرون وساحل العاج إلى المحكمة الجنائية الدولية كي ينالوا جزاءهم العادل يجب سوق بوش وبلير وغيرهما من المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين الذين شاركوا في الحرب على العراق إلى هذه المحكمة كي ينالوا الجزاء العادل على فعلتهم وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب وكي لا تكون العدالة الدولية مقتصرة على الضعفاء فقط أما الأقوياء فيسلمون بجلودهم".
واختتمت "الخليج" افتتاحيتها بالقول " من حق مئات الآلاف الذين ماتوا غدراً تحت النار والقنابل أو جوعا أو تحت التعذيب أو استبيحت كرامتهم ومن حق وطن تعرض للغزو وتم تدميره.. من حق هؤلاء جميعا أن تنصفهم العدالة الدولية ولو بمعاقبة الجناة".
وتحت عنوان "نهايات مأساوية" حذرت صحيفة "الوطن" من ان التأخر في معالجة أسباب قضية المهاجرين الذين فروا من أوطانهم ولم يعد لهم خيار سوى المغامرة بركوب البحر سيؤدي إلى المزيد من المآسي والويلات .
وقالت الصحيفة " أتى إعلان إيطاليا عن انتشال رفات 217 مهاجرا من قاع البحر بعد أن غرق مركب كان يقلهم قبل عام في البحر المتوسط، ليبين حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها ملايين البشر وهم الذين فروا من أوطانهم محملين بالأمل في حياة بعيدة عن مواكبة الموت اليومي وخزان من الذكريات لأوطان رأوها تدمر وتتحول إلى ساحة للحروب الدامية الكارثية التي تأتي على كل شيء فلم يعد لهم خيار سوى المغامرة بركوب البحر مرتهنين تارة لمهربي البشر وتارة لأمواج البحر التي لا تصمد أمامها القوارب البدائية التي يستقلونها بحثاً عن الحياة في القارة العجوز".
وأوضحت ان أغلب هؤلاء الضحايا من بلدان تحولت الحياة فيها إلى مآس لا تعد ولا تحصى وفقد كل أمل باستعادة الحياة الطبيعية في المدى المنظور ففي سوريا يعاني قرابة 12 مليون من أبنائها أزمة النزوح بين الداخل والخارج وذات الحال في العراق ودول ثانية وبات الغرق اليومي في البحر الأبيض المتوسط من الدلائل على عمق الأزمات وانعدام الأمل لدى الملايين.
وأكدت ان هذه المآسي مع تفاقمها دون إيجاد الحلول لمسبباتها باتت مع الأسف لا تقل خطورة وألما عن باقي الكوارث التي تعاني منها دول كثيرة وجميعها تتفق في الأسباب والنهايات الحزينة المثيرة للشفقة والكارثة الأكبر أنها ليست حالات فردية أو نادرة بل إن ضحاياها بالمئات والآلاف أسبوعيا.
واوضحت ان حوادث الغرق تأتي على عائلات بالجملة فكم طفل ورضيع قضوا بذات الطريقة وكم نقلت وسائل الإعلام مشاهد لجثث تم انتشالها بعد أن قذفتها أمواج البحر أو تعذر الوصول إليها قبل أن تتحول إلى أرقام في جداول المجهولين الذين قد لا يعرف من أين هم ولا من أي بلدان قدموا لعدم وجود ما يثبت هويتهم ..مؤكدة ان المخاطر لا تقتصر على الأعداد فالمخاوف التي كانت تبديها دول أوروبية من متسللين بنوايا شريرة لها مبرراتها لكن الأزمة في النهاية تبقى إنسانية بحتة وبشرية بامتياز وعدم المبالاة يجب أن ينتهي والحل بعلاج الأزمات التي تدفع للهجرة واللجوء والمخاطرة عبر وضع الحلول للمسببات وكل ماعداها سيبقى أشبه بإجراءات إسعافية لا تكفي لإنهاء الأسباب الحقيقية للكوارث.
وقالت " الوطن" في ختام افتتاحيتها انه فيما عدا ذلك ستتواصل موجات المهاجرين طالما بقيت تلك المناطق على حالها مهما اتخذ من إجراءات وهو يعني أن الأزمة متواصلة ومستفحلة بانتظار حلول في المناطق التي تعتبر خزاناً بشريا للمهاجرين والحد من الهجرة يحتاج خططاً وبرامج وتعاون ومراقبة وهو أمر كبير ومهمة ثقيلة لا يمكن أن تتصدى لها دولة بذاتها أو عدة دول وإن تأخر معالجة الأسباب سيؤدي إلى المزيد من المآسي والويلات ومع الأسف وحده البحر المتوسط لم ولن يشبع من جثامين الضحايا وابتلاعهم.