أبوظبي - صوت الإمارات
اهتمت افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم بالكارثة الانسانية في سورية التي يدفع ثمنها الابرياء ويقف المجتمع الدولي امامها عاجزا الى جانب التضليل المستمر حول امكانية اقامة الدولة الفلسطينية في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي انتهاج سياسة الاستيطان علاوة على المواقف السلبية للادارة الامريكية برئاسة باراك أوباما ازاء عدة ملفات مهمة .
فتحت عنوان " كلفة مؤلمة " قالت صحيفة "البيان" ان الكارثة الإنسانية في سوريا، وصلت مرحلة بالغة الحرج، إذ رغم كل النداءات العالمية، والمبادرات، للتخفيف من حدة هذه الكارثة، إلا أنها تستمر بطريقة دموية، وبحيث يدفع الأبرياء ثمن هذا الاقتتال.
وأضافت " لقد أصبح المجتمع الدولي، عاجزاً أمام هذه الكارثة، وغير قادر على وقفها، جراء إصرار جهات عدة على عدم الالتفات إلى أوضاع المدنيين، سواء في حلب أو بقية المناطق السورية، وإذا كانت كل التعبيرات الدولية، تدين هذه الكارثة بكل فصولها، إلا أنها لا تنجح في أحسن الحالات، إلا بالحصول على هدنة زمنية محدودة، لإدخال المساعدات الغذائية والأدوية، وهي هدن سرعان ما تنهار، وتعد غير كافية أساساً، للتخفيف عن المدنيين".
وأكدت الصحيفة ان الشعب السوري دفع ثمناً باهظاً، لما يفعله النظام من جهة، ولما تسببت به التنظيمات الإرهابية ، مشيرة الى ان هذا الاقتتال، كان على حساب الأبرياء السوريين وحدهم، الذين اضطروا للتشرد في هذه الدنيا، أو دفع الثمن، من حياتهم واستقرارهم، وقالت " وإذا كانت سمة الصراعات العسكرية في العالم، أنها لا تقف عند الكلف التي يدفعها المدنيون، فإن علينا الإقرار هنا، أن هذا الصراع في سورية، يأتي مختلفاً، وأكثر دموية وبشاعة من كل صراعات هذا العصر".
وطالبت "البيان" في ختام افتتاحيتها كل القوى الحية في العالم، بذل كل الجهود، من أجل تجنيب المدنيين، كلفة هذه الحرب، وهي كلفة مؤلمة بكل ما تعنيه الكلمة، من معنى.
من ناحيتها قالت صحيفة "الخليج" ان التضليل الجاري حول امكانية قيام الدولة الفلسطينية لم يتوقف منذ سنوات طويلة، وهو تضليل يتلون من فترة لأخرى ..مؤكدة ان لا أحد يبحث حقاً حول ما يقف خلف قيام الدولتين فالدولة الفلسطينية قائمة على الورق، ولا يمكن لها أن تكون أكثر من ذلك، لأنه لم يتبق من الأرض كفاية حتى تقوم عليها حقا مع تسريع الكيان الصهيوني من إجراءاته حتى لا يكون هناك شيء مطلقاً يسمح بقيامها.
واضافت الصحيفة تحت عنوان " مسكنات السلطة الفلسطينية " ..أن تعطي البلدان الغربية المسكنات للشعب الفلسطيني فأمر مفهوم، لأن هذه الدول تعرف أن تصرفات الكيان الصهيوني المنتهكة لحقوق الشعب الفلسطيني تولد ردود فعل وبالتالي فهي من أجل أن تمنع الانتفاض على الانتهاكات الصهيونية فهي لا تنفك تفرش الأرض بالآمال للفلسطينيين حصل ذلك أكثر من مرة، وأشهرها وعود أوباما بإقامة الدولة الفلسطينية عشية تسلمه السلطة، وآخرها وعود الرئيس الفرنسي من خلال الدعوة إلى مؤتمر في باريس الذي جمدته فرنسا أما أن تقوم السلطة الفلسطينية بإعطاء مثل هذه المسكنات لشعبها فهو الأمر العجب فالإيحاء للفلسطينيين أن الدولة ستقوم في العام المقبل ليس إلا مسكنا.
وتابعت " فليس هناك انعدام في أي دليل يشير إلى ذلك فحسب وإنما المؤشرات كلها تقول بخلاف ذلك فالولايات المتحدة التي تملك التأثير الحقيقي على الكيان الصهيوني، سيتسلم فيها السلطة في العام المقبل رئيس يجاري في آرائه مواقف اليمين الصهيوني، وبالتالي فنتنياهو لديه ضوء أخضر ليفعل ما يشاء، وهو قد بدأ فعلاً ذلك فهو الآن في مرحلة إنجاز شرعنة المستوطنات داخل الكنيست، وفي نفس الوقت يمضي قدماً في إقرار بناء مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنة جيلو جنوب القدس أي أن الاستيطان الذي يقضم الأرض المتوقع قيام الدولة الفلسطينية عليها يتعاظم".
وقالت ان الأدهى من ذلك، أن نتنياهو يبعث برسائل سياسية قوية إلى الفلسطينيين ألا يمنوا أنفسهم بأي شيء سوى توقع أن تكون أراضيهم جزءاً من الكيان الصهيوني فنتنياهو أبلغ الرئيس الفرنسي أنه مستعد لمقابلة عباس في باريس بدون شروط مسبقة إذا ما تم إلغاء مؤتمر باريس فنتنياهو لا يريد أن يمارس عليه أحد أي ضغط سياسي أو معنوي حتى يخفف من غلوائه فهو يرغب في أن ينفرد بالرئيس الفلسطيني من أجل التغطية الإعلامية وهي تغطية ستتكفل بها أجهزة إعلام البلدان الغربية للادعاء بأن الآمال بتحقيق تسوية ما زالت قائمة وسيظن العالم، الجاهل بما يجري في الأرض الفلسطينية، بأن حل الدولتين ما زال قائماً.
واكدت "الخليج" في ختام افتتاحيتها ان هذه الحقيقة المرة أصبحت مرئية لمزيد من الناس لكن السلطة لا تريد أن تراها. لماذا.
وتحت عنوان "كشف حساب" ..قالت صحيفة "الوطن" ان اعتراف عراب السياسة الأمريكية جون كيري بعد عشرات الجولات المكوكية ،بتحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تعطيل التسوية ، لم يأت بجديد، فهذه مسلمة تاريخية معروفة منذ أن تم زرع الكيان المحتل في فلسطين وانتهاجه كافة أساليب القتل والقمع والتنكيل ونهب الأراضي وتهجير الفلسطينيين وبناء المستوطنات والاستخفاف بجميع القرارات الدولية التي لم تجد منفذاً لمساءلة الكيان وزعمائه .
واضافت " تبدو الولايات المتحدة الدولة الوحيدة القادرة عملياً على الضغط على إسرائيل، بينما تبدو باقي المواقف أقرب إلى الشجب والإدانات، مع أهمية الاعتراف بالحقوق الفلسطينية الثابتة، لكن الإدارات الأمريكية عملياً تبقى أسيرة تأثير اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وما تغلغله في كافة مفاصل القرار إلا عملية اشبه بلي ذراع أي إدارة أمريكية يمكن أن تتحمل مسؤولية تاريخية بغية إنهاء الصراع الأطول في العصر الحديث والمتواصل منذ قرابة 7 عقود، لكن ماذا سيكون الحال في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو الذي ضاعف الوعود تجاه دعم الكيان، لا بل وعد بما عجز عنه أسلافه وهو جعل القدس المحتلة عاصمة للكيان المحتل.
وتابعت " ذات الحال بالنسبة لسوريا، فمئات الجولات والمحادثات واللقاءات والاتصالات، لم تغير شيئاً من دوامة الموت السورية، بل إن الموقف الأمريكي وسلبيته في عهد باراك أوباما يبدو معطلاً لكافة مساعي الحل وبدا الموقف تكبيلاً لجهود العالم في سبيل الحل، كما تكبلُ روسيا مجلس الأمن وتمنع الوصول إلى أي قرار ملزم تحت الفصل السابع تجاه سوريا .. إيران أيضاً التي تواصل عدوانيتها وتدخلاتها وجرائمها ودعمها للإرهاب عبر مليشيات الإجرام التابعة لها والتي تتلقى منها الدعم والأوامر، لم تتصرف واشنطن كما يجب لكبح جموح هذا التعدي الأرعن، ورغم الاتفاق النووي بقيت سياسة طهران تأخذ منحى أكثر انجرافاً نحو الشر، وتدخلاتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان تتزايد، وتحاول زرع خلايا إرهابية في مناطق ثانية، وتتزايد جرائم المليشيات المدعومة منها، وهو ملف آخر لم تتعامل معه الولايات المتحدة كما يجب".
وقالت "الوطن" في ختام افتتاحيتها "كوريا الشمالية وتجاربها النووية المهددة للأمن والاستقرار العالمي، أيضاً حقل جديد أثبت عقم التعامل مع المخاطر التي يمكن أن تصدر، وها هي كوريا الشمالية تواصل تهديداتها وتجاربها دون أي رادع لما يمكن أن ينتج عنها ، أزمات مستمرة في مناطق كثيرة بالعالم ، وبات مؤكداً أنها لن تحمل أي تغيير أو تبديل بانتظار الإدارة القادمة لمعرفة مواقفها العملية بعيداً عن الوعود الانتخابية".