دبي - صوت الإمارات
أكدت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها أن القرار التاريخي وخيار السلام الذي اتخذته الإمارات وما حققه من إنجاز تاريخي بوقف ضم الأراضي الفلسطينية هو نتاج رؤية شاملة ودقيقة تستند إلى نهج الدولة القائم على دعم القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال أولوية لدى سياسة الإمارات وهو قرار مستقبلي يعزز موقع الدولة وتنافسيتها ويهدف لوضع حد للصراعات في المنطقة ونشر السلام بين شعوبها من خلال تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.. مشددة على أن القرار هو قرار سيادي لدولة الإمارات وليس موجّهاً ضد أحد وأن المعاهدة ترسم مساراً جديداً لإمكانات كبيرة في الاستثمار والسياحة والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة للنهوض بالمنطقة .
وسلطت الصحف الضوء على الأجندات التوسعية والأطماع الإيرانية والتركية في المنطقة وإرسالهما المرتزقة والقتلة والمجرمين وحتى القوات والجيوش التابعة لها لكل دولة تعاني ظروفا صعبة أو أوضاعا قاسية للسيطرة على أراضيها أو فرض الهيمنة والتحكم بقراراتها الخاصة ودعمهما للإرهاب وزرع المليشيات والقوى الظلامية عبر تبنيها وتأمين تنقلها وتمويلها ومحاولة التدخل في الشؤون الداخلية للدول وإصدار تصريحات عدائية واتخاذ مواقف لا حق لها بها تجاه قضايا سيادية لدول ثانية.
وتناولت زيارة وزيري دفاع قطر وتركيا إلى طرابلس الغرب لتأكيد تحالفهما المشترك في مسيرة التآمر على ليبيا وتدميرها ونهب ثرواتها ونشر الفوضى والإرهاب في شمال أفريقيا وكل القارة السمراء.
فتحت عنوان " رؤية تاريخية لترسيخ السلام " .. أكدت صحيفة " البيان " أن خيار السلام الذي اتخذته الإمارات، وما حققه من إنجاز تاريخي بوقف ضم الأراضي الفلسطينية، هو نتاج رؤية شاملة ودقيقة، تستند إلى نهج الدولة القائم على دعم القضية الفلسطينية، التي كانت ولا تزال أولوية لدى سياسة الإمارات ،كما يتماشى هذا الخيار مع نهج الدولة، وسعيها المتواصل لتخفيض بؤر التوتر في المنطقة، إيماناً منها بضرورة تغليب لغة الحوار، خاصة أن ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية كان على وشك الحدوث، مع ما يحمله ذلك من معاناة للشعب الفلسطيني وقضيته.
وقالت إن الاستقرار ووضع حد للنزاعات هو الوسيلة الأمثل أمام المنطقة للمضيّ قدماً في عملية التنمية، والحيلولة دون مواصلة الإرهاب التوغّل في منطقتنا، التي هي اليوم، في أحوج ما يكون للاستثمار في طاقات أبنائها وتمكينهم علمياً وصحياً، وسد جميع ثغرات التطرّف ومسبباته أمامهم، وتوفير فرص العمل أمام ملايين العاطلين، في بلاد أنهكتها الحروب والفساد والكوارث.
وأضافت أنه لا يمكن لعاقل أن يغفل أن تحقيق مستقبل مزدهر للمنطقة لا يتم بالشعارات الجوفاء، ورفع التأزيم، ونبرة التحديات «الفارغة»، وزيفها، ولا بتدخلات دول إقليمية، اتخذت من قضايا المنطقة، ومن بينها القضية الفلسطينية، «شمّاعة»، لترسخ مزيداً من الانقسامات والتشرذم بين أبنائها، وبالتالي وقفت عائقاً أمام الخروج من مستنقع الركود ودوامة الفشل، الذي تعاني منه منطقتنا على مدار عقود.
وأكدت " البيان" في ختام افتتاحيتها أن القرار التاريخي الذي اتخذته الإمارات بالمضيّ بطريق السلام، والذي أكدت بأنه ليس موجّهاً ضد أحد، هو قرار مستقبلي يعزّز موقع الدولة وتنافسيتها، ويهدف في الوقت نفسه إلى وضع حد للصراعات في المنطقة، ونشر قيم السلام بين شعوبها، من خلال تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وتجاوز الخطاب التقليدي، الذي ثبت فشله مرة بعد أخرى، ولم يستفد منه سوى «المتاجرين» بقضايا الشعوب.
من ناحيتها وتحت عنوان " نقول ونكرر" .. كتبت صحيفة "الاتحاد" في الإمارات، النهج الدائم في «دار زايد»، النظر إلى المستقبل، وتسخير كل الإمكانات لبناء دولة تنافس أهم الدول في خدمة الإنسان أولاً، والبشرية عموماً ، أما في الدول الرجعية المشحونة بقصص الفرس والسلاطين، فالنظر إلى الماضي هو الأساس، لكن ليس للاستفادة من عبر التاريخ، وإنما للتقوقع داخل هذا التاريخ.
وتابعت نقول ونكرر، قرارنا بشأن معاهدة السلام مع إسرائيل، قرار سيادي ليس موجهاً إلى إيران، ولا نقبل التدخل به، ونرفض التهديد والوعيد سواء كان مبعثه التنمر أو القلق.. قراراتنا الاستراتيجية تحوليّة عنوانها المستقبل، والأيام ستظهر وقعها وتأثيرها في خريطة التنافسية العالمية والتقدم إلى الأمام.
وأوضحت أن المعاهدة ترسم مساراً جديداً لإمكانات كبيرة في الاستثمار والسياحة والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة، للنهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي. وأولى البشائر مذكرة التعاون في مجال الأبحاث والتطوير لمكافحة جائحة كوفيد - 19.
وأضافت ننظر إلى المستقبل أبعد من السياسة التي حققنا فيها أيضاً اختراقاً بوقف إسرائيل مخطط ضم الأراضي الفلسطينية. ننظر إلى تطوير لقاح لفيروس «كورونا المستجد» لإنقاذ حياة الجميع بصرف النظر عن ديانتهم في جميع أنحاء المنطقة. ننظر إلى الفرص، وتعزيز الاستقرار، وزيادة التكامل الاقتصادي، والتنسيق الأمني، سعياً إلى حياة أفضل لشعوب المنطقة.
واختتمت افتتاحيتها بقولها : " باختصار.. في بلاد الأخوة الإنسانية، لا عودة إلى الوراء.. أما في بلاد الرجعية فـ «لا تعليق» ".
من جهة أخرى وتحت عنوان " لعنة الجغرافيا " .. قالت صحيفة "الوطن " إنه في الكثير من الأحيان تفرض الجغرافيا نفسها كقوة كبرى، وتختلف بين حالة وثانية، فهناك دول صغيرة بجانب دول كبيرة بالمساحة تتحكم غالباً بالطرق والعبور وغيرها، وهناك دول فيها منابع أنهار تصب في دول أخرى وتعمل على التحكم بها، وذات الحال حيث توجد تكتلات سياسية أو اقتصادية بجانب دول أو كيانات لا تتفق معها في التوجهات والقواعد.. لكن من الأوضاع التي تكون فيها الجغرافيا عامل توتر دائم كما يبدو في حالة كل من إيران وتركيا، حيث يقوم النظامان على أجندات توسعية وأطماع وهما لا يتورعان عن استخدام أخطر الأساليب من قبيل دعم الإرهاب وزرع المليشيات والتكفل بالقوى الظلامية عبر تبنيها وتأمين تنقلها وتمويلها ومحاولة التدخل في شؤونها الداخلية والتهديد ومعارضة القرارات السيادية، وغير ذلك الكثير من الأساليب التي تجرمها كافة القوانين الدولية.
وتابعت أنه ولعدم وجود المحاسبة الواجبة فلم تتردد كل من أنقرة وطهران بإرسال المرتزقة والقتلة والمجرمين وحتى القوات والجيوش التابعة لها إلى كل دولة تعاني ظروفاً صعبة أو أوضاعاً قاسية بهدف السيطرة على قسم من أراضيها أو فرض الهيمنة والتحكم بالقرارات الخاصة بها، ومن سوريا إلى العراق ولبنان واليمن والصومال ووصولاً إلى ليبيا يتكرر ذات السيناريو العدواني، بالإضافة إلى إصدار تصريحات عدائية واتخاذ مواقف لا حق لها بها تجاه قضايا سيادية لدول ثانية .
ولفتت إلى أن آخر تلك الحالات المريبة تمثلت بموقف النظام الإيراني من معاهدة السلام الإماراتية – الإسرائيلية، والتصريحات العدوانية التي تعتبر تدخلاً في شؤون وقرارات سيادية دون أي صفة، وهو ما استتبع موقف عالمي مندد بمواقف إيران.. كذلك ما تقوم به تركيا في العراق من استهداف مباشر لشمال أراضيه أوقع قتلى وسبب توتراً مضاعفاً ينعكس على الأمن والسلامة والاستقرار، وهو ما دفع العراق للاحتجاج على الهمجية التركية غير المبررة، إذ لا يعقل أن يقوم نظام العدوان التركي باستباحة سيادة دولة جديدة بحجة وجود إحدى مكوناتها الرئيسية شمال العراق، علماً أن الجميع يدرك سخف المبرر التركي وافتقاده للموضوعية، فبأي حق تقوم تركيا بإرسال قوات والعمل على إقامة قاعدة عسكرية في شمال العراق والعمل على تكرار السيناريو الذي اتبعته في سوريا مع جارها العراق.
وقالت في الختام إن سياسة الرعونة التركية تتطابق مع المتبعة من قبل إيران وكل الدلائل تشير إلى أنها تتم بتنسيق وتوافق على أعلى مستوى بين النظامين اللذين يعملان على استغلال الأوضاع في دول الجوار واستباحة سيادتها ومحاولة نهب ثرواتها، وهو ما يبين الجدول الزمني أنه يسير بشكل تصاعدي مع اقتصار الموقف الدولي على التلويح بالعقوبات والانتقادات لما يقدم عليه كل من النظامين، لكن خطورة ما يجري تستوجب موقفاً أكثر جدية في التعامل لكبح جنون السياسات المتبعة من قبل نظامين يستغلان الوضع الجغرافي للعمل على تحقيق أطماع وأوهام تاريخية من الأشد سوداوية وقتامة بتاريخ العالم.
من جانب آخر وتحت عنوان " زيارة لصوص الليل " .. كتبت صحيفة "الخليج" : " مثل اللصوص الذين يقتحمون المنازل في العتمة، وفي غفلة من أهلها، وصل وزيرا دفاع قطر خالد بن محمد العطية ونظيره التركي خلوصي أكار إلى طرابلس الغرب، في زيارة سرية أمس، لم يعلن عنها مسبقاً، تأكيداً لتحالفهما المشترك في مسيرة التآمر على ليبيا، وتدميرها ونهب ثرواتها، ونشر الفوضى والإرهاب في شمال إفريقيا وكل القارة السمراء".
وأضافت أن الوزيرين لن يبحثا فقط كيفية دعم ما يسمى «حكومة الوفاق» بقيادة فائز السراج، مع ما تمثل من ميليشيات «إخوانية» وإرهابية ومرتزقة، بل سيبحثان الخطوات التي اتخذت حتى الآن لإنشاء القاعدة البحرية التركية في مصراتة، والقاعدة الجوية التركية في مطار الوطية جنوب طرابلس؛ حيث من المقرر أن تتحولا إلى مخلب قط تركي في شمال إفريقيا، وستتحولان إلى قاعدتين تهددان الأمن والسلام في كل المنطقة.
وتابعت بهذا المعنى، فإن الشريكين القطري والتركي اللذين يسيل لعابهما على الثروة النفطية الليبية سوف يلجآن إلى مختلف الأساليب لتعزيز وجودهما هناك، من خلال «حكومة الوفاق» التي تحولت إلى دمية، وميليشيات جماعة «الإخوان»، إضافة إلى مجموعات المرتزقة التي نقلتها تركيا من شمال سوريا، والتي بلغ تعدادها حتى الآن وفق مصادر مطلعة نحو عشرين ألف مرتزق يتم نقلهم بحراً وجواً، وبتمويل قطري، إضافة إلى آلاف الضباط والجنود الأتراك الذين يتولون الإشراف على كل المجاميع المسلحة.
وبذلك تم تحويل غرب ليبيا إلى منصة إرهابية بامتياز، تديرها «دولة إرهابية» بدعم شريك ممول، قام منذ بدء ما يسمى «الربيع العربي» بفتح خزائنه، وضخ مليارات الدولارات للجماعات الإرهابية في كل من العراق وسوريا، وهو الآن يواصل مسيرة التخريب في ليبيا.
وذكرت أن أكار وخالد العطية يلعبان الآن دور «العرّاب» الذي يقود عملية التخريب والتدمير في ليبيا، لعلهما يتمكنان من تطويع هذا البلد العربي واحتلاله، وتحويله إلى «ولاية إخوانية» في خدمة «مشروع الخلافة العثمانية» الذي يدغدغ أحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضافت إذا كانت تركيا وقطر تعتقدان أن طريقهما سالك لتحقيق هذا الهدف، فهما لم يقرآ جيداً تاريخ ليبيا، وكيف أن عمر المختار ظل يقارع الاستعمار الإيطالي طوال عشرين سنة من العام 1912 حتى العام 1931 حين تم اعتقاله وإعدامه؛ لذلك على أنقرة ومعها الدوحة أن تراجعا التاريخ قبل أن تغرقا في رمال الصحراء الليبية، وتتحولا إلى أمثولة للفشل والهزيمة.
وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها إن الشعب الليبي الذي يحاولون الآن ترويضه من خلال الميليشيات والمرتزقة، وإثارة الخلافات القبلية والجهوية سوف ينتفض على المستعمرين الجدد الذين لم يتعلموا جيداً الدرس الإيطالي، ولعل الجيش الوطني الليبي ومعه كل القوى الحية في هذا البلد الشقيق سوف يشكلون طليعة المقاومة التي لا بد أن تنتصر في نهاية المطاف.
وقــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــــــــــضًأ :
أهم وأبرز إهتمامات الصحف الإماراتية الصادرة الأحد 16 أغسطس 2020
أهم وأبرز إهتمامات الصحف الإماراتية الصادرة الجمعة 14 أغسطس 2020