أبوظبي - صوت الإمارات
ركزت صحف الإمارات في مقالاتها الافتتاحية اليوم على العلاقات الإماراتية السعودية ووصفتها ب"الإستراتيجية" بكل ما تعنيه الكلمة و"الأصلب والأقوى" في العالم العربي .
كما ألقت الصحف المحلية الضوء على الهجمات الإرهابية التي شهدها مطلع العام الجاري سواء في تركيا أو البحرين والعراق ودعت لتوحيد الصفوف الدولية والعمل بيد واحدة لمواجهتها ومنع تكرارها .
فتحت عنوان "علاقات تاريخية" أكدت صحيفة "البيان" أن العلاقات الإماراتية - السعودية علاقات إستثنائية وضع أسسها قادتنا تعبيرا عن التاريخ والجغرافيا والإرث المشترك بين أبناء هذه المنطقة التي تعد وحدة واحدة تاريخيا وسوف تبقى كذلك علاقات ندرك عمقها مع الذكرى الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للحكم .
وقالت إن الرؤية الاماراتية تأسست على اعتبار العلاقة مع السعودية علاقة إستراتيجية بكل ما تعنيه الكلمة ونوهت في هذا الصدد بما قاله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن "المملكة هي الضامن للاستقرار والملك سلمان بحكمته وعزمه خير من نثق بقيادته للمنطقة في هذه الظروف التاريخية الدقيقة" ..
وأيضا ما قاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إن الجهود التي تبذلها المملكة في إدارة ملفات مصيرية تواجه العالمين العربي والإسلامي تعزز آمال تجاوزها والتغلب عليها بحكمة ورؤية الملك سلمان وإن المملكة والإمارات تمضيان سويا نحو خدمة المصالح الاستراتيجية المشتركة" .
ومضت تقول "أدركت الإمارات والسعودية أهمية هذه العلاقات فهي تتجاوز كل التعريفات الاعتيادية للعلاقات الثنائية علاقات يمكن وصفها بكونها الأصلب والأقوى في العالم العربي" .
ولفتت إلى أن العلاقات بين البلدين ستبقى علامة بارزة في علاقات العرب .. علاقات مؤثرة تقرأ المستقبل وتصوغ كل السياسات من أجل أمن العالم العربي والخليج العربي أيضا وصيانة استقرار شعوب المنطقة وازدهار حياتها وتطلعاتها.
وفي موضوع آخر بعنوان "لكي نهزم الإرهاب" قالت صحيفة "الخليج" إن الإرهاب ضرب في وقت متزامن تقريبا في إسطنبول والمنامة وبغداد والنجف مستهدفا كما العادة الأبرياء كنموذج على فكر ظلامي غير مسبوق في دمويته واستباحته لكل القيم الدينية والإنسانية .. مضيفة أن هذه الجرائم التي ترتكبها حفنة من المارقين الموبوئين بالحقد والكراهية على بني البشر المصابين بسعار شهوة الدم حولت مطلع العام الجديد إلى مصيدة للقتل وساحة للجريمة بدل أن يكون فسحة للأمل والسلام والفرح ومرتجى لعالم يسوده التسامح والخير والتلاقي .
ومضت تقول "بئس هكذا مخلوقات على هيئة بشر ترفع رايات إسلامية لا علاقة لهم بها تقتل وتذبح وتحرق وهي ترفع اسم الله الذي خلق الإنسان وكرمه وفضله وشرفه خلقه الباري ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته إكراما واحتراما وإظهارا لفضله ثم يأتي شارد أومنافق أو شاذ فيزهق روحه على أهون سبب بزعم دخول الجنة أوالفوز بحور العين" .
وشددت على أن هذه الجرائم التي ارتكبت مع بداية عام جديد تستدعي أكثر من شجب واستنكار لأن هذه اللغة مع هكذا مخلوقات لا تنفع لأنها تعمل خارج النواميس البشرية. هي لا تعيش إلا على الدم مثل البعوض ومثل الخفافيش في الأقبية والكهوف لذا لا بد من استئصالها من جذورها كمخلوقات وفكر ومنابع وتمويل .. أي قطع كل الشرايين التي تستند إليها في ما تقوم به من أفعال باتت تشكل خطرا على الوجود الإنساني والحضارة التي بناها البشر .
وأكدت أن هذه الزمرة الحاقدة الجاهلة لن تستطيع أن تزور الدين الإسلامي ومضامين القرآن الكريم لتحقيق مآربها ونزواتها ولن تتمكن من تشويه الصورة الناصعة للدين الإسلامي بالاستناد إلى موروث لا سند له ولا حجة من حيث التآخي وتكريم الذات الإنسانية وتأكيد الحرية لبني البشر .
وقالت في ختام إفتتاحيتها إن العمليات الإرهابية الأخيرة في إسطنبول وبغداد والنجف وما قبلها وما قد يأتي بعدها مثلت الصورة المناقضة لما تسعى إليه البشرية في مسيرة الحضارة لخير الإنسان كما مثل حادثي المنامة والقطيف صورة أخرى للحقد الأعمى والتدخل السافر إلى حد ارتكاب أفعال شائنة تشوه وجه المرتكبين والمخططين ومن يقف خلفهم لكنها لن تحقق أهدافها في زعزعة الأمن والاستقرار ولن تحصد إلا الوهم .
من جانبها أكدت صحيفة "الوطن" أن ما حدث من هجمات إرهابية قميئة مطلع العام الجاري ومنذ ساعاته الأولى سواء في تركيا أو البحرين والعراق يعكس لدرجة معينة الوجه الآخر للحروب التي يتوجب على العالم الاستعداد لها والتعامل معها والتي تختلف كليا عن الحروب النمطية المعتادة وهي ما يتعارف عليه بحروب "الجيل الرابع" .
وقالت في مقالها الافتتاحي بعنوان "دعوة لرص الصفوف في العالم" إن الإرهاب خطر داهم يمكن أن يضرب في كل مكان يجد إليه سبيلا وباتت الخطورة تكمن في القدرة على تجنيد كل فكر ضعيف أو منحرف أو يحمل بذور التطرف جراء الجهل أو الفقر أو لأي سبب آخر عبر استخدام التنظيمات والجماعات الإرهابية للثورة التكنولوجية والاتصالات وهو ما أنتج ظاهرة جديدة تعرف بـ"الذئاب المنفردة" والتي يتم من خلالها تجنيد الأشخاص الذين لديهم الاستعداد للانجراف وراء أوهام وأفكار ضالة فيتحولون إلى قتلة ومجرمين إرهابيين يلحقون الأذى عبر اعتداءات آثمة تستهدف الأبرياء .
وشددت على أنه لا بديل للعالم اليوم إلا أن يرص صفوفه في حرب عالمية بكل معنى الكلمة تستهدف الإرهاب وتعرية كل المتعاملين معه أو من يعتنقون أفكاره وقناعاته الضالة ولابد من حرب واسعة فكرية وثقافية وعسكرية تستهدف إزالة هذا الوباء واجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه كافة ليصار إلى غد آمن لجميع شعوب العالم وهذا يحتاج توافقات تامة وإنشاء قاعدة بيانات كبرى بين الأجهزة المعنية في جميع الدول وبرعاية أممية تكتسب قوة الإلزام لأن هذا الوباء المستشري لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تتكفل به مهما بلغت من القوة بل يبقى رهنا بتعاون دولي يصل إلى كنس هذا البلاء والقضاء عليه وهو يستوجب خططا قصيرة وطويلة يكون عمادها العلم والثقافة والتنوير والتعريف بصحيح الأديان التي تنبذ العنف وتحرم استباحة دماء الآخرين تحت أي سبب كان وتدعو إلى التسامح والانفتاح وحربا مفتوحة تستهدف مواقع التنظيمات والجماعات الإرهابية حيث توجد كما هو الحال في سورية والعراق .
وقالت في ختام إفتتاحيتها "بقدر ما هي مأساوية ومحزنة تلك المجازر المرتكبة من قبل الإرهابيين بقدر ما يجب أن تكون داعما قويا لتوحيد الصفوف الدولية والعمل بيد واحدة لمواجهتها وذلك منعا لتكرارها وليصار إلى تخليص البشرية برمتها من هذه الآفة وحملة أفكارها البالية من الضالين الذين باتوا مغيبين عن كل ما يمت إلى الإنسانية بصلة" .