أبوظبي - صوت الإمارات
واصلت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم الثلاثاء في إفتتاحياتها اهتمامها باجتماعات مجالس المستقبل التي تستضيفها دبي بجانب اقتراب الذكرى السنوية ليوم الشهيد الذي خصصته دولة الإمارات تقديرا واعتزازا بتضحيات جنودها الأبطال في ميدان الشرف والواجب.
كما تناولت الصحف التخوف الأوروبي من تداعيات انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وتأثير سياساته الجديدة على العلاقات مع القارة الأوروبية.
وتحت عنوان " من أجل مستقبل البشرية " أكدت صحيفة " البيان " أن دور واهتمامات دولة الإمارات يتجاوز حدودها الإقليمية إلى أرجاء العالم ليشمل المجتمع الإنساني ككل وذلك بحكم طبيعة دورها ومبادراتها الإنسانية والتنموية في المجالات كافة.
واضافت أنه عندما تستشرف الإمارات المستقبل وتضع قيادتها الرشيدة استراتيجيتها المتكاملة وسياساتها وخططها المستقبلية فإنها تقود البلاد نحو مستقبل من السعادة والرفاهية والاستقرار والتنمية المستدامة للأجيال الحالية والقادمة وأيضا للبشرية جمعاء.
وقالت إنه دور عالمي لدولة فتية حازت الريادة العالمية في العديد من المجالات وتسعى دائما لخير الإنسانية وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في اجتماعات مجالس المستقبل العالمية في دبي هذه الاجتماعات التي تعد أكبر ملتقى عالمي لتعزيز جاهزية العالم لبناء مستقبل أفضل في ظل ما تتيحه الثورة الصناعية الرابعة من حلول وابتكارات لخدمة الإنسانية.
وأشارت إلى أن قول سموه " نحن في دولة الإمارات جزء فاعل في الجهود العالمية الساعية إلى خير الإنسانية وضمان مستقبل أفضل ونؤمن أن التعاون البناء هو المحرك الحقيقي لإحداث التغيير الإيجابي وأن العمل الفردي يظل قاصرا في عالم يتطور بشكل متسارع.
وخلصت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إلى أن لدى دولة الإمارات شغف غير عادي بالمستقبل ولديها وزارة للمستقبل وخطة وطنية ومشروع مسرعات للمستقبل وقيادتها الحكيمة تدعم الابتكار والإبداع في ابتكار تقنيات المستقبل وتوظيفها لتحقيق التنمية والتطور وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
من جهة أخرى وتحت عنوان " صناع المجد " أكدت صحيفة " الوطن " أن قواتنا المسلحة الباسلة مدرسة الوطنية ومصنع الرجال وقلعة الأبطال في أجمل الأوطان بينت كيف تكون الملاحم وتسطير البطولات وصناعة الانتصارات في ساحات الوغى وقدمت كوكبة من أبناء الوطن عندما ناداهم الواجب فلبوه وحيث صرخ المظلوم فاستجابوا وعندما نادت الأوطان أهلها فكانوا على العهد والوعد ليقولوا كلمتهم التي تصنع التاريخ الحي والخالد.
وقالت اقتربت الذكرى السنوية ليوم الشهيد اعتزازا بالتضحيات الطاهرة التي قدمها أولئك الأطهار الغر الميامين الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم وقضاياه حيث قدموا أعظم الأمثلة في التضحية والبذل حيث سطروا أروع الملاحم بدمائهم الطاهرة وكانوا الرجال الذين نذرهم الوطن وبادلوه الانتماء بنذر أنفسهم للذود عن حماه في مواجهة كل خطر متربص فكتبوا أنصع صفحات المجد والبطولة والكرامة بدمائهم وباتوا نبراسا يهتدى في العطاء ومنارة تنهل الأجيال من عظيم فدائها وعطائها معاني العزة والشرف والكرامة والوطنية الحقة.
وخاطبتهم قائلة شهداء الإمارات أجمل الأوطان أنتم تاجنا وتتربعون في قلوبنا أبد الدهر أنتم نصراء المستضعفين والمظلومين والمستجيرين وأنتم القدوة لكل عشاق الحق والمؤمنين بالسلام والمنعة ورفعة الشعوب وبكم نكبر وترتفع الهامات شموخا وعزة وبتضحياتكم الزكية الطاهرة يكتب التاريخ أنصع صفحاته وسجلاته ومنكم الدروس في صناعة الملاحم بأرفع معانيها أنتم خلاصة الوطنية التي يعيشها الجميع وكل من اختلط حبه بثرى هذه الأرض الطاهرة التي رويت بعرق الرجال والتضحيات لتكون الأسعد والأكثر أمنا وأمانا وسلاما.
وأضافت أن الإمارات بلد الرجال التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على العزة والقيم والخصال النبيلة التي لا تنضب حيث الوطن دائما وأبدا هو الأهم وكل عمل يرفد نهضته وحصانته وقيمه ويعزز مسيرته نحو غد الأجيال عزيزا عصيا على المتربصين وحملة الأجندات والذين يعتقدون أنهم بنواياهم قادرين على تحقيق مآربهم.
وأشارت إلى أن الشهداء هم درع الوطن وسيفه البتار لاجتثاث دابر كل شر حيث هو وكان فداؤهم قصصا ترويها الأجيال وتلمس اثرها في كل مكان لأنهم قدموا الأرواح ليبقى هذا الوطن ينعم بكل الإنجازات التي أتت بعد جهود ومسيرة عقود من العمل والسعي ليكون تجربة غير مسبوقة يرسخ ريادته العالمية ومكانته بين أعرق الأمم.
وقالت أنتم الوسام على صدر كل شريف داخل وخارج الوطن بكم العزة والفخار فأنتم شهداء الحق ودمكم أثبت حرية ومناعة للأشقاء والأصدقاء والشرفاء في كل مكان وستبقون أبد الدهر النموذج الأنقى والأعز لشعب لا يعرف إلا العزة والمكارم.
واختتمت " الوطن " افتتاحيتها بقولها .. رحم الله شهداءنا الأبرار فهم أبناء كل بيت ومصدر فخر وعزة أبد الدهر خالدين في القلوب وصفحات الوطن العظيمة.
وحول موضوع آخر وتحت عنوان " أوروبا المذعورة " كتبت صحيفة " الخليج " .. تبدو أوروبا هي الأكثر خوفا وقلقا وتوجسا من تداعيات انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.. مشيرة إلى أن أوروبا تخاف على نفسها من أن تفقد " الأخ الأكبر " الذي يرعى شؤونها ويدير سياساتها من خلف الستار ويحمي أمنها وهو ما اعتادت عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وأصبح راسخا في العلاقات الأمريكية - الأوروبية.
وقالت إن أوروبا التي تفاجأت بفوز ترامب كما تفاجأ غيرها ولم تكن تضع في الحسبان أن المرشح الجمهوري سيصبح رئيسا لأنها كانت تبني مواقفها على ما كانت تعتقده باستحالة وصول رئيس إلى البيت الأبيض من خارج المؤسسة السياسية الأمريكية بل رغما عنها ومن خلال طروحات ومواقف سياسية غير مألوفة وصعبة الهضم بالنسبة للأمريكيين والعالم وبما يتعارض مع كل ما درجت عليه علاقات الولايات المتحدة مع الخارج.
وأشارت إلى أن ترامب جاء ليقلب مفهوم هذه العلاقات وخصوصا مع أوروبا التي ترى طروحاته بشأنها بمثابة انقلاب على العلاقات الثنائية الثابتة خصوصا فيما يتعلق بحلف الأطلسي الذي يعتبره عبئا على بلاده ويدعو لوضع شروط على التزامات الولايات المتحدة تجاه الحلف إذ إنها تسهم في ثلثي إنفاقه العسكري.
وأضافت أن أوروبا تتوجس خيفة من علاقاته المستقبلية مع روسيا وتخشى أن تكون على حسابها إضافة إلى اتفاق المناخ الذي هدد ترامب بأنه إذا أصبح رئيسا فإن بلاده سوف تنسحب من اتفاقية باريس للاحتباس الحراري التي أبرمت في ديسمبر 2015.
ولفتت إلى أن ما يثير مخاوف أوروبا أكثر من أي شيء آخر هو انتقال عدوى الشعبوية إليها بسرعة إذ ترى أحزاب اليمين في فوز ترامب مثالا تقتدي به ويساعدها على الوصول إلى السلطة وهو ما عبرت عنه زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان بأن فوز ترامب " هو حجر إضافي في بروز عالم جديد يحل محل نظام قديم" وأن ترامب " جعل ما كان يعتبر مستحيلا تماما ممكنا أكثر".
وتابعت إن أوروبا وهي في حالة صدمة وعدم يقين تحاول أن تعرف وتتلمس طريقها.. اجتماعات متتالية على مستوى وزراء الخارجية وحلف الأطلسي للوقوف على طريقة العمل الممكنة مع ترامب.. ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر كان أكثر صراحة إذ اعتبر أن انتخاب ترامب يشكل " خطرا " على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن وأن تشكيك الرئيس المنتخب في حلف الأطلسي " أمر خطر ".
وقالت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها إن الصورة من الجانب الأوروبي تبدو رمادية تميل إلى السواد وتصريحات كبار المسؤولين متشائمة لأنهم سيتعاملون مع رئيس أمريكي يعتبرونه جاهلا بالاتحاد الأوروبي وبطريقة عمله وبعلاقاته التاريخية الاستراتيجية الثابتة مع بلاده.