أبوظبي - صوت الإمارات
اهتمت صحف الإمارات في افتتاحياتها الصادرة صباح اليوم بالأزمة السورية في ظل المفاوضات المرتقبة بين المعارضة والنظام برعاية روسية تركية إضافة الى تزعزع صورة اسرائيل في الغرب ومقاطعة الكثير من مؤسساتها مع ازدياد وتيرة جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
فتحت عنوان " أزمة بلا حدود " لفتت صحيفة "البيان" إلى أن العالم يترقب هذه الأيام المفاوضات السياسية التي سيتم عقدها بين النظام السوري والمعارضة بعد التفاهمات الروسية والتركية وهي المفاوضات التي بدأت مراراً في وقت سابق لكنها سرعان ما فشلت أو توقفت لاعتبارات عديدة.
وأكدت "البيان" انه آن الأوان أن يتوقف نزيف الدم السوري و انه في الوقت الذي تواصل الأزمة السورية تجلياتها الدموية بحيث يدفع السوريون الثمن دون غيرهم فإن على كل الأطراف إدراك الحقيقة الأهم المتعلقة بالكلفة المرعبة التي دفعها الشعب السوري على صعيد حياته ومستقبله وهي كلفة لا بد من وقفها بعد أن وصلت إلى حد لا يمكن احتماله على كل المستويات.
وحذرت الصحيفة من ان مواصلة الحديث عن الحرب السورية ثم هدن وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات دون تحقيق أي نتائج إيجابية تؤشر على مسار خطير لهذه الحرب التي باتت بلا حد ولا سقف وأياً كانت ادعاءات ومزاعم كل الأطراف في سورية فإن الواقع يقول إن الشعب السوري لم يعد لديه ترف انتظار مآلات الأزمة السورية فهو بحاجة إلى وقف الحرب.
و شددت صحيفة البيان على ان الحرب السورية، تعد من أبشع الحروب التي شهدها التاريخ ونحن اليوم أمام دولة تم تحويلها إلى أنقاض يواصل الفرقاء الصراع عليها دون أن تصل كل هذه الأطراف إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وهو أمر غير طبيعي ولا بد من تجاوزه وصولاً إلى نهاية هذه الأزمة.
ومن جانبها قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان " صورة الكيان تتزعزع" ان المسح الاستراتيجي لـ "إسرائيل" للعام الأخير الذي يصدره معهد دراسات الأمن القومي في الكيان يحذّر من أن صورة الكيان الصهيوني تتزعزع في الغرب.. والأمثلة على ذلك كثيرة أهمها تصاعد حركة المقاطعة لمؤسسات الكيان بين المؤسسات العلمية والتعليمية في البلدان الغربية و هذه المقاطعة تقلق من كتب التقرير ، لأنها تخلق حاضنة سياسية ومعنوية تشجع فئات أخرى لا ترى بالعين الصهيونية على تصعيد مقاطعتها للكيان..و هذا القلق الذي يبديه التقرير لا يأتي من عبث فالرصد لآراء حتى من لا يقاطع الكيان أو يؤيده يري أن كثيراً من المؤسسات السياسية والإنسانية في هذه البلدان لا تتعاطف مع سياسات الكيان تجاه الفلسطينيين، وترى فيها تعنتاً يضر بالكيان في المدى البعيد ويلقي بظلاله على المصالح الغربية.
و لفتت "الخليج" الى ان من أوضح الأمثلة على الاستياء الغربي من اسرائيل أن قرار مجلس الأمن الذي يدين بناء المستوطنات في الضفة الغربية وجد تأييداً من كل البلدان الغربية بل إن امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو ضده في هذه المرحلة يؤكد عدم رضا الإدارة الأمريكية عن سياسات الكيان.
واضافت ان المدافعين عن الكيان لا يهمهم رأي المجتمع الدولي الآخر أي خارج الغرب فهذا الرأي لم يكن في جانب الكيان في أية لحظة ، حتى حينما كانت بعض حكوماته تتودد إليه في بعض الوقت..و الرأي العام الذي يقلق هؤلاء يكمن في الغرب ليس لأسباب عنصرية وإنما لأسباب موضوعية..فالرأي العام خارج الغرب لا يؤثر في مد الكيان بالترسانة الحربية ولا ينقص من المساعدات الاقتصادية التي يحصل عليها ولا يقلل من الدعم الدبلوماسي والسياسي في المنظمات الدولية الذي يحظى به فهذه كلها تأتي من البلدان الغربية وبالذات من الولايات المتحدة الأمريكية..و وحينما يصبح الرأي العام الغربي ناقداً لسياسات الكيان فلا بد أن يؤثر ذلك عاجلاً أم آجلاً في سياسات الحكومات الغربية و هذا التأثير مدعاة القلق لدى المدافعين عن الكيان الصهيوني وحماته.
و أكدت صحيفة الخليج انه اذا اجتمع عدم الرضا في البلدان الغربية على سياسات الكيان مع تقلص نفوذها فإن غطاءها العسكري والسياسي والاقتصادي سيضعف أكثر وليس هناك خيارات كثيرة لمواجهة ذلك سوى أن يغيّر الكيان سياساته وهو أمر تستبعده طبيعة تركيبة الكيان وأيديولوجيته أو الاستمرار في السياسات مع محاولة زيادة الحملة ضد الناقدين له وهذا قد يؤدي إلى زيادة النقمة ضده لأنه لم يعد يجدي اتهامهم بالعداء للسامية فمفعول هذا يتضاءل.
وبدورها قالت صحيفة الوطن في افتتاحيتها بعنوان"الاحتلال إذ يكافئ القتلة" انه قد لا يكون الحديث عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني يحمل الجديد فعقود طويلة منذ نشأة "الكيان" وهو يستبيح كل ما يمت إلى فلسطيني العربية بصلة قتل وأسر وتدمير ونهش أراض وتهجير واستيلاء على الممتلكات وفوق ذلك قوانين يسنها الاحتلال ودعوات تشرع كل ما تقوم به قواته ومستوطنيه وبوقاحة متفاقمة باتت الأصوات في الكيان من مسؤولين ومستوطنين تدعو إلى عدم المساءلة.
واوضحت ان الاحتلال الذي يشرع قتل طفل يحمل حجرا أو إنهاء حياة تلميذ لمجرد الاشتباه والذي يقوم بإعدامات بدم بارد بحق فلسطينيين بعد إصابتهم ومنع إسعافهم –والتلذذ حتى بآلامهم ومعاناتهم وهم ينزفون ويعانون ثم من يكتب له البقاء حياً يكون مصيره السجن سنوات طويلة دون أي دليل في حين من تم توثيق جرائمهم ومجازرهم يتم اختلاق الأعذار والمبررات الواهية لهم من أعلى المستويات.
ورأت صحيفة الوطن أنه على السلطة الفلسطينية أن تتجه لطرق باب القضاء الدولي ووضع العدالة أمام واجبها ومسؤولياتها فبعد استنفاذ كل المحاولات للحل السياسي ومضاعفة الاستيطان والقتل والتعدي وانتهاك المقدسات والتنكيل والتدمير بات على الأمم المتحدة وكافة المنظمات المعنية وخاصة "الجنائية الدولية" في لاهاي أن تتحرك طالما أن وضع فلسطين كمراقب يمنحها الحق التام في اللجوء إلى القضاء الدولي لإنهاء أعمال تعتبر جرائم حرب وفق التصنيف الدولي كالاستيطان وغيره مما يقوم به الاحتلال.
وشددت "الوطن" في ختام افتتاحيتها على ان هذا التحرك لابد أن يلقى دعماً واسعاً من عشرات الدول التي تدعم حق الفلسطينيين بدولتهم وعبروا عن مواقفهم في كافة المحافل وبالتأكيد إن جرائم الاحتلال ومستوطنيه الذين حولهم لآلات قتل لم ولن يتوقفوا إلا في وجود مساءلة دولية وقضاء يلاحق كل من يواصل ارتكاب الجرائم.