أبوظبي - صوت الإمارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بتصريحات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أمس خلال المنتدى الاستراتيجي العربي.
وعلى الصعيد الدولي اهتمت الصحف .. باستمرار مسلسل التسلح الإسرائيلي وآخره استلامها أحدث طائرتين أمريكيتين مقاتلتين في العالم من طراز " إف 35 " من أصل 50 طائرة إضافة إلى عجز مجلس الأمن عن حل الأزمة السورية وإنهاء الوضع المأسوي والمجازر في حلب.
وتحت عنوان " ريادة الإمارات " قالت " البيان " إن تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال انعقاد المنتدى الاستراتيجي العربي تؤشر على القدرة العظيمة لسموه على تقييم المشهد وتحليله بشأن وضع العالم العربي.
وأضافت أنه حين يتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن ضرورة إدراك التحولات العالمية على كل المستويات السياسية والاقتصادية في هذا العالم وضرورة الاستعداد بشكل جيد للمستقبل .. فإن الريادة هنا لا تكون إلا للدول التي تستشرف المستقبل وتتمكن من امتلاك أدوات الاستشراف السياسي والاقتصادي وهي هنا وسائل للتخطيط والاستعداد بحيث تبقى الدول قادرة على التعامل مع المستجدات.
وأكدت أن دولة الإمارات وبتوجيه قيادتها وأداء حكومتها وكل مؤسساتها تعد من أهم الدول في العالم عموما وفي طليعة دول المنطقة التي تستشرف المستقبل بكل هذه الخطط على كل المستويات وهي خطط قائمة على خبرات ودراسات وتوقعات تريد للإمارات وشعبها أن يبقيا في الصدارة خصوصا مع هذه التغيرات الكبيرة في العالم وهي تغيرات لا يمكن التعامل معها بمجرد انتظارها ولا بد من الشراكة فيها بشكل أو آخر.
وقالت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إن هذه هي الإمارات التي تفهم لغة المستقبل وتجيد التعامل معه وهي لا تقف عند هذا الحد بل تجدد الدعوة للعالم العربي لينهض بإيجابية ويرسم مستقبله بشكل جيد.
من جانب آخر وتحت عنوان " مزيد من التفوق.. والعدوانية " كتبت " الخليج " كأن قدر العرب أن يظلوا تحت رحمة التفوق العسكري الإسرائيلي النوعي البري والجوي والبحري إضافة إلى النووي وكل منتجات أسلحة الدمار الشامل الأخرى وأن تبقى سماء العرب مشرعة أمام الطائرات الإسرائيلية تنتهكها متى شاءت وأرضهم مفتوحة للاستباحة وشعبهم في فلسطين فريسة لاعتداءاتها وعنصريتها وإرهابها أي أن يبقى سيفها مسلطا على رقاب 350 مليون عربي.
وأضافت أن هذا ما تريده الولايات المتحدة وهذا ما تعمل عليه كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة في إصرارها المتواصل على أن تظل إسرائيل متفوقة عسكريا ضمانا لوجودها كقاعدة متقدمة في قلب الوطن العربي تحمي المصالح الأمريكية والغربية من خلال تزويدها بأحدث ما تنتجه مصانعها من الأسلحة وأكثرها تطورا. بل إن بعض الأسلحة لم يستخدم بعد في الجيش الأمريكي إضافة إلى مخازن الأسلحة الأمريكية داخل إسرائيل التي يمكن استخدامها وقت الحاجة كما حصل خلال الاعتداءات على غزة ولبنان.
وذكرت أن إسرائيل استلمت قبل أيام أحدث طائرتين أمريكيتين مقاتلتين في العالم من طراز " إف 35 " من أصل 50 طائرة لتضيف بذلك مزيدا على عدوانيتها وصلفها خصوصا أن هذه الطائرة التي يطلق عليها " الشبح " يمكنها التخفي بحيث لا تكشفها أجهزة الرادار أي بإمكانها الوصول إلى أي هدف من دون أن تكتشف مع العلم أن سعر الطائرة الواحدة يبلغ نحو مئة مليون دولار على أن تصل بقية الطائرات تباعا حتى العام 2021.
وقالت إن الترسانة العسكرية الإسرائيلية المحشوة بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورا تجعل منها أكثر عدوانية وأشد عنصرية وغطرسة وتوفر لها كل مستلزمات التوسع والتهويد وتجعلها قادرة على تحدي كل العرب والعالم ورفض أي توجه نحو تحقيق تسوية ممكنة للقضية الفلسطينية.. لذلك عندما يتحدث القادة الأمريكيون عن السلام في المنطقة أو عن حل الدولتين إنما يمارسون النفاق السياسي المقترن بالانحطاط الأخلاقي لأن من يريد السلام فعلا لا يزود المعتدي والذي يحتل أراضي الآخرين بأحدث الأسلحة لأنه بذلك يشجعه على المضي في العدوان والتوسع ورفض الانسحاب من الأراضي المحتلة.
وأشارت إلى أن الحقيقة التي نتغافل عنها ولا نريد تصديقها أن الولايات المتحدة هي شريكة لـ " إسرائيل " في العدوان والتوسع والاستيطان والتهويد والداعم الأكبر لعنصريتها.. ويقول المثل العربي" ما حك جلدك مثل ظفرك " لكن يبدو أن ظهور العرب تبدو عارية أمام أظفار الآخرين الذين يتلذذون في حكها حتى العظم والولايات المتحدة تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه مباشرة وبواسطة " إسرائيل ".
وحذرت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها من أن القاعدة الأمريكية المتقدمة ستزداد شراسة وعدوانية مع وصول طائرات إف 35 .. متسائلة في أي من ديار العرب ستقوم بتجربتها أولا.
من جهة أخرى وتحت عنوان " مجلس أمن للنواح " كتبت صحيفة " الوطن " إن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قالها "عجزنا" وفشل مجلس الأمن بشكل ذريع في التعامل مع أزمة سوريا عامة وحلب خاصة وذلك خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن التي عقدت بناء على طلب فرنسي لبحث أزمة حلب المتواصلة في محاولة لتجنيب عشرات آلاف المدنيين العالقين في الأحياء الشرقية من الإبادة بعد أن تعرضوا للويلات خلال اجتياح قوات النظام والمليشيات الداعمة لما تبقى من المدينة المنكوبة قصف وتدمير وقتل وإعدامات وسوق الفارين للجبهات بالقوة وغير ذلك كثير مما يصعب تصوره.
وتساءلت ما فائدة أي اجتماع دولي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالذات الذي هو أهم منبر عالمي معني بشؤون الدول عندما يفشل بمنع تأمين أبسط مقومات الحماية للمدنيين العزل في أي مكان وتحت أي ظرف وما هي قيمة الجهود عندما تعجز عن تأمين رقابة أو إشراف على أي توجه لتحقيق سلامة النازحين أو المحاصرين المدنيين في أي مكان.
وأشارت إلى أنه خلال الجلسات المكوكية التي يتم عقدها وتتصاعد وتيرتها بناء على طلب أطراف دولية تحولت الجلسات إلى ساعات للتعبير عن الأسى والحزن والعجز من قبل بعض الأطراف وتشدد وتمسك بالمواقف ونفي لما يراه العالم أجمع من جهة ثانية وهي حالة النظام وداعميه وكأن الطرف الأخير قد صدق أنه بسيطرته على حلب قد ينهي النزاع أو يحول الأزمة لصالحه أو أن أي بطش وقوة عسكرية حتى لو دعمت من روسيا وإيران وعشرات المليشيات قد يكون قادرا على الحسم لصالحه إنها دوامة موت متواصلة ورعب واقعي يعاني منه مئات آلاف السوريين دون أي قدرة على تغيير هذا الموت الذي يعايشونه في كل دقائق ولحظات حياتهم.
وأضافت أن العالم أجمع يراقب ولاشك أن عشرات الدول تعبر في كل جلسة للجمعية العامة عن استيائها من أسلوب العمل والقواعد الناظمة لمجلس الأمن إذ لم يعد مقبولا أن يكون حق النقض "الفيتو" مكبلا للإرادة الدولية الجامعة ومخالفا لتوجهات العالم أجمع الذي يتعاطف ويعمل لإنهاء مأساة شعب كامل ومن هنا باتت الدعوات لتعديل الآلية المتبعة لأنها تبدو تكبيلا للتوجه العالمي العارم في سبيل الحل.
وقالت إن حلب ليست أول حلقات الموت في مسلسل طويل من الدم والموت السوري المتواصل منذ قرابة الست سنوات ولا أحد يدري إلى متى خاصة أن الظروف الدولية برمتها تشهد تغيرات وتقلبات ويبدو الانتظار سيد الموقف لمعرفة توجه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ومعرفة التصرف بعد أن بينت إدارة سلفه الرئيس باراك أوباما نوعا من اللامبالاة رغم جولات وزير خارجيته جون كيري.
وخلصت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها إلى أن الحل السياسي وفق "جنيف1" وحده قد ينهي الموت والقتل والتدمير في سوريا ووحده سيؤسس لمرحلة يمكن أيضا مكن خلالها محاربة الإرهاب واجتثاثه من بلد عانى الكثير ..ولايزال.