أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ــ رعاه الله ــ بنخبة من علماء الإمارات حملة الشهادات العليا والتخصصية .. إضافة إلى مخاطر الإنقسام في ليبيا وفشل محاولات توحيد القوى العسكرية في الشرق والغرب وتشكيل قيادة عسكرية موحدة تتولى وضع الخطط لمحاربة الجماعات الإرهابية.. بجانب الأزمات العالمية والإقليمية التي تحتاج لتوافقات بين صناع القرار أو المؤثرين فيه لإنجاز الحلول وتجنيب العالم آثارها السلبية.
وتحت عنوان " العقول ثروة الوطن " أكدت صحيفة " البيان " .. أن العقول الوطنية هي أساس ووسيلة بناء حاضر الوطن ومستقبله وقد حرصت القيادة الرشيدة في الدولة منذ تأسيسها على بناء الإنسان الإماراتي قبل كل شيء.
وأضافت أن " ها هي تحصد الآن ثمار هذا البناء بنخبة كبيرة من العقول الإماراتية من العلماء من حملة الشهادات العليا والتخصصية ممن يعملون في مؤسساتنا الوطنية وجامعاتنا ومعاهدنا وشركاتنا العملاقة والذين حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ــ رعاه الله ــ على اللقاء بهم في رمضان والحديث معهم حول منجزاتهم العلمية والتقنية وتخصصاتهم وأماكن عملهم وخططهم المستقبلية لتطوير قدراتهم وتوظيفها في خدمة الوطن والمؤسسات والجهات التي يعملون فيها ".
وأشارت إلى أن لقاء القائد مع الأبناء من العلماء يمنحهم الثقة لإعطاء المزيد من الجهد والعمل للوطن الذي يتطلع دائما إلى الريادة وإلى البقاء على القمة .
وقالت " البيان " في ختام إفتتاحيتها أن هؤلاء العلماء المواطنين تقع عليهم مسؤولية كبيرة من أجل تحقيق هذا الهدف ويكفيهم لذلك ثقة القيادة فيهم .. وقد قال لهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد "ما دام لدينا هذه العقول والكفاءات الوطنية فدولتنا بخير ونطمئن إلى مستقبل أجيالنا الواعدة وتحصين دولتنا بكم أنتم معشر الشباب فوالله أنتم الأخير والأفضل من غيركم في السباق إلى العلم والمعرفة والإبداع والاختراع في معظم الحقول والمجالات".
وحول المشهد الليبي كتبت صحيفة " الخليج " .. أن ما يخرج من ليبيا من أنباء لا يبعث على الارتياح خصوصا لجهة التطورات المتعلقة بحكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج في طرابلس وتحديدا ما يتعلق باستقالة أربعة وزراء لم يتسلموا مهامهم وهم وزراء العدل والمصالحة والمال والاقتصاد والصناعة.. إضافة إلى الخلاف الذي مازال قائما بين حكومة طرابلس والبرلمان في طبرق الذي يرفض منحها الثقة ثم الخلاف بين هذه الحكومة واللواء خليفة حفتر الذي تقاتل قواته المجموعات الإرهابية في الشرق .
وأشارت تحت عنوان " مخاطر الانقسام الليبي " إلى فشل كل المحاولات التي بذلت حتى الآن من جانب أكثر من طرف عربي وإقليمي في إنهاء الانقسام بين حكومتي طبرق برئاسة عبدالله الثني وحكومة طرابلس برئاسة فايز السراج والتي تشكلت بناء على اتفاق الصخيرات الذي أبرم تحت رعاية دولية والتي تدعي كل منها أنها تمثل الشرعية كما فشلت المحاولات لتوحيد القوى العسكرية في الشرق والغرب وتشكيل قيادة عسكرية موحدة تتولى وضع الخطط لمحاربة الجماعات الإرهابية.
وقالت إن هذا الخلاف أدى إلى عرقلة محاولات رفع حظر السلاح من جانب مجلس الأمن لتزويد القوات الليبية النظامية بما يمكنها من محاربة الإرهاب والانتصار عليه لأن رفع حظر السلاح يفترض توحيد القوى الشرعية بعد الاتفاق على إنهاء الانقسام السياسي والعسكري على قاعدة ما تم الاتفاق عليه في الصخيرات تحت مظلة حكومة السراج المعترف بها دوليا.
وأضافت أن ذلك ليس بالأمر السهل في بلد مثل ليبيا الذي يشهد انقساما عموديا وأفقيا على كل المستويات الجهوية والقبلية والسياسية منذ سقوط نظام معمر القذافي الأمر الذي شجع على قيام عشرات الميليشيات المسلحة المتنافرة في مختلف المناطق والكيانات القبلية وتصاعد الدعوات الانفصالية والأخطر كان ظهور التنظيمات الإرهابية التي تمكنت من الاستيلاء على مناطق واسعة في وسط ليبيا وأهمها المناطق الساحلية وحقول النفط التي باتت تشكل مصدرا أساسيا لتمويل عملياتها الإرهابية وتجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفها.
**********----------********** وأكدت أن ليبيا المأزومة بقياداتها التي تبحث عن مصالح فئوية وترفض النظر إلى مصلحة الوطن كأساس للعلاقات وتذليل كل العقبات من أجله ليبيا هذه لن تخرج من مأزقها طالما ظل "الجشع السياسي " والولاء القبلي أولا هو الذي يتسيد الساحة ويقضي على آمال الليبيين بوطن جديد لا إرهاب فيه ولا جهوية قاتلة.
وشددت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها على أن الشعب الليبي يحتاج مثله مثل كل الشعوب العربية المفجوعة بمصيرها إلى حل ينقذه من الهلاك والدمار والفتنة والتقسيم.. لكن متى وكيف.
من جهة أخرى وتحت عنوان " توافقات دولية بعيدة " قالت صحيفة " الوطن " .. إن الكثير من الأزمات العالمية والإقليمية تحتاج توافقات واسعة خاصة بين صناع القرار أو المؤثرين فيه ليتم إنجاز الحلول وتجنيب العالم ما قد ينجم عنها من آثار سلبية لكن في نفس الوقت فإن الأزمات التي تشهدها بعض الدول أو تجد نفسها معرضة لها قد تدفعها للتركيز على تحصين نفسها ومعالجة قضاياها دون التفات كبير للشأن الخارجي.
وأضافت أن الاستفتاء التاريخي البريطاني على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي والذي اختار فيه الناخب البريطاني مستقبل بلاده بالتصويت لـ " القومية الضيقة " على حساب الاتحاد الأوروبي قد دق ناقوس الخطر في عدد من الدول وأرعب النخب السياسية من مصير مماثل والتي عادت لتقوم بحملات الهدف منها تجنب أي نتائج مشابهة قد تجد نفسها فيها وخاصة في دول مثل إيطاليا وهولندا وغيرها.
وأشارت إلى أنه كذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية حيث يكون الهاجس الحالي لشهور قادمة هي الانتخابات الرئاسية والتي على غرار كل دورة تكون الهدف وتشغل النشاط الأكبر من جهود السياسيين لإيصال مرشحهم إلى البيت البيض وهي تأخذ حساسية خاصة هذا العام مع الخوف من وصول المرشح دونالد ترامب سواء داخليا أو خارجيا وهو الذي يتوافق مع اليمين الأوروبي في الكثير من الملفات الخلافية والمثيرة للجدل.
وتابعت .. في روسيا التي تلعب بحرفية ويبدو أنها تمسك بعدد من أوراق الأزمات الدولية وتعيد ترتيب حساباتها وتحالفاتها وفق ما تقتضيه مصالحها أو الأهداف التي تسعى لتحقيقها فضلا عن الخلاف مع الاتحاد الأوروبي الذي مدد عقوباته على موسكو وهو ما يباعد الوصول إلى اي توافق للتعامل مع قضايا إقليمية ثانية خاصة في سوريا على سبيل المثال والتي يعتبر الحل فيها خارجا عن التصور وأحداثها غير قابلة للسيطرة.
وذكرت أن كل هذا وغيره يدفع تلك الدول التي ينبغي أن تتقارب لحل أزمات كثيرة ومنها الحرب على الإرهاب للقضاء عليه وتجفيف منابعه يعطل التوافق اللازم ويكون عثرة في التحرك المطلوب.
وقالت إنه في خضم جميع هذه الأحداث وغيرها يجمع العالم أن حلها مسؤولية جماعية ولا تقع على عاتق دولة أو اثنتين أو عدد محدود .. متسائلة أنه في ظل هكذا تطورات وأحداث كيف يمكن أن يصار إلى الإجماع على التحرك الموحد للحل .. وهل يمكن أن يتم التوافق بالرغم من أن دول كثيرة تتحسب لمستقبلها وتعاني ملفات داخلية ضاغطة وشديدة الأهمية تنعكس على مستقبلها ذاته.
وخلصت " الوطن " إلى أنه على ما يبدو أن المراوحة في المكان هي الغالبة تجاه الكثير من الملفات وخاصة سوريا التي تنزف من شعبها وباتت دولة منهارة مهددة بالتفتت في الوقت الذي يدفع الملايين من أبنائها الثمن بانتظار أفق لا يبدو قريبا لغياب التوافقات الدولية التي تلزم المتصارعين في الداخل على القبول بحل يرضي طموحات السوريين ويستجيب لتطلعاتهم وأهدافهم المشروعة.