لندن ـ أ.ش.أ
اشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير نشرته في نسختها الالكترونية، اليوم ،الى أن البيت الأبيض كشف الأسبوع الماضي أنه سيقوم بتقديم المعلومات الاستخباراتية والدعم للضربات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين، والتي خططت خصيصا لوقف تقدم المتمردين الحوثيين المهددين بإسقاط الحكومة.
ونوهت إلى أن قرار التدخل أثار مخاوف العديد من المراقبين من نشوب حرب أهلية بين المتمردين الشيعة المدعومين من إيران والحكومة اليمنية المدعومة من الدول العربية، فضلا عن المخاوف من أن تجد الولايات المتحدة نفسها على الجانب الآخر من التوترات الطائفية المماثلة التي قسمت العراق.
كما أشارت إلى تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جيف راتكه بقوله "إننا لا ننحاز ضد الفصيل شيعي على فصيل السنة، بل نحاول تعزيز عملية الحوار التي يمكن من خلالها تبادل وجهات النظر بين جميع اليمنيين ووضعها في الاعتبار، وأن الحوثيين هم من رفضوا الانخراط في هذا الحوار".
ولفتت "الجارديان" إلى أن راتكه كشف أن الصراع في اليمن أثير خلال الاجتماع بين جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، ونظيره الايراني جواد ظريف خلال المحادثات في لوزان التي تهدف بشكل منفصل إلى التوصل إلى معاهدة مع ايران بشأن برنامجها النووي.
ورأت الصحيفة أن هذه المبادرات التي تبدو متناقضة تجاه إيران ستؤدي إلى انتقادات متزايدة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما من جانب المعارضين السياسيين الذين يدعون أنه لا يوجد لديه استراتيجية واضحة للتعامل مع الظروف الأمنية المتدهورة سريعا في جميع أنحاء المنطقة.
ومن جانبه قال رئيس مجلس النواب الجمهوري، جون بوينر "ليست لدينا استراتيجية شاملة للتعامل مع التهديدات المتزايدة، ليس فقط من جانب داعش، أو تنظيم القاعدة أوجميع الشركاء التابعين لهم"، مضيفا "لدينا مشكلة خطيرة تواجه العالم وأمريكا على الهامش."
ولكن الخبراء الأمريكيين الذين على مقربة من الإدارة الأمريكية ينتقدون الأحداث الأخيرة، مبررين أن لكل بلد سياسة منفصلة.
وفى نفس الاطار قالت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى اليمن باربرا بودين في تصريحات لصحيفة الجارديان، "نعم، إنها الفوضى، أنه التناقض"، وعلى الرغم من تأكيد الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين والذي أحدث تطورا حديثا نسبيا في التوترات اليمنية منذ فترة طويلة، لم تعترف بودين أن هناك قوى إقليمية أوسع نطاقا في اللعبة.
ولفتت إلى أن الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي يقفون حتى الآن أيضا بجانب البيت الأبيض ..وما نتفق جميعا عليه أنها فترة صعبة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة، لا سيما في ظل التهديد من الأفرع التابعة لتنظيم القاعدة والنشطة في اليمن.
ولفتت الصحيفة في نهاية تقريرها إلى قول عضو الكونجرس آدم شيف، العضو البارز في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الذي يدعم المساعدات الأمريكية للتدخل السعودي إن "المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من اليمن قريبون بشكل خطير من اثارة حرب أهلية شاملة"، مضيفا "ونظرا لأهوال سوريا، يجب تجنب مثل هذه النتيجة بأي تكاليف، وان المستفيد الوحيد من الفوضى التي تميز اليمن الآن، هما القاعدة وداعش فقط".