أبوظبي ـ وام
اهتمت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم بما يقدمه أبناء التحالف العربي في ساحات العطاء متسلحين بعزم لا يلين على أرض اليمن الى جانب الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يلاقيه الفلسطينيون من هجمات شرسة للنيل من مقدساتهم وبيوتهم وأراضيهم في ظل جولة جديدة من العنف ضدهم.
فتحت عنوان "الأمل لا يرضى الهزيمة" ..قالت صحيفة "الرؤية" إن اليمن مفعم بالقلق ومتخم بأسئلة لا أجوبة لها ..الموت حاضر يتربص بالحياة وتنخر خاصرته سكاكين الغدر.
وأضافت " في الأمس اعترف جرذان إيران بالهزيمة كتابيا واليوم يصغون إلى زفرات هزيمة تجهشها فوهات بنادقهم المأجورة وأذعنوا تحت وهم راية بيضاء لم تكن تحركها أي ريح ..والآن يبحثون عن طوق نجاة في طهران ..الرهان خاسر ..فوهم الحوثيين بتعويض الهزائم على الأرض مؤشر آخر للسقوط في مستنقع الخيانة الآسن".
وأكدت الصحيفة أنه في هذه الهنيهات الاستثنائية بات لعاصفة الأمل أمل آخر وحقيقة فرضت نفسها على الأرض بمكاسب تتدثر بانتصار قريب.
وقالت في ختام افتتاحيتها " غدا سيستعيد اليمن السمو الذي فقده على أيادي الانقلابيين وميليشيات المخلوع صالح ..المهمة صعبة لكن السماء مشتعلة بالأمل .. يد إماراتية تشيد المدارس وتحالف عربي يملأ الأرض ضوءا لعرس قطاف الأمل فمن يزرع الحزم حتى يعيد الأمل لا يرضَ الهزيمة".
من جانبها وتحت عنوان "صمود أسطوري" أكدت صحيفة "البيان" ان هذه الجولة الجديدة من العنف التي يتعرض لها الفلسطينيون تحمل معها بوادر اندلاع انتفاضة ثالثة يغذيها الإحباط الفلسطيني من تعثر عملية التسوية وتخاذل المجتمع الدولي وتعنت وتلاعب حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة مع استمرار الاحتلال ومستوطنيه في انتهاكاتهم لكافة المواثيق والأعراف الدولية دون حسيب أو رقيب سوى صمود الفلسطينيين الأسطوري في أراضيهم.
وقالت الصحيفة " شهيد فلسطيني تلو الآخر .. يروون بدمائهم الطاهرة أرض وطنهم المغتصب ويسطرون ملاحم في المقاومة والعزيمة والنضال لدحر المحتل منذ عقود ..وآلاف المعتقلين صامدون في سجون الاحتلال رغم القهر والتعذيب الوحشي وسياسات الإذلال التي يمارسها سجّانهم للنيل من قضيتهم" ..مشيرة الى ان هناك هجمة شرسة يتعرض لها الفلسطينيون ومقدساتهم وبيوتهم وأراضيهم فهم يرشقون الحجارة وجيش الاحتلال يرد بالرصاص الحي وحكومته من منبر إلى آخر تكيل الاتهامات للقيادة الفلسطينية وتحملها مسؤولية تدهور الأوضاع بتأييد مفضوح من حلفائها فيما لا يتردد المستوطنون في استغلال هذا التوتر لتصعيد ممارساتهم الدنيئة في أي شبر من الأرض الفلسطينية لهم موطئ قدم فيه بحماية إسرائيلية سياسية وعسكرية وأخرى دولية.
وأكدت " لكن هؤلاء هم أبناء فلسطين الطاهرة والمحتلة يقاومون ويقاومون حتى لو انتهى الأمر بهم بالوقوف وحدهم في الميدان دون دعم سياسي أو إنساني فيما العالم منشغل بقضايا أخرى والاحتلال لا يتوانى عن استغلال الفرصة في مزيد من القتل والخراب والتهويد".
كما أكدت صحيفة "الخليج" ان الحملة ضد القدس وسكانها من قبل الكيان الصهيوني لم تتوقف منذ احتلالها وهي آخذة في التصاعد خصوصاً في الفترة الأخيرة ..وقالت ان بعض الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال ليست ظاهرة للعيان كما في قتل الأطفال وسجنهم فالكيان يعمل بهدوء من خلال الحفريات تحت المسجد الأقصى لتدميره وهو ينفذ سياسة شوفينية تجاه مدارس الفلسطينيين في القدس فهذه المدارس تفتقد إلى ما يجعلها تقوم بوظائفها التي تخدم أهل المدينة فهي تحتاج إلى ثلاثة آلاف صف أكثر مما هو قائم فعلاً وهناك ثمانية آلاف طفل لا يُعرف إن كانوا يرتادون المدارس بسبب النقص في الاحتياجات.
وقالت الصحيفة تحت عنوان "الحرب على القدس" ان الكيان الصهيوني قد أضاف إجراءات جديدة من أجل تعطيل العملية التربوية في القدس حيث إنه يضع الآلاف من جنوده عند أبواب المدارس الذين يرعبون الأطفال ويخلقون جواً من الإرهاب وهم لا يرعوون عن القيام باستفزاز التلاميذ أو إطلاق الرصاص عليهم عند أقل بادرة احتجاج.
وأشارت إلى أن محاصرة القدس هدف مهم لدى الكيان لأنه يريد أن يفرغ المدينة من سكانها الفلسطينيين ..فهو يحاصرهم بالمستوطنات ويزرع في داخلها اليهود ويتذرع بأوهن الأشياء من أجل طرد الفلسطينيين من بيوتهم اغتصاباً لها أو تدميراً وهو يدرك أن التعليم هدف جوهري لدى الفلسطينيين فيحاول أن يضربه توهما منه بأن ذلك مقترن بإجراءات أخرى ستقود الفلسطينيين إلى النزوح عن مدينتهم ..كما أنه يعمل على اختبار إرادتهم في الدفاع عن المقدسات تارة بمحاولة التقسيم المكاني أو الزماني للحرم الشريف وتارة من خلال منعهم من الدخول إليه أو حتى إغلاقه ..كل هذا يهدف إلى تحقيق غايته النهائية التي هي تدمير هذه المقدسات.
وقالت الصحيفة إن المحزن أن العالم يرى أحياناً الأحداث الدامية فقط كما يفعل الأمين العام للأمم المتحدة الذي يدين أعمال القتل في الضفة الغربية "ويتطلع إلى أن تقوم حكومة" "إسرائيل" بإجراء تحقيق عاجل وشفاف في تلك الحوادث ..وهو بهذا يعمي بصره بل ويضلل الناس ..فتلك الحوادث ليست طارئة فهي متواصلة وبالتالي فهو يتجاهل تواصلها ويصورها بهذا التصريح أنها ليست كذلك ..هي كذلك لأن طبيعة الاحتلال هو العنف لأنه لا يمكن أن يستديم من دون استخدامه ..وهو بطلب التحقيق من الكيان يطلب من المجرم أن يجرم نفسه.
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول إنه إضافة إلى ذلك فإن الأمين العام للأمم المتحدة يغض الطرف عن حقيقة أن الكيان ينتهك كل المعايير التي وضعتها منظمته والمجتمع الدولي لتحديد مسؤوليات المحتل وعدم جواز انتهاكها فهو يظهر كأنه لا يرى الانتهاكات المتواصلة التي يقوم بها الكيان في الأرض الفلسطينية المحتلة.