أبوظبي - وام
استضاف مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام مساء أمس الدكتورة آمنة خليفة آل علي في محاضرة بعنوان " الإعلام ودوره التربوي " .. وذلك في مقر المركز في منطقة البطين في أبوظبي.
وفي بداية المحاضرة التي حضرها السيد منصور سعيد المنصوري مدير إدارة الثقافة والاعلام بالمركز وجمع من المهتمين والإعلاميين وموظفي المركز ثمنت الدكتورة آل علي جهود مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام المتميزه في نشر الوعي الثقافي .. مشيرة إلى أن المركز يحتل مكانة مرموقة في مجالي الإعلام والثقافة .
وقالت الدكتورة آمنة آل علي أن الاعلام بعتبر النافذة التي يطل منها الفرد على العالم الخارجي ويرى من خلالها مجتمعه كما أنه هو الذي يقوم بتزويد الجماهير بكل الأخبار والمعلومات عن القضايا والموضوعات والمشكلات ومجريات الأمور في المجتمع من خلال إحدى وسائله إضافة إلى تنوير الرأي العام .. موضحة أنه من هذا المنظور فإن الإعلام والتعليم هما أساس التنمية وحصيلتهما .
وتطرقت المحاضرة إلى المؤسسة الإعلامية وقالت أنها من أخطر المؤسسات في المجتمع حيث تلعب دورا محوريا في الحياة العامة والحياة السياسية والثقافية والتعليمية والاجتماعية .. مشيرة إلى أن للإعلام دور تربوي حيث أنه عامل رئيسي في تقليل نسبة الأمية ومعرفة سبل مكافحة الأمراض والوقاية منها ورفع المستوى الاقتصادي والوعي الثقافي والعلمي .
وأوضحت أن كل هذه الأمور ترتبط بما يسمى بالدور الاجتماعي للإعلام بمختلف وسائله وأدواته المرئي منها والمسموع والمقروء ووسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا المرتبطة بالاتصالات .. مشيرة إلى أن ترابط هذه العوامل سيحقق التنمية التي تؤدي إلى إحداث تطور وتقدم في أي مجال من مجالات الحياة التربوية والسياسية والاقتصادية والثقافية ولاجتماعية وغيرها .
وقالت الدكتورة آمنة خليفة آل علي إن التنمية عملية شاملة تستهدف التحسين المستمر لرفاهية السكان بأسرهم وأفرادهم جميعهم على أساس مشاركتهم النشطة والحرة والهادفة كما أنها عملية واعية طويلة الأمد شاملة ومتكاملة ومرسومة لتقدم المجتمع في مختلف المجالات فهي تعتمد اعتمادا كبيرا على مشاركة جميع أفراد المجتمع فيها .
وأضافت أن هذه العملية تشكل فعلا اجتماعا ديناميكيا يساعد المجتمع ككل بمعطياته ومؤسساته على اكتساب قدرات معرفية جديدة تيسر له قدرات إنتاجية متزايدة تمكن كل المواطنين من تحسين مستواهم المعيشي وشروط حياتهم بصفة عامة.
وأكدت المحاضرة أن الاستراتيجيات التنموية لا تستغني عن الإعلام فهو العمود الفقري للخطط التنموية كما أن العلاقة بينهما علاقة تشابكية شديدة الترابط .
وأوضحت آل علي أن للإعلام أهدافا تتمثل في هدف أخلاقي يتركز في التوعية والإرشاد الحضاري للرقي بمستوى الأفراد وسلوكياتهم وهدف معرفي يتركز في التثقيف وتنمية المعارف لدى الأفراد .
وقالت إن هذين الهدفين " الأخلاقي والمعرفي " هما أيضا من المقاصد الرئيسية التي ترمي إليها الخطط التربوية .
وتطرقت المحاضرة الى أدوار وسائل الإعلام المجتمعي .. موضحة انها تتمثل في استثارة طموح الأفراد والمجتمعات وحثهم على الكفاح من أجل حياة أفضل والاهتمام وتركيز الانتباه على العادات وممارسات تقنية جديدة تساعد على إدراك الأفراد بالحاجة إلى تغيير بعض عاداتهم وأنماط سلوكهم وحشدهم نحو هدف يراد تحقيقه .
وتحدثت المحاضرة عن كيفية جعل الإعلام المجتمعي داعما للجوانب التربوية .. مشيرة إلى أنه يمكن ذلك من خلال أن يتحدث الإعلام عن هموم الناس ومشكلاتهم وتحدياتهم وهو بقدر ما يقترب من مشاكلهم بقدر ما يحظى بثقتهم وقبولهم وإيجاد منظومة من أفراد المجتمع للمشاركة في إنضاج مفاهيم تربوية نابعة من التحديات والأهداف وإغنائها عبر التفاعل والمشاركة لتصبح ملائمة للواقع التنموي المطلوب والمساهمة في انفتاح المجتمع على افكار ومبادئ حديثة للمساهمة في توعيته على مصالحه وحثه على الاجتهاد بحثا عن البدائل.
كما تحدثت المحاضرة عن كيفية إسهام الإعلام المجتمعي في دعم التنمية المستدامة من خلال الترويج للرسائل التي تخدم التنمية مثل تغيير بعض العادات والتقاليد والاتجاهات والسلوكيات غير الصحيحة ومراقبة الأداء على المستوى الكلي والنقد البناء والمساءلة وطرح الرأي والرأي الآخر وتقديم مقترحات الحلول للمشكلات المختلفة التي تعترض مسيرة التنمية المستدامة وبناء جسر تواصل أو حوار بين القائمين بعملية التوعية والجمهور المستهدف من جهة وبين القائمين بعملية التوعية وبين القاعدة الشعبية من جهة أخرى.
وفي ختام المحاضرة التي أدارها عبد الرحيم ايت علا رئيس شعبة الترجمة بالمركز جرى حوار بين الدكتورة آمنة خليفة آل علي والجمهور تركز على محاور المحاضرة والأثر التربوي للإعلام في ظل المتغيرات الحديثة والسريعة.
عقب ذلك قام منصور سعيد المنصوري مدير إدارة الثقافة والاعلام بالمركز بتكريم المحاضرة وقدم لها درعا تذكاريا .