الشارقة- صوت الإمارات
انطلقت إذاعة وتلفزيون أبوظبي من شقة صغيرة في بناية الشيخ سرور بن محمد في شارع حمدان في أبوظبي، على يد أول وزير إعلام وسياحة العام 1973 الشيخ أحمد بن حامد آل حامد، في أول وزارة اتحادية عقب تأسيس الدولة العام 1971 ورحل في 28 تشرين الثاني من العام 2012 عن عمر يناهز 83 عامًا، تاركًا بصمات لن تمحى من تاريخ الإعلام، والسياحة، والعمل إجمالاً.
وإذا استعرضنا السجل الحياتي للراحل سنجده حافلاً بمحطات مهنية مشهودة، ففي العامين 1977 و1979 شغل منصب وزير الإعلام والثقافة في التشكيلين الثالث والرابع لمجلس الوزراء، واستمر العمل الإعلامي والثقافي للراحل، الذي عمل جاهدًا على إيصال صوت الدولة، ومواقفها، وكلماتها الحقة، إلى محافل عربية وعالمية، شهدت بفضله بواقعها المتميز، ومكانتها المرموقة، وتقدمها المتواصل، وانطلاق قطارها دونما توقف.
وكانت للراحل كلمات تعد علامات لا تنسى في احتفالات الدولة السنوية بيومها الوطني، منها ما قاله حين احتفالها العام 1989 عقب مرور 18 عامًا على تأسيسها، إذ وبصوت يباري القوة في قوته، ذكر: "دولة الإمارات تريد أنَّ تؤكد للعالم أجمع باحتفالاتها أنها دولة حرة، وقوية، ومتماسكة، وتجمع بين رئيسها، وقادتها، أواصر تزداد قوة يوما بعد يوم، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة - حينذاك- مثال لرجل السياسة المتحرك في اتجاهات زرع السلام والمحبة في مناطق كثيرة من أرجاء المعمورة، وعلى المستوى العربي، والإسلامي والدولي، والتجربة الوحدوية للدولة فرضت نجاحها، لأنها تحمل بذرة ومقومات النجاح داخل بنيتها الأساسية، وقد أصبحت نموذجًا يحتذى به".
وخلال ترؤسه هرم المسؤولية في وزارة الإعلام والثقافة، تأتي كلمات أخرى له مؤكدة عشقه لتراب الدولة، وحرصه على إظهار مدى نجاح الاتحاد في تحقيق تغيرات جذرية حقيقية في حياة المواطنين، ومن ذلك: "سيظل الاتحاد الجسد الذي يربط بين مختلف البرامج والخطط، وسيبقى الهدف الذي نسعى لترسيخه، وتعميق الإيمان والولاء له بوسائل عدة، وعبر الوزارة نركز على إحياء التراث الوطني للدولة، بجوانبه المختلفة، وأبعاده، انطلاقًا من الإيمان بأهمية تعزيز الهوية الثقافية في نفوس الأبناء، وترسيخ القيم الأصيلة النابعة من تراثنا بينهم، وهذا أفضل سبيل لمواجهة الغزو الفكري والثقافي".