القاهرة ـ أ.ش.أ
وهذا الجدل الذي اثير في العام الماضي حول مسلسل تلفزيوني رمضاني تناول اهم شخصيتين في ثورة 23 يوليو وتجدد هذا العام حول مسلسل "حارة اليهود" انما يؤشر ايضا لأهمية الدراما التلفزيونية والحاجة لنقد تاريخي موضوعي .
وكان مسلسل "صديق العمر" الذي ركز على العلاقة البالغة الخصوصية والأهمية بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر قد اثار تساؤلات بين العديد من المثقفين المصريين حول العلاقة بين الدراما وكتابة التاريخ وانعكاس العمل الدرامي على الوعي الجمعي.
ووصف السيناريست والكاتب مصطفى محرم بعض المناقشات والتعليقات واللغط حول مسلسل "صديق العمر" "بالخروج عن المفاهيم النقدية السليمة" معتبرا ان بعض من انتقدوا هذا العمل يفتقرون للفهم او المعرفة الحقيقية بأصول الفن وأصول علم التاريخ معا.
وحرص محرم على التمييز بين "العمل الفني" الخاضع للمقاييس الفنية " و"العمل التاريخي الوثائقي" موضحا ان مسلسل "صديق العمر" هو عمل فني لا وثيقة تاريخية واضاف ان "الحقيقة الفنية تختلف عن الحقيقة في الواقع.
غير ان محرم اقحم في هذا الجدل رأيه السياسي في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقوله في جريدة الأهرام :"انا اعتقد ان جمال عبد الناصر كان يخطيء كثيرا ويصيب قليلا وهذا من ابرز سمات الشخصية التراجيدية حيث ان المحصلة النهائية لم تكن في صالح عبد الناصر ولكن للأسف كانت في مصلحة اعداء مصر".
وفيما كان مدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر الوزير السابق سامي شرف ضمن من انتقدوا هذا المسلسل وعدد مآخذه عليه فان مصطفى محرم انبرى للهجوم عليه قائلا :"وقد شجع هذا اللغو سكرتيرا كان يعمل مع عبد الناصر ان يدقق من ناحية قربه من الزعيم في بعض تفاصيل حياته حتى كاد يصل به الأمر الى ماكان يأكله عبد الناصر وماكان يرتديه من ثياب وماكان ينطق به في جلساته من اقوال بشكل يثير الضحك عند الذين يدركون الفرق بين الفن والتاريخ".
وكان الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة قد ذكر مؤخرا في سياق تعليقه على جدل اثير حول ثورة 23 يوليو في ذكراها الثالثة والستين ان الأحداث الكبرى في تاريخ الانسانية كانت دائما محل خلاف وصراع ولكن هذا كله لاينقص من قدرها او يقلل من اهميتها مؤكدا على ان ثورة يوليو ستبقى "حدثا كبيرا ومؤثرا في ذاكرة المصريين حتى وان اختلف البعض عليها في المواقف والآراء".
ومنذ سنوات كتب فاروق جويدة سلسلة مقالات في جريدة الأهرام تحت عنوان :"من يكتب تاريخ ثورة يوليو" فيما اعتبر ان تاريخ هذه الثورة يخضع حتى الآن للكثير من الأهواء لافتا لخطورة اختفاء الوثائق الخاصة بالثورة واحداثها الكبرى.