أبوظبي- صوت الإمارات
إن التواصل بين الشعوب وحكوماتها وحكامها وأمرائها قضية قديمة عانتها الشعوب في السابق كثيراً، فكانت نتيجة قِلة أو انعدام التواصل ما بين الشعوب والحكومات، ظهور الثورات والانقلابات وغيرها، لماذا يا ترى؟ الجواب بسيط للغاية، لأن الحكومات تنشئ وتنفذ القوانين ظناً منها أن هذا هو الخيار الصحيح لهذا الشعب، لكن على العكس قد يريد الشعب عكس ما تفرضه الحكومة، وهذا لا ينطبق على جانب واحد فقط كالجانب السياسي أو الاقتصادي، بل على العكس هذا ينطبق على جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية والبيئية، وغيرها من الجوانب.
ومن هنا تبرز لدينا أهمية الاتصال الحكومي، فإن وجود مثل هذا التواصل بين الشعب والحكومة يحل مشكلات كثيرة في المجتمع، إن وجود منتديات للتواصل الحكومي أدى إلى التواصل بين الطرفين، الشعب والحكومة، ما أدى إلى نوع من التفاهم والنقاش بطريقة حضارية في الموضوعات والقضايا المهمة للمجتمع، التي تتناول جوانب عدة، ووجود المسؤولين للاستماع للآراء الجديدة وغير المعتادة وتفهّمهم وتقبّلهم لوجهات نظر جديدة تنمي الحكومة والمجتمع.
وبالطبع لا ننسى دور الإعلاميين الذين يحاولون، قدر الإمكان، توصيل ونشر كل ما هو جديد للمجتمع، وأيضاً توعية المجتمع بأهمية وجود مثل هذه المنتديات وما يحدث فيها من محاولات لإيجاد حلول لقضايا عدة.
ولعل وجود شبكات التواصل الاجتماعي من أفضل وسائل التواصل الحكومي غير الملحوظ، الذي يكون قائماً على مدار الساعة، فقد بدأت الحكومات بإنشاء حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيس بوك، إنستغرام.. إلخ)، ما يمكّن أي شخص من التواصل مع هذه الجهات في أي وقت وفي أي مكان لطرح الآراء والأفكار والمقترحات، والحصول على التغذية الراجعة.
ولا يقتصر دور حسابات شبكات التواصل الاجتماعي على عملية تلقّي الآراء والمقترحات، بل أيضاً يشمل توصيل أهم أخبار هذه الجهة إلى الجمهور بطريقة جديدة وعصرية وحضارية تواكب تطور العصر. إن وجود مثل هذا النوع من التواصل بين الحكومة والجمهور يؤدي إلى التطور الحكومي، واستفادة المؤسسات الحكومية من هذه التجارب، وتعديل وتغيير آليات التواصل الحكومي التقليدية، وتغيّر الحكومات من حكومات تقليدية إلى حكومات رقمية تواكب التطور والعصرنة والتكنولوجيا السريعة.