الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

تشهد إمارة الشارقة هذه الأيام فصلًا جديدًا من فصول الأعراس الديموقراطية، يتعلق بانتخابات نصف أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة للمرة الأولى، تنفيذًا لتوجيهات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ولا يكتمل هذا العرس دون الحضور الفعال، والشراكة الحقيقة للإعلام، لتعكس العمق الاستراتيجي بين المؤسسات الرسمية والإعلام، فهو الحاضر الدائم في المشهد، وفي صنع القرار، وفي إيصال الرسالة إلى أفراد المجتمع كافة، والتأثير الإيجابي فيه، من أجل المشاركة وتنفيذ الواجب الوطني في التسجيل في الكشوف الانتخابية، لممارسة حقه الدستوري في الاقتراع أو الترشح. 
ولا نذيع سرًا عندما نقول إن الإعلام عمومًا لم يغب عن مسيرة البشرية منذ حياة الصيد واللقط التي كانت تسمى خطأ "الحياة البدائية"، وإلى اليوم، بل ظل يحتل مكانة مهمة في حياة البشر، اتخذت أشكالًا مختلفة، واستخدمت وسائل وأساليب وأدوات متنوعة من أجل إيصال رسالتها، بغض النظر عن طبيعة الحكم والسلطة والمجتمع والنهج السياسي العام.
والإعلام بمختلف وسائله وألوانه وأشكاله هو الحاضر دومًا، ويلعب دورًا مركزيًا ومفصليًا في حياة البشر، ويمتلك من الآليات والوسائل والأدوات ما يجعله قادرًا على إحداث تغييرات ونقلات نوعية في مجالات مختلفة، بما فيها الوعي والمعرفة، وهو اليوم في ظل التقدم التقني غير المسبوق أكثر حضورًا وتأثيرًا، وأكثر خطورة أيضًا، إذا لم يتم استخدامه بشكل سليم، بحيث يتحول إلى قوة هدامة وتدميرية، لذلك يجب علينا دومًا أن نحسن استخدامه بما فيه، ووفقًا لجوهره وماهيته ومضمونه الحقيقي، باعتباره الشريك الاستراتيجي الأكثر أهمية ومكانة، بالمعنى الدقيق للكلمة، فالكلمة كالرصاصة ما إن انطلقت من مكانها لن تعود إلا بنتيجة واحدة وواضحة، وبالتالي لا بد من الحرص على أن تكون تلك النتيجة هي كما ينبغي، وكما يجب.
وعُرف عن الإعلام عمومًا والصحافة خصوصًا بأنها السلطة الرابعة، التي تضاف إلى السلطات الثلاثة (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، وعرفت بأنها صاحبة الجلالة ومهنة المتاعب، وبأنها القوة الناعمة، وغيرها من التوصيفات والمسميات التي تجعلها جاذبة لكثير من الأشخاص، وفاعلة ومؤثرة في كل مفاصل الحياة والمجتمع، لكن الإعلام في كل الأحوال هو صاحب رسالة وموقف ورؤية، وهو في جوهره كذلك، وبالتالي له دوره في تشكيل الرأي العام وصناعته وتوجيهه، والتأثير فيه. 
ما من شك أن هناك حضورًا مميزًا للإعلام في المفاصل والمحطات الرئيسية في حياة المجتمع والدولة، فهو دومًا صلة الوصل بين الحكم والمجتمع، وهو الذي يحمل رسالة الحكم والدولة إلى مواطنيها في أفضل صورة، ومن بين هذه المحطات الرئيسية في الشارقة انتخابات المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة التي تجري للمرة الأولى بهذه الصيغة بعد مسيرة 16 عامًا، ولأننا في اللجنة العليا للانتخابات على قناعة تامة أن الإعلام هو شريك أساسي لنا، وشريك في صنع القرار، نحرص باستمرار على التنسيق والتعاون والتكامل في أقصى الحدود والأبعاد، كي نوصل رسالتنا للجمهور على أكمل وجه، دون تزييف أو تجميل، بل بكل وضوح وشفافية ودقة، وهو ما يقوم به الإعلام الذي يعتبر مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف والتأثير في أي مجتمع، وهو ما نثق أنه يقوم به بشكل حيوي ودقيق، لأنه الشريك في صنع القرار.