القاهرة - شيماء مكاوي
كشف الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم يجمع ولا يفرق، حتى قبل أن يولد، فهو يجمع في نسبه الكريم ما يؤكد تلك الحقيقة، إذ إن جده قصي هو الذي جمع قريش، بعد أن كانت قبائل متفرقة، وجده سيدنا إسماعيل أبوالعرب، الذي جمع قبائل الجزيرة، وجده الأكبر إبراهيم، أبوالأنبياء، فهو بذلك أخ للأنبياء عليهم السلام.
وأشار خالد في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، الذي يذاع على قناة "إم بي سي مصر" إلى دلالة يحملها نسب النبي وهو: "كيف أحمل الغل والكراهية لأتباع الأديان الأخرى"، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يحمل رسالة رحمة وتعايش معهم.
وأضاف أن "نسب النبي إلى قريش، ليجمع قريش، وإلى سيدنا إسماعيل، ليجمع العرب، وإلى سيدنا إبراهيم، ليرحم ويتعايش مع الأديان الأخرى وأتباع الأنبياء الأخرى، وهذا مدخل للتعايش العالمي بين أتباع كل الأديان، كما أنه يعني أن نسب النبي كان مؤهلاً له ليكون رحمة للعالمين، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".
وتابع: "إذا كان النبي يسكن قلوب محبيه، ويجمع ولايفرق بينهم، كما يظهر من نسبه الشريف، فأولى بك أن تسير على نهجه، بأن لا تنعزل عن الآخرين، حتى لا تفكك مجتمعك، كن وسط الناس، كل مثلهم، وعش مثلهم، والبس ما يشبه ملبسهم، كن كما كان نبيك يعيش وسط الناس، ولا يختلف عنهم في مظهره".
واستنكر "خالد" تفسير المتشددين لحديث النبي "بدأ الإسلام غريبًا ويعود غريبًا فطوبى للغرباء" في ضرورة الانعزال عن المجتمع كما يدعون قائلين: نحن متعالين بالإيمان، قائلاً: "لو أكملت بقية الحديث، لفهمت المعنى المقصود من كلامه: قال ومن هم الغرباء يا رسول الله.. قال الذين يصلحون حين يفسد الناس". يعني الذين يجمعون الناس حين يرونهم متفرقين، ويصلحون بينهم فلا يكون هناك فساد.
وقال إن أجمل معنى تعبد به الله في رمضان هو أن تكون عبدلله منتسبًا إلى الله، فالنبي يعلمنا كيف ننتسب إلى الله، "إن الله ينادي يوم القيامة يا بني آدم جعلت لكم نسبًا وجعلتم لأنفسكم نسبًا، فقلت إن أكرمكم عند الله أتقاكم وأبيتم إلا أن تقولوا فلان بن فلان بن فلان، فاليوم ارفع نسبي واضع نسبكم أين المتقين".. المتقون هم من يعاملون الناس بود واحترام، وليس صلاة وصومًا فحسب، كل من يعامل الناس معاملة جيدة يندرج تحت معنى المتقين.
وذكر "خالد" أن هناك مفهومًا آخر للنسب جاء به النبي، فقد جاء ليوسع مفهوم النسب من مفهوم العائلة الصغيرة ليمتدد للإنسانية كلها، فالنبي منتم للإنسانية: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وهذه قمة الانتماء للإنسانية.
وضرب مثلا لأخلاق النبي في النظر إلى الآخر، إذ إنه رغم أن اليهود حاولوا قتل النبي 3 مرات، إلا أنه لم يمر أسبوع على تعرضه لمحاولة لقتله، حتى رأى جنازة يهودي فوقف احترامًا لها، فقال الصحابة: يا رسول الله إنه يهودي (أي من حاولوا قتلك)، فقال: أليست نفسًا، وهذا معنى الانتماء للإنسانية.
وقال إن المتشددين على خلاف هدي النبي يتعبدون إلى الله بكراهية غير المسلمين، ثم يكرهون غير المتدينين من المسلمين، انتهاءً لكراهية كل من يخالفهم في أفكارهم، بينما سنة النبي تقتضي منك أن تكون رحيمًا بالإنسانية كلها.