تمثل الصين أكبر بيئة في العالم من حيث تعداد السكان استخداما للانترنت، مع اهتمام العديد من الصينيين بأنشطة شبكات التواصل الاجتماعية ومواقع اعلام الخدمة العامة، فيما تعمد السلطات الصينية باستمرار الى غلق مواقع التواصل كفيسبوك وتويتر ويوتيوب بسبب محاذير محاذير معينة.ويعني ذلك ان حوالى 500 مليون مستخدم للانترنت سيتجهون الى مواقع تواصل محلية. ومن بين هذه الشركات شركة (تينسينت) التي تتيح جميع الانشطة من تحرير رسالة نصية لحظة (موقع كيو كيو) الى خدمات شبكة (ويبو) الرائدة التي تحاكي موقع تويتر الى جانب التوسع في الخدمات المتاحة.كما تستثمر الشركة مبالغ ضخمة في قنوات تبادل ملفات الفيديو على الانترنت، والتي تقدم الان ساعات من البرامج لجمهور المستخدمين للانترنت. وتملك شركة (تينسينت) بناية شاهقة في حي التكنولوجيا بالعاصمة بكين، ولديها نحو 20 ألف موظف في أنحاء الصين يعملون في مختلف كجالات الاعلام العام، مقارنة بألف وخمسمائة موظف يعملون لدى موقع تويتر او 4000 لدى موقع فيسبوك، وباستطاعتك ان تدرك حجم العائدات الهائلة التي تدرها الدعاية الاعلانية على الشركة. تمتلك شركة (تينسينت) مجمع استوديوهات يقدم خدمات البث الفوري لستة برامج على الانترنت. وتدمج جميع عمليات شركة (تينسينت) مع مواقع (كيو كيو) و(ويبو)، لذا يكون بامكان المشاهدين على الانترنت المشاركة في البرامج، وهو نشاط اصبح معروفا باسم تجربة الشاشة الثانية.وحرص فريق العمل بالاستوديو على اظهار اعلى درجات الحرفية خلال الاشهر الاخيرة، لاسيما خلال تغطيتهم الانتخابات الامريكية.ويبدو ان الصينيين من مستخدمي مواقع التواصل يحرصون على المشاركة في المناقشات المحظورة محليا. وقال تشو يي، احد المنتجين الشباب "لدينا مواد عن اتجاهات فكرية من الجنس الى الهجرة، والناس يحبونها."ويعتقد المحرر بلي تشان، وهو شاب في الثلاثينيات من العمر، ان شركة (تينسينت) جزء من ثورة اعلام الخدمة العامة التي تفتح دائرة النقاش والجدل في الصين.واضاف: "يمكن لمرتادي الانترنت، كما نسميهم، اجراء مناقشات وتبادل الكثير من افكار واراء الاخرين. وسيساعد ذلك الصين في ان تصبح اكثر انفتاحا."وهناك خدمات جلية تقدمها مواقع مثل (تينسينت ويبو) ومواقع اخرى امثال (رين رين) - النسخة الصينية لفيسبوك – تتيح مناقشات موضوعات كانت محظورة في السابق.وتعني حقيقة استخدام الجميع لها في شتى ارجاء الصين، من الشباب والكبار، ان القصص والفضائح التي كانت طي الكتمان في بعض بلدات المقاطعات الصينية اصبحت الان محل تغطية في شتى ارجاء البلاد.وانغ كي تشين صحفي سابق في التحقيقات يدير حاليا حملة تساعد العمال المهاجرين ممن يعانون من مشكلات صحية.واستطاعت الحملة ان تجتذب اهتمام الكثيرين، كما اصبح لديه الان نحو سبعة ملايين متابع في جميع خدمات (ويبو) الاربعة المختلفة ل"تغريداته" تتعلق بمعاناة المهاجرين، ومظالم المتضررين من تجاهل السلطات لمحنتهم.ويؤكد وانغ انه يتحدث بصراحة، ولكن هناك دوما قيود و"خط أحمر" لا يمكن تجاوزه.وقال "انه شئ غير ملموس لكنه معروف في ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني، وانا اعرف بالطبيعة اين يوجد هذا الخط الاحمر."ونجد ايضا في مقر (تينسينت) دليلا على هذه الروح الحرة في اعلام الخدمة العام.لكن ماذا يحدث ان اراد أحد توجيه انتقاد للحزب الشيوعي الصيني. ستكون هناك وقفة تبعث على الارباك، وحينئذ سيتدخل المترجم. انه شئ حساس نوعا ما."ويؤكد بلي تشانغ انه بامكان الناس الحديث عن اي شئ يفضلون في نطاق الالتزام بقانون الانترنت في الصين.ويلجأ البعض الى استخدام شبكات التواصل الاجتماعية الاجنبية، حيث تشير الارقام الاخيرة الى استخدام نحو 35 مليون مستخدم للانترنت موقع تويتر على الرغم من حظره.وبسؤال مجموعة من طلبة كلية الطب في بكين قال احدهم انه يستخدم برنامج الشبكة الخاصة الافتراضية للوصول الى موقع (فيسبوك)، وهو امر يستلزم جهدا للغالبية ويبعث الضيق.فيما يرضى اخرون باستخدام مواقع (رين رين) و (ويبو) و (كيو كيو)، لكنهم يدركون القيود المفروضة على ما يتحدثون بشأنه.غير ان اسئلة بشأن السياسة وحرية التعبير ربما لا تمثل اهم اولوليات العقول المدبرة في موقع (تينسينت) ومنافسيه، فهم يواكبون ازدهار اعلام الخدمة العامة في الصين ويعتقدون انه قطع شوطا طويلا حتى الان.