برامج الكوميديا الساخرة

لم تكن أحدث تجليات ذلك الهجوم الذي شنَّه مناصرون لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على مبنى قناة "الجديد" التلفزيونية في بيروت احتجاجًا على مضمون برنامج سياسي ساخر يقولون إنَّه تعرض للإمام  موسى الصدر المغيب منذ حوالي 40 عامًا، فدائمًا ما تثير البرامج الساخرة التي تعتمد على الكوميديا السياسية الخلافات والصدامات بل والاشتباكات حول العالم.

وبرنامج "دمى كراسي" عبارة عن برنامج ساخر تقدِّمه دمية على شكل رجل، وتضمَّنت الحلقة عرضًا مع دمية تمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمَّ التطرُّق خلال الحلقة إلى قضية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر المختفي منذ العام 1978.

وتجمَّع العشرات من مناصري حركة "أمل" التي يترأسها بري لليوم الثاني على التوالي وهم يرفعون أعلام الحركة الخضراء وصورًا لبري وللصدر، وبثَّت شاشات التلفزيون صورًا لبعضهم وهم يحاولون اقتحام المبنى، وألقى الحشد الحجارة في اتجاه المبنى ما أسفر عن تحطم زجاج، وفق ما نقلت القناة في بث مباشر.

ولم تنتهي تلك الاعتداءات  إلا بعد تدخل رئيس الجمهورية  و رئيس الحكومة  ووزيري الدفاع  والداخلية، وقال مخرج البرنامج شربل خليل - عبر قناة "الجديد" - إنَّ مضمون الحلقة لم يتضمَّن أي "تجريح أو أي شيء يتعدى المحظور" ليثير ردة الفعل هذه.

وفي شباط /فبراير 2016، قطعت مجموعات من الموالين لحزب الله في لبنان، الطرق في مناطق متفرقة من العاصمة بيروت وضواحيها؛ احتجاجًا على تقليد حسن نصر الله في برنامج تلفزيوني ساخر، وجاب شبان على متن سيارات ودرجات نارية شوارع عدة في الضاحية الجنوبية وبيروت، في حين عمد آخرون إلى قطع طرق وإحراق الإطارات المطاطية وسط إطلاق رصاص في بعض المناطق، بعدما بثَّت محطة "أم.بي.سي" الفضائية مقطع فيديو لشاب يقلد زعيم الحزب حسن نصرالله ضمن برنامج فكاهي.

وأعاد مشهد أعمال الشغب الذاكرة إلى عامي 2006 و2013، حين أقدم مناصرون للحزب على قطع الطرقات وإحراق الإطارات المطاطية في عدد من المناطق، احتجاجًا على تقليد نصر الله في برنامج "بس مات وطن" على "إل.بي.سي".