الشيخ محمد بن راشد يشهد

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على هامش أعمال الدورة الرابعة لمنتدى الإعلام الإماراتي، إطلاق مبادرة "البرنامج الإعلامي الوطني للشباب" التي تعاون في إطلاقها «نادي دبي للصحافة" مع "مجلس الإمارات للشباب" و"مؤسسة وطني الإمارات" بهدف إعداد كوادر إعلامية إماراتية شابة مؤهلة ومدربة وفق أعلى المعايير العالمية ضمن برنامج تدريبي هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.

قضايا إعلامية

وبهذه المناسبة، قالت معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب رئيس مجلس الإمارات للشباب: "إن المشهد الإعلامي يشهد متغيرات كثيرة كما أنه يشهد تطوراً متسارعاً وكبيراً في جميع مجالاته، ولاسيما مع ظهور قنوات تواصل إعلامية جديدة لم تكن موجودة في السابق، وأصبحت تحظى بمتابعة واهتمام الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر في أي مجتمع من المجتمعات".

وبيّنت معاليها أن منتدى الإعلام الإماراتي بدورته الحالية يسلط الضوء على مجموعة من القضايا الإعلامية المهمة التي تتطلب الوقوف عندها والتعمق بدراستها، للخروج بالتصورات المهمة التي تعزز من المشهد الإعلامي وتعزز في الوقت ذاته من مشاركة الشباب الإماراتي في صياغة مستقبل الإعلام المحلي.

وأشارت إلى أهمية إيجاد نوع من الترابط والتنسيق بين ما يطرحه الإعلام وبين تطلعات الشباب ليكونوا قادرين على المساهمة الفاعلة في مسيرة التطور والتجدد التي يشهدها الإعلام، كما أكدت معاليها أن الشباب يمتلكون الرؤية الاستشرافية والرغبة في الابتكار والتجديد، ولهذا لا بد من إشراكهم في صياغة الخطط الإعلامية المستقبلية لأنهم الأقدر على صناعة مستقبل الإعلام.

وأوضحت معاليها أن دولة الإمارات وإيماناً منها بدور الشباب في صناعة إعلام عربي متميز فقد أطلقت مبادرات إعلامية مبتكرة لتحفيز الشباب العربي وتطوير قدراتهم ليكونوا أقدر على ممارسة العمل الإعلامي وخدمة مجتمعاتهم، مؤكدة حرص مجلس الإمارات للشباب على مساندة كل المبادرات الرامية إلى تعزيز دور الشباب وإسهاماتهم في مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع الإعلام بما يحمل من أهمية لدوره المؤثر في المجتمع.

تعميق الانتماء

وأكدت منى غانم المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة، أن إطلاق برنامج إعلامي متخصص للشباب يترجم التوجيهات الدائمة لقيادتنا الرشيدة بضرورة الاهتمام بجيل الشباب ومنحهم كل المقومات التي تعينهم على اكتشاف طاقاتهم وصقل مواهبهم من أجل توظيفها بالأسلوب الأمثل الذي يعينهم على التفوق ويخدم توجهات التنمية وما تحمله من طموحات عريضة للمستقبل.

وأثنت على جهود مجلس الإمارات للشباب، ومؤسسة وطني الإمارات، وما يقدماه من خدمات ومبادرات جليلة تخدم المجتمع وتسهم في تعميق انتماء الشباب الإماراتي لوطنه وترسخ قيم المواطنة في وجدانه.

معربة عن كامل تقديرها لما قدماه من دعم وتعاون في إطلاق هذا البرنامج وهو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، بما يتضمنه من دورات نظرية وعملية تشمل مختلف المجالات الإعلامية من إعلام مكتوب ومقروء ومرئي، وما تحملها من مهارات مهمة في الكتابة والتصوير والتصميم والمونتاج والإلقاء وغيرها من الفنون الضرورية في عالم الإعلام الحديث.

وأشارت رئيسة نادي دبي للصحافة إلى أن البرنامج يُعّد نقلة نوعية على صعيد تبني المبدعين الشباب في مختلف التخصصات الإعلامية، وإعدادهم على أعلى مستوى من الكفاءة التي تمكنهم من رفد إعلامنا الوطني بفكر جديد قادر على المضي برسالته قُدماً في خدمة وطننا ودعم مسيرة التطوير ضمن شتى قطاعاته.

تحفيز الشباب

من جانبه، قال ضرار بالهول الفلاسي، المدير العام لمؤسسة وطني الإمارات: إن البرنامج الإعلامي الوطني للشباب يأتي مُعبراً بوضوح عن توجهات المؤسسة وسعيها لتحفيز الشباب على الدخول إلى مختلف ميادين العمل بما يعود بالإيجاب على أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم.

منوهاً باعتزاز مؤسسة «وطني» بالتعاون مع كل من مجلس الإمارات للشباب ونادي دبي للصحافة في إطلاق هذه المبادرة المهمة بما يحمله البرنامج من غايات تصب في صالح قطاع حيوي ومحوري وهو قطاع الإعلام مع استهدافه رفع نسبة مشاركة الكادر المواطن فيه.

وأكد ضرار بالهول أهمية تهيئة الفرص لرفع مستوى انخراط الشباب في قطاع الإعلام تنفيذاً لرؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها المستمرة نحو توسيع دائرة مشاركتهم في مختلف مضامير العمل والعطاء، وتزويدهم بالأدوات المعرفية والمهنية التي تمكنهم من القيام بواجباتهم تجاه الوطن على الوجه الأمثل.

مشيراً إلى قيمة الإعلام في التصدي للقضايا الوطنية المهمة لاسيما في الوقت الراهن الذي بات الإعلام يمثل فيه خط دفاع أول في وجه الادعاءات والأكاذيب الباطلة التي تسعى لتقويض سلامة منطقتنا وتهديد أمن واستقرار شعوبها.

ويتضمن البرنامج دورات نظرية وعملية على مدار عام كامل لتأهيل كوادر إعلامية تسهم في إدارة السمعة والحملات الإعلامية، كما سيركز البرنامج على ستة مخرجات وهي: إنجاز مرحلة متقدمة للتحقيق الإعلامي الوطني، وإيجاد آلية دائمة لإعداد الكوادر الإعلامية المواطنة، والمساهمة في دفع معدلات توطين المهن الإعلامية في الدولة، وإعداد جيل إعلامي شاب للمستقبل.

كما يستهدف البرنامج: تعزيز سبل صون سمعة لدولة الإمارات العربية المتحدة والحفاظ عليها، وتوظيف المهارات الإعلامية كقوة ناعمة يمكن من خلالها إحداث التأثير الإيجابي المنشود على الصعيدين العربي والدولي، ودعم مسيرة الإمارات التنموية بتسليط الضوء على منجزات دولة الاتحاد، وتعزيز دور الإعلام كخط دفاع أول في مواجهة الحملات التشويهية والتحريضية المغرضة التي تسعى للنيل من أمن الوطن واستقراره.

مجالات التدريب

ويستهدف البرنامج التدريبي الشامل الإعلام المقروء، لتنمية المهارات الكتابية في إعداد محتوى مكتوب يتمتع بقوة الكلمة ورصانة التعبير ووضوح الفكرة عن طريق التحرير الصحفي أو كتابة المقالات الصحفية إلى جانب إعداد محتوى إلكتروني خاص بصفحات الإنترنت، علاوة على استهداف الإعلام المسموع، من خلال تنمية مهارات الإلقاء.

والإعلام المرئي عبر تنمية المهارات المتعلقة بالإعلام المرئي من تصوير ضوئي أو سينمائي وتلفزيوني ومونتاج المقاطع المرئية واستخدام الوسائل المساعدة كالجرافكس وغيرها، كذلك مجال «الإعلام الرقمي» الذي أصبح اليوم ينظر إليه على أنه المسار الأكثر تأثيراً في مجال العمل الإعلامي المستقبلي.

معايير الالتحاق

ويشترط البرنامج الإعلامي الوطني للشباب معايير محددة لقبول المنتسبين في مقدمتها أن يكون المتقدم أو المتقدمة من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، وألا يقل العمر عن 15 ولا يزيد على 35 سنة، وأن يكون المتقدم حاصلاً على شهادة الثانوية العامة، ويملك مهارة في أي من مجالات الكتابة، التصوير والتصميم والمونتاج والإلقاء.

وحدّد البرنامج ستة مساقات رئيسة لتدريس المنتسبين وهي اللغة العربية، والذكاء الانفعالي، والاتصال والتواصل، وتاريخ دولة الإمارات، واستشراف المستقبل بالإضافة لمادة أخلاقيات الإعلام والوعي الأمني وذلك بصفتها الركائز الأساسية للعمل الإعلامي.