عثمان العمير

اعتبر رئيس تحرير جريدة "إيلاف" الإلكترونية، عثمان العمير، أن الصحافة المطبوعة بشكلها التقليدي فقدت قدرتها على التأثير القوي في الجمهور منذ سنوات عدة، وأن استمرار وجودها حاليًا مرتبط ببعض التطور الذي واكبته في العالم الافتراضي الإلكتروني.

وأوضح "الإشكالية حاليًا أن المواقع الإلكترونية الجامدة غير المواكبة لسرعة التطور التكنولوجي الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي تحتضر، وستصير إلى المصير ذاته الذي ذهبت إليه الصحف الورقية التي لاتزال تحتفظ بالنمط الورقي فحسب".

وأكد العمير خلال جلسة "الإعلام العربي خلال العشر سنوات المقبلة وتأثير الرقمنة على الممارسات الصحفية"، أن ضمانة الاستمرار في المستقبل مرتبطة بالقدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطويعها لتوافق آليات ومعايير العمل الإعلامي.

ولفت إلى أن العاملين في الحقل الإعلامي يجب أن ينتبهوا إلى أن الجمهور لم يعد يبحث عن الوجبات الإخبارية الدسمة، بل بات يفضل نظام الوجبات السريعة الخفيفة التي تحمل له معلومة يحتاجها بشكل مختصر ومفيد.

وأشار إلى أن نمط الصحف الحكومية التي تحظى بدعم مالي كبير، ربما يمكنه الاستمرار في الطباعة والخروج للسوق لكن دون ضمانه للنجاح، لكن المشروعات الصحافية الخاصة لا يمكنها الاستمرار دون وجود دخل مالي، لذا يجب الموازنة جيدًا بين التطوير وتطويع العمل بما يجذب المعلن، وبين الحفاظ على الخط المهني.

وذكر مدير الأخبار لمنطقة الشرق الأوسط في وكالة "أسوشيتدبرس"، أيان فيليبس، أن دخول التكنولوجيا الرقمية على العمل الإعلامي أحدث تغييرات كبيرة في طبيعته، فقاعدة الجمهور اتسعت، وسرعة الانتشار باتت أوسع، ولم يعد مسموحًا بهامش أخطاء كبي، فمجرد كبسة زر على موقع إلكتروني أو تطبيق ذكي تعني النشر لأعداد كبيرة جدًا من الجمهور.

ولفت إلى أن العمل الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط محفوف بمخاطر عدة، أهمها القدرة على النفاذ إلى مصادر وأماكن المعلومات والأخبار، لذا فإن الاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا الرقمية ساعد على مواجهة هذه التحديات.