الرياض ـ صوت الإمارات
استطاعت مراسلة شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، دخول الفندق الفاخر الذي تحتجز فيه السلطات السعودية الأمراء والوزراء السابقين المحتجزين بواسطة لجنة مكافحة الفساد التي يرأسها ولي العهد محمد بن سلمان، ودخلت كاميرا "بي بي سي" إلى داخل فندق ريتز كارلتون في العاصمة الرياض الذي وصفته بـ"السجن الذهبي"، وأشارت إلى أن عشرات من الأشخاص السعوديين محتجزون بداخله وبينهم على الأقل 11 أميرًا.
وباتت مراسلة القناة، لايز دوكيت، أول صحافية تحصل على موافقة من السلطات السعودية وتدخل إلى الفندق، وبدا في المقطع الذي نشرته القناة على حسابها على موقع "يوتيوب"، الخميس، أن سيارة شرطة كانت تسير أمامهم، إلى أن وصلوا إلى داخل الفندق الفاره، ورافق الصحافية أيضًا مسؤولون سعوديون ولم يظهر بالمقطع أي من المحتجزين الأمراء، وجلست في داخل الفندق بمكان تم تسريب مقطع فيديو له ويتواجد به المحتجزون السعوديون مع بداية عمل لجنة مكافحة الفساد في المملكة.
وقالت المراسلة إن المحتجزين يبقون بمفردهم بعدما تم التحفظ على هواتفهم، مع توفير فقط إمكانية ليتواصلوا مع محاميهم وعائلاتهم ومن يديرون شركاتهم في غيابهم، وبيّن تقرير الشبكة البريطانية أن السجناء الأكثر رفاهية في العالم يتمتعون بكل وسائل الترفيه إلا "الحرية"، وإن الدولة ستسدّد تكاليف هذه الإقامة في الفندق، وبدأت الكاميرا في جولة داخل الفندق لتظهر حمامات السباحة وصالات الترفيه والبولينغ، لكن مع التأكيد على أن المحتجزين يظلون في غرفهم، كما التقت المراسلة وبجوارها مجموعة من المسؤولين بأحد المشتبه بهم الذي لم يكشف هويته لها، وأخبرها أنه يفضل البقاء في غرفته والتواصل مع محاميه.
وأضافت المراسلة أن المسؤولين السعوديين أكدوا أن الحملة لم تتحول إلى تحقيق رسمي إلى الآن، وأضافت أنهم يعتبرونها أمرا وديا برغم الأجواء المشحونة، ولفتت إلى أن المسؤولين أخبروها أيضًا بأن 95% من المحتجزين وافقوا على إعادة أموال طائلة مقابل إنهاء الأزمة والخروج من "ريتز كارلتون"، وأشارت أيضًا إلى أنها وجدت خارج "السجن الذهبي" ترحيبًا بهذا الاحتجاز و"إنهاء الفساد"، وقالت إن ولي العهد محمد بن سلمان تواجهه مخاطر في هذه الحملة حيث يخاطر بصناعة أعداء له في المملكة.
واختتم التقرير بأن ولي العهد يأمل في إنهاء الازمة قبل نهاية العام، مضيفًا أنه كلما زادت مدة احتجاز كبار الأثرياء في المملكة زادت الأسئلة والتكهنات، وكانت لجنة مكافحة الفساد احتجزت عدداً كبيراً من الوزراء السابقين والأمراء في الرابع من الشهر الجاري في حملة قالت المملكة إنها لمواجهة الفساد في السعودية ولن يستثنى منه حتى كبار العائلة المالكة.