دبي – صوت الإمارات
أكد خبراء إعلام مشاركون في جلسة "ثورة وسائل الإعلام المقبلة"، التي تم تنظيمها على هامش الاجتماعات السنوية لـ"مجالس المستقبل العالمية" في دبي أمس، أن الإعلام يشهد حالياً تغيراً في شكل المحتوى وطريقة نشره، مطالبين منتجي المحتوى الإعلامي بمواكبة التطور التكنولوجي، وأن تتجه المؤسسات الإعلامية إلى التركيز على تسخير التكنولوجيا لخدمة أهدافها.
ورأوا أن الثورة الإعلامية لن تؤثر في مهنة الصحافة، لافتين إلى أن المؤسسات الإعلامية تحتاج إلى ابتكار نماذج جديدة للتوزيع والاشتراكات لديها، لتجاوز أزمة هبوط الإيرادات، وأن تكون أكثر حذراً عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن التركيز على الدقة والصدقية، والاستثمار في مهارات الصحافيين، وإعادة النظر في طرق الوصول إلى الجمهور، بالاعتماد على التجديد والابتكار، والتميّز عن الآخرين، وقياس عمل المؤسسات بجودة المحتوى الذي تقدمه.
وأكدت وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ورئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي twofour54، نورة الكعبي، أن الإعلام في المنطقة يشهد تغيراً كبيراً في الشكل، وكيفية استخدام الأفراد له، لافتة إلى أن سلوكيات الأفراد وطريقة تعاملهم مع الأخبار اختلفت عن الماضي.
وأضافت أن القارئ يبحث عن ملخصات الأخبار وتحليلات لنتائجها، التي يحصل عليها مباشرة من التطبيقات الذكية المتخصصة التي توفر الوقت، مؤكدة أن الإعلام يشهد حالياً تغيراً في شكل المحتوى وطريقة نشره، كما شمل التغيير سلوكيات القراء، الأمر الذي يتحتم معه تغيير واضعي المحتوى لسلوكياتهم أيضاً.
وأشارت إلى أنه يتعين على منتجي المحتوى الإعلامي مواكبة التطورات التي يشهدها العالم، والتطور التكنولوجي الذي انعكس على وسائل الإعلام، وأدى إلى تغير في شكل ونمط الإعلام، وكيفية استخدام المحتوى، مبينة أن السنوات الـ10 الماضية شهدت تغيراً في اتجاهات الإعلام، فالمستخدمون لموقع التدوين "تويتر" يرون أن الصحيفة المطبوعة هي أوراق مهدورة لا يتم قراءتها.
وتابعت: "نعيش الآن في عالم مترابط، ونود أن نعرف فيه آخر المستجدات التي تطرأ عليه من زوايا مختلفة، إذ اختلفت طريقتنا في قراءة الأخبار وأصبح المستخدمون يفضلون قراءة الأخبار السريعة والمواد المصورة، ولذلك، فإن على واضعي المحتوى أن يبدلوا طريقة تفكيرهم ليعرفوا كيف سيتم نشر المحتوى".
ورأت الكعبي أن الثورة الإعلامية لن تؤثر في مهنة الصحافة التي لن تختفي، إذ إنها مهنة مهمة جداً، وتقتضي التحقق من صحة الأخبار والتطرق لأسبابها، من خلال معالجة التقارير الإخبارية والمقالات، لكن ينبغي على الجهات الإعلامية إعادة النظر في طرق الوصول إلى الجمهور، والاعتماد على التجديد والابتكار، وكيفية التميّز عن الآخرين، خصوصاً أن وسائل الإعلام الآن متشابهة في ما تقدمه للجمهور.
وتطرقت الكعبي إلى أهمية مفهوم استدامة الإعلام الذي يشكل تحدياً كبيراً للمنطقة، ويمكن تحقيقه عن طريق الاستثمار في تدريب الكوادر العاملة في وسائل الإعلام، والنظر بشكل أوسع للتدريب الذي يتلقاه الصحافي، وقياس عمل المؤسسات بجودة المحتوى الذي تقدمه، فضلاً عن ضرورة التوجه للشباب من خلال المحتوى.
وأوضحت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى المري، إن "الدقة والمسؤولية والصدقية هي ما يجب أن تركز عليه المؤسسات الإعلامية في الوقت الراهن"، مشيرة الى أن السنوات الماضية شهدت تغيراً أساسياً وكبيراً في مسيرة الإعلام، مع انتشار اعتماد المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعربت المري عن اعتقادها بأن المشهد الإعلامي سيشهد تغيراً جذرياً، خصوصاً في المؤسسات الإعلامية التي يجب أن تتأقلم مع تلك التغييرات.
وتابعت: "بالنسبة إلى منطقتنا العربية، فقد لوحظ هذا التغيير، وهنا يجب على المؤسسات الإعلامية أن تواكب هذا التغيير في تطور قطاع الإعلام، فالمستخدمون يبحثون عن مصدر موثوق للمعلومات، والصدقية من سمة الصحافة".
وسلطت المري الضوء على إعلام الجمهور أو المواطنين، موضحة أن كل شخص اليوم أصبح صحافياً، ولديه القدرة على الولوج إلى المعلومات كافة، ومشاركتها مع الآخرين، مشيرة إلى أن هذا أمر إيجابي إذا ما تم تأسيس منصات إعلام اجتماعي تخدم صناعة المحتوى، وتؤسس لأجواء من التعايش بين وسائل الإعلام الرسمية وهذه المنصات، مع مراعاة الصدقية في نقل المعلومة.
وعن أهمية الابتكار في صناعة المحتوى، قالت المري إن وحدة "التكنولوجيا والإعلام" دائماً ما تنتج ابتكاراً في المحتوى، وهو أمر حرصت دبي على الاستفادة منه، عندما أسست مدينة دبي للإعلام، إلى جانب مدينة دبي للإنترنت، لتجمع بين الإعلام والتكنولوجيا، ولذلك، فإن من الضروري أن تتجه المؤسسات الإعلامية إلى التركيز على تسخير التكنولوجيا لخدمة أهدافها.