منتدى الإعلام الإماراتي الثاني

استهل منتدى الإعلام الإماراتي الثاني أولى جلساته بمناقشة" محتوى الإعلام رهان المستقبل " أدارتها الكاتبة عائشة سلطان، وشارك فيها كل من: ظاعن شاهين مدير عام قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام رئيس التحرير التنفيذي، وعائشة تريم رئيسة تحرير صحيفة " غلف توداي"، ومحمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، ومحمد العتيبة رئيس تحرير صحيفة "ذا ناشيونال".

وأجمع المشاركون في الجلسة الأولى على أن التقنية وتقدم العصر يفرضان تحديات وتغيرات يجب التأقلم معها والحرية نسبية وسقفها غير مستغل، وأعربت عائشة سلطان عن عميق شكرها وامتنانها للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،على دعمه للإعلام والإعلاميين واعتبارهم أحد روافد التنمية الهامة والحساسة في أي مجتمع.

وأفاد ظاعن شاهين بأن الحديث عن المحتوى يستوجب العودة إلى البدايات المتعلقة بالإعلام في السبعينات والثمانينات، حيث كان الإنتاج الاعلامي في ذلك الوقت لا يتعدى 2 أو 3 %، كما أن الوسائل والإمكانيات تطورت في التسعينات فدخل الإنترنت إلى عالم الإعلام وغير بعض أشكال التداول الصحافي، وأكد شاهين أن الإمارات ليست بمعزل عن العالم الصغير، وأن الصحافة في أميركا وبريطانيا توقفت عن الصدور ورقياً، وانتقلت إلى الالكتروني قبل عام 2013، الا انها عادت الآن من جديد إلى الصحافة الورقية لأن الاعلان على الموقع الالكتروني لا يحقق معادلة المصلحة للمعلن ، فالموقع الالكتروني يختلف عن الصحيفة ووسائل التواصل الاجتماعي.

وعن أسباب تغيير شكل صحيفة الاتحاد مؤخراً أجاب رئيس تحريرها محمد الحمادي أن ذلك جاء لأجل الوصول إلى القارئ في ظل تغير التحديات، وأضاف إن على كل وسيلة اعلامية أن تعيد النظر في وضعها وتغير نفسها لأجل القارئ بما يتماشى مع رغباته والتطورات الهائلة في مجال التواصل.

وتساءلت سلطان عن الصحف غير الناطقة باللغة العربية والتي يعتبرها البعض أنها ترضي الجمهور أكثر وأنها أكثر جرأة من الصحف العربية، أجابت عائشة تريم رئيسة تحرير صحيفة غلف توداي أنه لا فارق كبيراً بين ما تنشره الصحف المحلية باللغتين العربية أو الإنجليزية، حيث تحرص هي وفريق عملها على معالجة الأخبار المحلية من منطلق الثقافة الإماراتية والمبادئ المجتمعية، مؤكدة حرص الكثير من أبناء الجيل الجديد على قراءة الأخبار المحلية باللغة الإنجليزية، وهو ما يجعل معظم الصحف الإنجليزية التي تصدر داخل الدولة تتجه إلى المعالجة المحلية للأخبار.

وأوضح محمد العتيبة رئيس تحرير صحيفة "ذي ناشيونال"، أن هناك فارقاً طفيفاً في معالجة المحتوى العربي باللغة الإنجليزية في الصحف المحلية، حيث يتسم الخبر المصاغ إنجليزياً ببعض الجرأة في الطرح، وذلك تبعاً لطبيعة المتلقي الذي يمكنه التقاط الخبر من أية وسيلة بكل سرعة وسهولة.

وتحول الحديث عن المحــتوى إلى سقف الحرية الذي يمكـن أن يتمتع به هذا المحتوى، حيث قال ظــاعن شاهين: الحرية مسألة نسبية واعتـــقد أن الصحيفة بإمكانها ان ترفع أو تنزل سقف الحرية من خلال " حارس البوابة" الذي يتحكم بمستوى هذه الحرية، ويجب الاعتراف أن المجتمع هنا بالغ الحساسية، فثقافة المجــتمع لا تسمح كثيراً بتلك الحـــرية فــي حــين تغــــض الطــرف عنها فـــي الصحف الأجنبية، فالمعيار الذي تتبعه الصحف الاجنبية معــيار اجــنبي بمعنــى أنها تكــتب المشكلة بهدف حلها، أما الصحف العــربية إذا كتبت عن سلبية ما أو مشكلة تقوم الدنــيا ولا تقعد كأنها ارتكبت جريمة، حيث يتم غض الطرف عن الجرائد الاجنبية في حين السوط موجه إلى الجرائد العربية بحجة أن الجرائد الأجنبية " من يقرأها؟"

وتحدث الحمادي حول حرية الصحافة التي تشغل بال الكثير من الإعلاميين المحليين، والسقف المتاح لنقد المسؤولين، مشيرا إلى الحاجة الملحة لتطوير التشريعات والقوانين المنظمة للمطبوعات . وفي ختام الجلسة تحدث ظاعن شاهين عن إشكالية هامة تتمثل في أن كل وسائل الاعلام والمؤسسات الاعلامية لا تصرف على التدريب ولا تخصص له ميزانية لأجل تطوير قدرات محرريها والعاملين لديها، مطالباً بتخصيص مبالغ كبيرة لهذا الجانب لما له من أهمية في الارتقاء بالإعلام.