وكالة أنباء البحرين

أكد شباب بحرينيون أن أصواتهم حق لا يمكن التنازل عنه أو عدم استخدامه ، مشيرين إلى أن تجربة المجالس النيابية يجب أن تستمر وتتطور للأفضل ، وقالوا إن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى قد فتح الأبواب لمستقبل يمكن للشباب أن يرسم سياساته من خلال استعمال حقه في التصويت واختيار من يمثله في المجلسين التشريعي والبلدي.

جاء ذلك في استطلاع خاص للرأي أجرته وكالة أنباء البحرين " بنا " حول رأي الشباب البحريني وموقفهم من العملية الانتخابية المنتظر إجراؤها في الشهر القادم ، حيث قالت المحامية " شيماء محمد عبدالعزيز " إن الانتخابات النيابية في هذا العام تعد من أهم التطورات الديمقراطية التي تشهدها المملكة في هذه المرحلة لأنها تحدد وترسم حاضر المواطن ومستقبله، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات جاءت في فترة سياسية حرجة يحاول فيها البعض عرقلة المسار الإصلاحي، وذلك بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها، وهي الدعوة التي لم تلق قبولا ولا استجابة في أوساط الشباب البحريني، مؤكدة أحقية كل شاب في اختيار قراره دون ضغط أو إرغام من أي طرف، كما أن من حقه اختيار من يمثله في البرلمان، وهذا حق كفله الدستور للمواطنين كافة، وبخاصة الشباب باعتبارهم عماد نهضة أي أمة ومستقبلها.

وذكرت أن تجربة المجلس النيابي المنصرم كانت تجربة جيدة إلى حد كبير، حيث قام المجلس بمناقشة وطرح العديد من المشاكل والمواضيع التي تتعلق بالاحتياجات المعيشية للمواطنين، فضلا عن متطلبات تطوير البنية الدستورية والقانونية لمؤسسات الدولة، مؤكدة أن استمرارية التجربة وانتظامها دون معوقات أمر مهم لاستكمال البنيان الديمقراطي للمشروع الإصلاحي الذي اختطته البحرين لنفسها، مشيرة إلى اقتناعها الكامل بتحقق العديد من المكاسب السياسية من خلال هذه المجالس النيابية شريطة أن يشارك الشباب البحريني بكل قوة وفاعلية في العرس الديمقراطي المقبل.

وحول رؤيتها لتفاعل المترشحين مع الشارع، أكدت المحامية شيماء أن الناخب البحريني الشاب حظي باهتمام كبير من قبل الدعاية الانتخابية للمترشحين، الذين لجأوا للكثير من الآليات والوسائل التي تستهدف عرض برامجهم الانتخابية، مشيرة إلى أن الناخبين الشباب أصبحوا شبه مثقفين سياسيا، ولديهم الوعي الكافي بأهمية المشاركة الانتخابية والنواب الأكفاء الذين يتعين عليهم اختيارهم للتعبير عنهم في المجلس القادم.

وأضافت أن التجربة البرلمانية البحرينية في طور التقدم والازدهار، وفي كل مرحلة لاحقة يتطور وعي الناخب الشاب ليصبح على إدراك شامل بثقافة الانتخابات وضرورة المشاركة السياسية، لافتة إلى أن بعض المترشحين قد يعمدون إلى تقديم الإغراءات المادية وتوسيع دائرة أحلام المواطن فيما يتعلق بالأمور المعيشية ليصلوا بها إلى درجة من الخيال، وهي أمور بات المواطن البحريني عامة والناخب الشاب تحديدا على دراية بها ويرفضها في قرارة نفسه، وذلك لإيصال ممثلين حقيقيين للبرلمان يستحقون صوته وقادرون على تمثيله والتعبير عنه.

وقال الناشط الاجتماعي "أسامة الشاعر" إن هناك ثمة قضايا مهمة تشغل الناخبين البحرينيين، وبالذات من الشباب، وأنه بناء على هذه القضايا ستتحدد نتائج الانتخابات النيابية المقبلة، مشيرا إلى أن أبرز الملفات التي تشكل توجهات الناخب البحريني تتعلق بتطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل والحصول علي مسكن مناسب والارتقاء بالمستوي التعليمي إلي جانب العديد من القضايا الحياتية والسياسية الأخرى التي تشغل اهتمامات الشباب.

ولفت إلى أن المترشحين يعتمدون على أساليب مختلفة للتأثير على الناخبين، خاصة من فئة الشباب، ومن بينها وسائل الاتصال السمعية والبصرية ووسائل الاتصال الحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي واللقاءات المباشرة من ندوات واجتماعات وزيارات ميدانية وأيضا المعلقات واللافتات العملاقة وغيرها من أجل الوصول إلى عقل الناخب الشاب وإقناعه بتميزه وتفرده، مضيفا أن الناخبين من الشباب البحريني أصبح لديهم وعي جيد لكافة العوامل التي تؤثر على توجهاتهم، وبإمكانهم التصدي لجميع المؤثرات المباشرة وغير المباشرة، مرجعا ذلك إلى انتشار الثقافة الانتخابية التي اكتسبها الشباب علي مدار السنوات السابقة وخوفهم من تكرار واستنساخ سلبيات التجارب الماضية.

وأكد الشاعر أن الخطاب الديني ولغته أصبح لا يؤثر كليا على الناخب البحريني، سيما من الشباب الواعي، لافتا إلى أن الناخب الآن يمكنه التفرقة بين القضايا السياسية وغيرها من القضايا التي لا تلعب فيها الكفاءة والدور والفاعلية النيابية الدور الحاسم، وأوضح أنه لا يمكن أن يختار الناخب مرشحه فقط لورعه أو سمته، بل إن هناك اعتبارات عديدة ومقومات يجب توفرها في المرشح الذي سيمنحه الناخبين الشباب أصواتهم.

"محمود صلاح"، مترجم للغة الإسبانية، وهو شاب بحريني يعمل خارج المملكة حاليا، أكد أن الانتخابات البرلمانية والبلدية التي تم الإعلان عن انطلاقها في نوفمبر القادم، تحظى بمتابعة كبيرة في الخارج، وأنه لاحظ ذلك من متابعته لصحف أجنبية وتعامله مع شخصيات ربما لم تأت يوما لزيارة البحرين، مؤكدا أن من يلتقيهم وتعامل معهم يطرحون الكثير من الأسئلة حول الشرق الأوسط والخليج العربي، ولديهم دراية كاملة بما يجري في المملكة.

وأشار إلى أن أهمية الانتخابات البرلمانية تزداد عاما بعد آخر، خاصة وأنه الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني ضمن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومعه تزداد الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتزداد رقعة البحرين على الصعيد العالمي بتواجدها البارز في محافل عالمية، وبكوادرها التي تمثلها، وقال إن تلك الكوادر ما هي إلا نتاج للمشروع الإصلاحي الذي شمل شتى مناحي الحياة، مؤكدا أن المجلس التشريعي يعد إحداها.

وطالب المحامي "فهد الذوادي" جميع الشباب بالتكاتف من أجل إنجاح هذا العرس الديمقراطي الكبير للمملكة، والمشاركة فيه بشكل فاعل، مؤكدا بأن الجميع بات على أهبة الاستعداد للمشاركة لأنه مستقبل المملكة ومستقبل أبنائها وشبابها، ومسئولية كل فرد أن يضع بصمته في رسم هذا المستقبل وأن يتحمل المسئولية، فلا يمكن لأحد أن يلقي باللائمة على الأجهزة بينما يرفض في ذات الوقت المشاركة في اختيار من يمثله ليراقب عمل هذه الأجهزة ويرسم سياساتها.

وأعرب الذوادي عن عميق شكره إلى القيادة الرشيدة بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لحرص جلالته على إنجاح العرس الديمقراطي وإخراجه بصورة مشرفة تسمح للجميع بأن يختار من يمثله، وقال إن مواقف القيادة تؤكد ترحيبها بمشاركة الجميع ولا تريد لأحد أن يختفي من المشهد حتى لو كان هذا برغبة منه، فقد شدد جلالة الملك المفدى على أهمية المشاركة في العملية الانتخابية، وللشباب النصيب الأكبر بإذن الله في هذه الانتخابات.