كمبالا - أ.ف.ب
دراجات الاجرة النارية المعروفة باسم "بودا بودا" التي تجوب شوارع العاصمة الاوغندية كمبالا سريعة وبخسة الكلفة الا انها خطرة جدا... وتسعى شركة ناشئة محلية الى تبسيط توافرها من خلال الهاتف النقال على شاكلة تطبيق "اوبر" الذي يثير جدلا، على ان تشدد اكثر على مسألة الامان.
وسيلة الاجرة هذه ولدت بعد الاستقلال عند الحدود بين كينيا واوغندا حيث كانت الدراجات تنقل السلع والركاب في المنطقة العازلة الواقعة بين مركزين حدوديين متباعدين احيانا فيما تحول الترتيبات الادارية من دون الوصول اليها في السيارة.
ومن هنا اتت تسميتها "بوردر تو بوردر" (من حدود الى اخرى) والتي استحالت باللهجة المحلية "بودا بودا" في كل ارجاء شرق افريقيا وهي غالبا ما تختصر بـ"بودا".
وهي اقل كلفة من سيارات الاجرة وتلتف على ازمة السير الخانفة في العاصمة الاوغندية الا ان سمعتها سلبية جدا لانها غالبا ما تتعرض لحوادث خطرة.
فحوالى 40 % من الاصابات التي تعالج في مستشفى مولاغو الوطني في كمبالا عائدة الى حوادث بودا-بودا على ما اظهرت دراسة اجراها المستشفى بالاشتراك مع جامعة ماكيريري في العاصمة الاوغندية.
وقد نجا سيبفر تومسويسيغي قبل ست سنوات من حادث مريع لم يكلفه حياته بل كلفه غاليا من عملية جراحية ابقته في المستشفى اسابيع عدة على نفقته واشهر من النقاهة من دون اي عائدات.
ويقول سائق البودا-بودا البالغ 36 عاما "كنت قلقا على زوجتي واولادي. واجهت صعوبة في دفع الايجار والاقساط المدرسية".
وقد تعافى من اصابته في الرأس واستأنف عمله الذي يدر عليه حوالى 20 الف شيلينغ اوغندي في اليوم (ستة يوروهات) اي افضل بقليل من معدل الاجور المقدر في البلاد.
ويؤكد انه تعلم بقسوة اهمية السلامة ويريد الانضمام الى صفوف "سيف بودا" (بودا امنة) وهي شركة ناشئة محلية هدفها جعل الرحلة في البودا اسهل واكثر امنا.
ويقول ريكي رابا تومسون (28 عاما) احد مؤسسي هذه الشركة وهو سائق بودا منذ اربع سنوات وينظم زيارات للمدينة على دراجات نارية "سمعة البودا-بودا سيئة. نريد ان نؤكد ان دراجاتنا آمنة. من خلال فرض سمعة جيدة سنجذب عددا اكبر من الزبائن ونكسب المزيد من المال".
انشئت "سيف بودا" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وباتت تضم نحو مئة سائق مسجل موزعين على 20 محطة عبر المدينة يمكن للزبائن تحديد مكانها والاتصال بها بفضل تطبيق للهواتف النقالة.
ويتلقى السائق لدى "سيف بودا" دروسا في قيادة الدراجة النارية وصيانتها وتدريبا على خدمة الزبائن والاسعافات الاولية يوفره الصليب الاحمر الاوغندي. وفي مقابل اشتراك قدره عشرة الاف شيللينغ (3 يوروهات) اسبوعيا يحصل على هاتف ذكي وسترة عاكسة للضوء وخوذتين واحدة له والثانية للزبون.
انضم جمعة كاتونغولي (32 عاما) الذي امضى ست سنوات متجنبا الحفر في شوارع كمبالا مع راكب او عدة ركاب وراءه، الى "سيف بودا" بعيد اطلاقها. ويؤكد الرجل وله اربعة اطفال انه كسب زبائن منتظمين وانه يحقق عشرة الاف شيللينغ اضافي في اليوم.
وقد نصح زبون كان يقوده في جولة في المدينة، رابا ان يتوجه الى ماكسيم دودونيه وهو شاب بلجيكي في الثلاثين لكي يساعده على تطوير تطبيق لتحسين خدمة البودا وسلامتها.
ومع البلجيكي الشاب وخبير اقتصاد اسكتلندي يدعى اليستر سوسوك وشركة "هيهي لابز" الرواندية للتكنولوجيا النقالة، اسس "سيف بودا" التي تسمى احيانا "اوبر الدراجات النارية" في اشارة الى الشركة الاميركية العملاقة التي تربط الزبائن بسائقي سيارات اجرة.
ويؤكد سوسوك ان التحقق من سوابق السائقين وعملية التدريب الطويلة التي يخضعون لها تجعل من "سيف بودا" مختلفة عن اوبر التي تتعرض للكثير من الانتقادات عبر العالم.
ويشدد على أن "الصعوبات الاخيرة التي تواجهها اوبر في الهند تظهر المشاكل التي يطرحها غياب الاشراف والمراقبة" مشيرا الى ان "المستوى العالي لسائقي" شركته.
وعملية الاختيار صارمة جدا بحيث ان ثمة 250 سائقا على قائمة الانتظار الان.
وتأمل الشركة ان يصل عدد دراجاتها النارية الى الالف في كمبالا بحلول نهاية السنة الحالية على ان تتطور لاحقا في دول اخرى في المنطقة او حتى ابعد منها.