خصصت نيجيريا موقعين لبناء مفاعلات نووية فى محاولة لتدارك أعطال الكهرباء التي تعوق منذ عقود نمو أكبر اقتصاد في إفريقيا.
ونقلت مجلة "جون أفريك" الفرنسية عن شركة "روساتوم" الروسية المملوكة للدولة – والتي تجري محادثات مع نيجيريا بشأن بناء مفاعلات للطاقة النووية – قولها إنه تم تحديد موقعين في هذا البلد الإفريقي الأكبر من حيث عدد السكان في القارة السمراء لبناء أربعة مفاعلات نووية.
ولم يكشف أى من الجانبين النيجيري والروسي عن مكان هذين الموقعين إلا أن مصدرا من وكالة الطاقة النيجيرية أشار إلى احتمال بناء المفاعلات النووية في ولاية "أكوا ايبوم" جنوب شرقي نيجيريا وولاية "كوجي" شمالي البلاد.

وأفادت شركة نقل الكهرباء النيجيرية أن قدراتها الإنتاجية تترواح بين 6 الاف و7 الاف ميجاوات، تنتج محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز 80 % منها لسد احتياجات السكان الذين يقدر عددهم بحوالي 170 مليون نسمة . فيما أعلن مجلس الطاقة العالمي أن وكالة الطاقة الدولية نشرت تقريرا رسميا يفيد أن الكهرباء لا تصل إلى منازل 87 مليون نيجيريا تقريبا.
وتفوق القدرات الانتاجية للكهرباء فى جنوب إفريقيا عن نيجيريا سبع مرات على الرغم من ان عدد سكانها يقل عن نيجيريا ثلاث مرات ، ولا تمتلك نيجيريا أى خبرة في مجال تطوير وتشغيل المفاعلات النووية غير أن لديها مفاعلات صغيرة مخصصة لأغراض البحث العلمي تنتج 30 كيلووات حسبما أوضح فرانكلين اريبامو اوزايزاي مدير عام مفوضية الطاقة الذرية النيجيرية على الموقع الإلكتروني للمفوضية.

وذكر مصدر داخل شركة "روساتوم" أن تكلفة بناء المفاعل النووي الواحد تبلغ ما بين خمسة وثمانية مليار دولار فيما لم توضح نيجيريا حتى الآن سبل تمويل بناء تلك المفاعلات ، وهي مسألة جوهرية نظرا لأن موارد الدولة المالية تدهورت كثيرا جراء انهيار أسعار النفط باعتباره أهم سلعة تعتمد عليه في صادراتها.
يذكر أن روسيا ونيجيريا وقعتا في مارس 2009 على عقد مبدئى لدعم نيجيريا في تطوير البنية التحتية للمفاعلات النووية لأغراض مدنية ، وترتب على ذلك توقيع اتفاقية في أبريل 2015 بين رئيس مفوضية الطاقة النووية النيجيرية وشركة "روساتوم" الروسية لبناء أربعة مفاعلات نووية.
جدير بالذكر أن الاستثمارات الدولية لشركة "روساتوم" الروسية الحكومية بلغت العام الماضي 101,4 مليار دولار بعد توقيعها اتفاقات لبناء مفاعلات نووية في كل من المجر، والهند، وإيران، والأردن.