أبوظبي - سعيد المهيري
اهتمام الإمارات بإرساء بنية تحتية، لإعادة التدوير خطوة مهمة في الحفاظ على الموارد، في جانب حماية البيئة، وفطنت الإمارات إلى قيمة استخدم المخلفات الناتجة عن النفايات، وإعادة تدويرها، بما يحمي البيئة، والتخلص منها أيضاً، وتقليل نسب التلوث الناتجة عن حرق المخلفات وتدويرها إلى صناعات نافعة . ويمثل مركز شركة بيئة لادارة النفايات في منطقة الصجعة الصناعية بالشارقة أحد الجهود البارزة في هذا المجال .
عن أهم المواد القابلة للتدوير تقول ميرة تريم مدير إدارة التثقيف البيئي والخدمات في شركة بيئة بالشارقة: "هدفنا في الشركة تعزيز خدمات إدارة النفايات، وإيجاد سبل للحفاظ على البيئة في الإمارات، بشكل عام، والشارقة بشكل خاص" .
وأضافت "في هذا الإطار قمنا بتأسيس مركز شركة بيئة لإدارة النفايات في منطقة الصجعة الصناعية في الشارقة، وهذه المواد تتيح لنا إمكانية إعادة تدوير العديد من المواد، كونه يضم أفضل وأكبر المرافق لإعادة تدوير النفايات في المنطقة والعالم، حيث يشتمل المركز على عدة مرافق أحدها لاستعادة المواد، يعتبر الثالث من نوعه على مستوى العالم، من حيث الحجم، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط" .
وأكدت تريم "يضم المركز أيضا، منشأة إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم، ومرفقا لإعادة تدوير الإطارات ومصنعا للسماد، والبحيرات الصناعية للزيوت، وبرك تبخير المياه العادمة، ومصنعاً لتقطيع السيارات، الغرض الرئيسي منه، تقطيع هياكل السيارات القديمة، وغيرها من الخردة المعدنية الخفيفة، والفصل بين المكونات المعدنية، لإعادة تدويرها، فضلاً عن خدمة إتلاف الوثائق الخاصة وإعادة تدويرها، إلى جانب، مكب النفايات الذي يعدّ الأكبر من نوعه في العالم" .
أما الطريقة المثلى للاستفادة من المواد التي يعاد تدويرها فتقول تريم إن استخدام المواد المُعاد تدويرها، له مردود إيجابي من الناحية الاقتصادية، حيث تسهم في التقليل من استيراد العديد من المواد الأولية الضرورية للصناعة التي تدخل مجددا في العملية الاقتصادية، وذلك من خلال إعادة تصنيع النفايات المنزلية، أو بعض مكوناتها، كما أنها تسهم أيضاً في التقليل من استهلاك الطاقة في عمليات التصنيع .
تضرب تريم مثالا على ذلك قائلة: "نقدم في شركة بيئة نشارة المطاط، وهي المنتج المستدام والصديق للبيئة، والمصنوع بنسبة 99% من الإطارات المعاد تدويرها، الذي تم تصميمه كبديل لنشارة الخشب التقليدية، أو الحصى الزخرفية، أو غيرها من مواد الأرضيات" .
وتضيف تريم "يمكن استخدام هذا المنتج في الأرضيات، مثل مسارات الجري، والملاعب ذات الأرضية المعشبة، وملاعب الغولف المصغرة، والمدارس، والحدائق، والمنشآت الرياضية، وميادين الفروسية، والملاعب وممرات المشي، إضافة للعديد من المنتجات الأخرى التي يتم إنتاجها من مواد مُعاد تدويرها، بما فيها حصى الطرقات، والأرصفة، والممرات، والحدائق والتي يتم إنتاجها من إعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء" .
وأكدت "نعمل دوما على تحقيق طموحاتنا وأهدافنا، الرامية إلى جعل الشارقة عاصمة بيئية لمنطقة الشرق الأوسط، وذلك وفقا لرؤية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والهادفة إلى حماية البيئة في الإمارة، وضمان استدامتها للأجيال المقبلة" .
عن خطوات عمل مراكز التدوير تصف تريم "تبدأ عملية التدوير في جمع النفايات من مختلف المناطق، حيث يقوم قسم تنظيف التابع لشركة "بيئة" بجمع النفايات، ثم يقوم أسطولنا بنقلها إلى مركز بيئة لإدارة النفايات الكائن في منطقة الصجعة الصناعية في الشارقة، والذي يمتد على مساحة إجمالية تصل إلى نحو 75 .3 كيلومتر مربع ويمثل نهجا جديدا تماما في إدارة النفايات في المنطقة" .