رغم أن هذه الفئران قد تبدو لطيفة للألمان إلا أنها يمكن أن تتسبب في أضرار هائلة عندما تهاجم أحد الحقول بشكل جماعي، سواء كانت حقول حبوب أو ذرة أو غير ذلك، عندها يمكن أن يتكبد أصحاب هذه الحقول خسائر هائلة.تفضل الفئران العيش في تربة دافئة جيدة تحت المنحدرات كما هو الحال في مزرعة جيربشتتر أجرار ذات الضمان المحدود التي تبلغ مساحتها 1800 هكتار بمدينة جيربشتت بولاية سكسونيا أنهالت.أعلن الألماني فولفجانج بير، المدير التنفيذي للمزرعة، الحرب على الفئران قبل ثماني سنوات "بمساعدة معهد يوليوس كون للنباتات الزراعية في ميونيخ" حسبما أوضح بير.أوضحت كاتيا بورجمان من اتحاد المزارعين في برلين أن الفئران تهاجم مزارع بشكل خاص في ولايات سكسونيا وسكسونيا أنهالت و تورينجن وكذلك في منطقة راينلاند و ولاية سكسونيا السفلى.وطبقا لتقديرات الاتحاد فإن الفئران تتسبب في أضرار بقيمة 130 مليون يورو سنويا في المتوسط.درست أنجيلا لويكرس من فريق أبحاث معهد يوليوس كون للنباتات الزراعية أسلوب حياة الفئران على مدى عامين و وضعت في سبيل ذلك علامات تمييزية على أكثر من ألف فأر واستخدمت صورا التقطتها من الجو لهذه الفئران لرصد كيفية انتشارها.وجدت الباحثة أن الفئران تستخدم الجحور التي تبنيها على حافة الحقل كقاعدة لرحلاتها بحثا عن الطعام في الحقل وأنها تعود إلى هذه الجحور مرارا.أصبح من الواضح بالنسبة لبير، المدير التنفيذي للشركة، أنه ليس من الضروري مكافحة الفئران في جميع أنحاء الحقل بل بالقرب من جحورها، لذلك استخدمنا محراثا لحرث أخاديد عند حافة الحقل "استخدمنا هذا المحراث عندما واجهنا هجوم الفئران القادمة من الغابة.. وحفرنا به قنوات بعمق 15 إلى 20 سنتمترا في التربة ثم وضعنا طعاما به سم فئران".ويقوم العمال بحفر هذه القنوات منذ عامين على أطراف المزرعة "وعانت المزارع المجاورة العام الماضي من هجوم كبير للفئران ولكن المشكلة كانت محدودة جدا لدينا" حسبما أوضح بير الذي أكد أن هذه الطريقة نجحت في قتل 85 إلى 90% من الفئران وأنها أكثر فعالية من مكافحة الفئران بوضع السم في جحورها.