أبوظبي – صوت الإمارات
طبق عددٌ من الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي، اختباراً جينياً كشفوا من خلاله عن أحد أنواع الأسماك الأكثر مبيعاً في منطقة الخليج العربي، وهو "الهامور المُرقط البُرتقالي" والمعروف إقليمياً باسم "الهامور"، إذ يتم عادةً تسويقه وبيعه كنوع واحد، وهو في الواقع 3 أنواع مُختلفة، هي "إبينيفيلوس كويويدس"، و"إبينيفيلوس أريولاتوس"، و"إبينيفيلوس بليكيري".
وأوضح الباحثون، أنه يتم حالياً بيع الهامور "إبينيفيلوس كويويدس"، كنوع واحد في الأسواق المحلية، حيث يتعرض سمك الهامور للصيد المفرط في المنطقة بشكل يُعادل 6 أضعاف مستوى الصيد المُستدام.
وقام الباحثون بعمل سلسلة من الحمض النووي "الميتوكوندري" من 140 عينة من الأنسجة، والتي تم جمعها من 4 أسواق للأسماك من مُختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المُتحدة، لتحليل بياناتها، حيث كشفت تلك التحاليل عن وجود 3 أنواع مُتميزة من أسماك "الإبينيفيلوس" والذي يتم تسويقها وبيعها على أنها نوع واحد من الهامور، وفي واقع الأمر، فإن الهامور المعروض للبيع في الإمارات ليس فقط نوع "إبينيفيلوس كويويدس"، بل يضم أيضاً نوعين آخرين، هُما "إبينيفيلوس أريولاتوس" و"إبينيفيلوس بليكيري".
وذكر جون بيرت الأستاذ المُشارك في علم الأحياء في جامعة نيويورك أبوظبي: "يُعد هذا الاختبار أول تطبيق للنهج الوراثي على أسماك الهامور في منطقة الخليج، والذي هو واحد من أعلى الأنواع السمكية قيمةً في المنطقة، لافتاً إلى أن النتائج كانت مُفيدة للغاية، إذ بينت لنا أن ما يجري تسويقه كنوع واحد تحت اسم "الهامور" هو في الواقع 3 أنواع مُنفصلة".
وأضاف: "تبدو هذه الأنواع مُتشابهة، ولكنها تختلف وراثياً عن بعضها البعض، ولهذا الأمر هُناك انعكاسات هامة على كيفية إدارة مصايد الأسماك، حيث أن عمليات الإدارة السابقة، التي افترضت وجود نوع واحد فقط، باتت تحتاج للتطوير لتشمل تلك الاختلافات المُحتملة في بيولوجية الأنواع المُختلفة من أسماك الهامور".
وأوضح يوسف ايدغدور الأستاذ المُساعد في علم الأحياء في الجامعة: "تفرض معدلات تغير المُناخ، والاستغلال المفرط للموارد، والضغوط البيئية الأخرى في المنطقة، وتهديدات كبيرة على الاختلاف الحيوي والتنوع الورائي للأنواع البحرية، كما وتُسهم هذه النتائج المُكتشفة في تعزيز أهمية المُراقبة الوراثية لمُمارسات الإدارة السمكية المُستدامة".