دبي صوت الامارات
تم خلال هذه الدراسة التطرق إلى النواحي البيئية لسلحفاة المياه العذبة M . c. siebenrocki على مدار عام كامل خلال الفترة من شهر يناير ٢٠٠7 م إلى شهر يناير ٢٠٠8 م في منطقة الأحساء من المملكة العربية السعودية والتي تمثل أحد بيئات انتشار هذ ا النوع في الجزيرة العربية. اشتملت الدراسة وصفًا بيئيًا موجزًا للمنطقة وبعض التغيرات الشهرية والموسمية لبعض العوامل المناخية للبيئة كما بينت إلى أن النوع ذو انتشار واسع في منطقة الأحساء إذ يمتد انتشاره من القرى الشمالية حتى الجنوبية والشرقية حيث تنتشر في داخل المنطقة في مواطن مختلفة مثل المياه الجارية ذات الطبيعة النهرية وهي تتمثل في قنوات الصرف الرئيسية و شبه الرئيسية و المياه الراكدة كما هو الحال في بعض قنوات الصرف الفرعية و البحيرات ذات الطبيعة المستنقعيه كبحيرتي الأصفر و العيون و قنوات الري ذات المياه العذبة كقنوات توزيع المياه في المزارع و المياه ذات الملوحة العالية كالمياه الموجودة في قنوات الصرف المنتشرة في المنطقة . بينما لا توجد السلاحف في الجهة الغربية للمنطقة. كذلك أثبتت هذه الدراسة عدم وجود النوع في مدينة العقير بخلاف ما ذكر في الدراسات السابقة (Gasperetti et a.l. , 1993) .
كما كشفت هذه الدراسة عن وجود التلوث في مواطن وجود النوع بنسب عالية من البكتريا حسب اختبار (T.C.C) ،و في هذا دلالة على تلوث تلك المياه بمصادر مختلفة، كالتلوث بمخلفات الحيوانات أو تلوث التربة في القاع و التلوث بالنفايات التي يرميها السكان أو ملوثة ببعض جثث الحيوانات الميتة النافقة .كذلك كشفت الدراسة عن التلوث ببكتريا القولون (F.C.C) مما يدلل على وجود التلوث بمياه الصرف الصحي (المجاري) الذي يصرف لقنوات الصرف الزراعي المنتشر فيها النوع بكثافة . كما كشفت هذه الدراسة عن تلوث مواطن النوع بالمعادن الثقيلة .إن نتائج التلوث وخيمة على المدى الطويل بالذات فيما يخص التلوث الكيميائي حيث وجدت سلاحف مشوهة الدرع الظهري، بسبب تأثير المعادن الثقيلة التراكمي في السلاحف مما يؤثر على الخصائص الجينية فيها فينعكس على شكل تشوهات شكلية. إضافة إلى الإصابات المرضية في الأحشاء و الأعضاء الداخلية للسلاحف (كبد،الأمعاء،الرئتين). و تبين من خلال هذه الدراسة وجد أنه لا علاقة بين التلوث في مواطن وجود النوع وبين كثافة السلاحف بها، فالسبب يعود لموقع الموطن و بعض خصائصه وكثافة النباتات و بُعده و قربه من المناطق المأهولة بالسكان، وهذا يدل على مدى تحمل و مرونة السلاحف حيث تبدي تكيفا ملحوظاَ مع الملوثات .
لقد جاءت هذه الدراسة لتؤكد بشكل قاطع أن تصنيف سلحفاة المياه العذبة المنتشرة في منطقة الأحساء هو M. c. siebenrocki ،لأن بعض الباحثين كان يشكك بذلك فتم دراسة التصنيف لها وصفيا و باستخدام التصنيف عبر mtDNA .
كما تم التطرق إلى القياسات الشكلية لسلحفاة المياه العذبة حيث تم أخذ قياسات كالوزن و طول و عرض الدرع الظهري و البطني ،و أطوال الجسر و ارتفاع الدرقة الظهرية، إضافة إلى قياسات الذيل المختلفة، حيث وجد بان هناك علاقة بين تلك القياسات و الجنس. إضافة إلى ذلك فقد تم مقارنة بعض مع النويعات التي تنتمي لنفس النوع في كل من إيران و العراق .
ولقد أوضحت الدراسة الحالية ومن خلال تشريح معدة سلحفاة المياه العذبة أنها مختلطة و انتهازية التغذية حيث تتغذى على أنواع النباتات والحيوانات . كما أنها تتغذى على الحيوانات الميتة وبقايا غذاء الإنسان عندما يتوفر .، كما تبين أن السلاحف الصغيرة لاحمة ثم تتحول إلى مختلطة و انتهازية و إن كان يغلب عليها التغذية النباتية عندما تكبر .
لقد أوضحت نتائج الدراسة أن موسم النشاط التكاثري يمتد لأشهر حيث تتمتع هذه السلحفاة بنشاط جنسي لفترة ممتدة من الوقت حيث تحدث مقدمات عملية التزاوج (الغزل و المطاردات ) من نهاية فصل الشتاء و خلال فصل الربيع وتمتد فترة التزاوج لنهاية فصل الربيع حيث تبلغ ذروتها في شهر (مايو) ، و يظهر البيض ذو القشرة الكلسية في قناة الرحم في الإناث في شهري يوليو و أغسطس ،ويتم وضع البيض في نهايات شهر أغسطس .قدمت هذه الدراسة تفاصيل لسلوكيات التكاثر (الغزل،التزاوج،التعشيش،وضع البيض) .
كما قدمت هذه الدراسة تفاصيل عن سلوكيات هذا النوع و يتبين من خلال نتائج هذه الدراسة أن هذه السلاحف تنشط طوال العام بفترة نشاط أحادية في فصل الشتاء Unimodal و فترتي نشاط في الصيف Bimodal الأولى صباحية والثانية مسائية .و سجل ذروة نشاط سلحفاة المياه العذبة اثناء ساعات الصباح و قبل المساء، أما خلال ساعات منتصف النهار فقد لوحظت السلاحف وهي تتشمس. اما فيما يتعلق بدرجة حرارة الماء، فقد وجدت السلاحف غير نشطة عند درجة حرارة 12˚م . وتم الإشارة في هذه الرسالة إلى سلوكيات عديدة لهذه السلاحف كسلوك التشمس ،المراقبة،التنفس ،التبرد، الهرب و الاختباء ،العراك و سلوك حمل الصغار .
كما تم مناقشة التهديدات والمخاطر والتي تتضمن تغيير المواطن الطبيعية وسهولة الوصول إلى أماكن تكاثرها و الجمع لها لأغراض شتى و التهديد المحتمل من إدخال السلحفاة Mauremys rivulata ، و تقديم بعض الاقتراحات و التوصيات لحماية هذا النوع لأن عملية المحافظة على النوع إلى اهتمام عاجل .و لعل أهم توصية و اقتراح في هذا الصدد هو إنشاء محمية طبيعية للسلاحف في بحيرتي الأصفر و العيون تكون تحت إشراف الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية .