الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثانى

نظم الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة فعالية رفيعة المستوى حول "الإدارة المستدامة للأراضي من أجل التكيف والمرونة والأمن الغذائي" بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومؤتمر القمة المعني بالمناخ لسنة 2014، وبالتعاون مع الأمانة التنفيذية للتحالف العالمي للأراضي الجافة.
جرى تنظيم الفعالية بالتعاون مع المغرب، وألمانيا، وآيسلندا، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إضافة إلى الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
وقد افتتح الفعالية ، سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني ، مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي، حيث أكَّد على الأهمية الفائقة لموضوع الإدارة المستدامة للأراضي من أجل التكيف والمرونة والأمن الغذائي ، لاسيما أن المجتمع الدولي بصدد وضع اللمسات الأخيرة لخطة التنمية المستدامة لما بعد 2015، وإبراز الأولويات في هذا السياق.
قضايا الزراعة المستدامة والأمن الغذائي
وقال سعادته "إن دولة قطر أكدت مراراً ، وفي مختلف المحافل ، على أهمية القضايا المتعلقة بالزراعة المستدامة والأمن الغذائي والتغذية وارتباطها بالمياه والفقر والصحة والطاقة والمناخ، وعلى ضرورة أن تنال هذه المسائل الأهمية التي تستحقها في أهداف التنمية المستدامة".. مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق هذه الأهداف دون التصدي للتصحر وتدهور الأراضي والجفاف.
وأضاف "إن دولة قطر أبرزت ، بصفتها الوطنية ومن خلال مجموعة الأصدقاء المعنية بالتصحر وتدهور الأراضي والجفاف، الأهمية البالغة لظاهرة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف ، إذ تعتبرها من بين أخطر الظواهر الطبيعية ذات التأثير الشديد على جوانب عديدة من التنمية المستدامة".. لافتا إلى التشريعات الوطنية التي أولت أهمية بالغة للمسائل المتعلقة بالبيئة ، لا سيما في المادة (33) من الدستور الوطني، ورؤية قطر الوطنية 2030.
ونوَّه سعادته بأهمية التحالف العالمي للأراضي الجافة الذي يسعى إلى مكافحة التصحر والجفاف والمحافظة على البيئة، ويبني على الزخم السياسي القائم لتنسيق التعاون الدولي في معالجة الآثار الناجمة عن التغير المناخي وندرة المياه وتزايد ظاهرة الجفاف.
مواصلة الجهود لمعالجة مشاكل الجفاف والتصحر
واختتم سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني حديثه بالتأكيد مجدداً على أنَّ دولة قطر لن تدَّخر أي جهدٍ ممكنٍ من أجل مواصلة الجهود الرامية لمعالجة المشاكل المرتبطة بالجفاف والتصحر وتدهور الأراضي، وذلك من خلال العمل مع الدول والجهات غير الحكومية لتحقيق الإدارة المستدامة للأراضي من أجل التكيف والمرونة والأمن الغذائي، وذلك بالتناغم مع خطة التنمية لما بعد 2015.
من جانبه، استعرض السيد غونار براغي سيفينسون، وزير الشؤون الخارجية لجمهورية أيسلندا، تجربة بلاده التي تُعتبر أول دولة في العالم سنّت قانوناً متعلقاً بالتصحر في عام 1907 ، وركز في مداخلته على جهود أيسلندا في استعادة الأراضي المتدهورة ، بالإضافة إلى الدروس المستخلصة من التجربة الأيسلندية.
في حين أكد السيد جوزيه غرازيانو دي سيلفا ، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أن العالم سيكون بحاجة إلى إطعام 9 مليارات شخص بحلول عام 2050، مشددا في هذا السياق على ضرورة التعاون بين اتفاقيات الأمم المتحدة ذات العلاقة بموضوع الإدارة المستدامة للأراضي من أجل التكيف والمرونة والأمن الغذائي، وهي كل من اتفاقية محاربة التصحر، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية التنوع البيولوجي.
عالم واحد بدون جوع
بدوره ، استعرض السيد ستيفان شميتز، نائب مدير عام في الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا ، تجربة بلاده خاصة المبادرة التي قدمتها ألمانيا تحت شعار "عالم واحد بدون جوع".
كما استعرضت السيدة حكيمة الحيطي، الوزير المنتدب المكلف بالبيئة في المغرب ، تجربة بلادها، وذكرت أنها أول دولة إفريقية اعتمدت سياسة السدود.
وربطت الحيطي بين موضوع التصحر وأزمة الغذاء ومن ثم ظاهرة الهجرة ، والأمن والاستقرار، وقالت "إن المغرب يقع في جنوب أوروبا وشمال الصحراء والساحل، حيث من المنتظر أن يهاجر 45 مليون شخص بسبب التصحر بحلول 2025".
مرصد لمراقبة التصحر والجفاف
واقترحت الوزيرة المغربية بعض التوصيات المستخلصة من 20 سنة من تجربة بلادها لمحاربة تدهور الأراضي ، بما في ذلك إنشاء مرصد لمراقبة وضع التصحر والجفاف والأراضي الجافة.
سلام وأمن
وقدم سعادة السفير بدر بن عمر الدفع، المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة ، عرضاً حول التحالف الذي يُعنى بموضوع الجفاف والتصحر والأراضي الجافة والأمن الغذائي .. مؤكداً أن المسألة ليست موضوعاً تنموياً ، بل هي أيضاً موضوع سلام وأمن.
وأشار إلى أن 51 دولة تعاني من مشكلة الأراضي الجافة ، وأن أكثر من ملياري شخص يعانون منها.
جلسة نقاش
وقد شهدت الفعالية جلسة نقاش شارك فيها عدد من الحاضرين من بينهم ممثلة نيوزيلاندا التي ذكرت أن بلادها هي الدولة المتقدمة الوحيدة في العالم التي تستند على الزراعة .. موضحة أن نيوزيلاندا رغم أنها لا تعاني مشكلة ندرة المياه فإنها مهتمة بموضوع التصحر والجفاف وتدهور الأراضي. وأكدت ممثلة نيوزيلاندا على أهمية تبادل الخبرات ، خصوصاً تبادل التكنولوجيا.
من جانبه ، أكد السيد بروليو دي سوزا ، الأمين التنفيذي لاتفاقية التنوع البيولوجي ، على الحاجة إلى المزيد من التكامل والتنسيق بين مختلف الجهات والعمليات.
كما شاركت في النقاش ممثلة عن شبكة الأغذية الزراعية الدولية ، التي ركزت في مداخلتها على سنة الأمم المتحدة الدولية للبقول التي تم إقرارها خلال الدورة الماضية للجمعية العامة، وعلى أهمية البقول في سياق الأمن الغذائي ، فضلاً عن أهمية الشراكة بين مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع الخاص والعام والقطاع العلمي والمنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وفي ختام الفعالية، أكد المشاركون أهمية التعاون والتنسيق، وضرورة إيجاد حلول مبتكرة ومنخفضة التكلفة للتصدي للتحديات التي تواجه العالم في مجال الإدارة المستدامة للأراضي من أجل التكيف والمرونة والأمن الغذائي.