صحيفة "الجارديان" البريطانية

أكد تقرير حديث أعده المعهد البريطاني للأرصاد الجوية (ميت أوفيس) أن عام 2015 حطم الأرقام القياسية ليسجل كأكثر الأعوام سخونة على الإطلاق منذ بدء قياس درجات الحرارة في عام 1850. وأظهر التقرير، كما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم، على موقعها الإلكتروني، أن متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2015 سجل زيادة قدرها 0.75 درجة مئوية عن متوسط درجات الحرارة التي سجلت على المدي الطويل خلال الفترة من عامي 1961 و 1990، بارتفاع كبير أيضا عن الزيادة التي سجلت في عام 2014 بنحو 0.57 درجة مئوية، والتي كانت قد سجلت بدورها رقما قياسيا في هذا العام. 

ويتوقع المعهد البريطاني للأرصاد الجوية أن يحطم عام 2016 رقما قياسيا جديدا، ما يعني أن كسر الأرقام القياسية لدرجات الحرارة العالمية لثلاث سنوات على التوالي. وحذر خبراء من أن الزيادة الكبيرة التي تسجلها درجات الحرارة العالمية سنويا تنبئ بمخاوف متنامية ازاء الاحتباس الحراري العالمي وأثاره الضارة على المناخ ، ما يدعو بشدة لضرورة تنفيذ التعهدات المتعلقة بخفض الانبعاثات الكربونية والتي اتفقت عليها حكومات دول العالم خلال مؤتمر المناخ بباريس في ديسمبر الماضي.

واجتاحت موجات حرارة عالية كل من الصين وروسيا وأستراليا والشرق الاوسط واجزاء من أمريكا الجنوبية على مدار العامين الماضيين، فيما أثر التغير المناخي على بريطانيا، التي شهدت هطول كميات قياسية من مياه الأمطار في ديسمبر الماضي وتسببت في حدوث فيضانات مدمرة في أنحاء عديدة من البلاد. وتلزم اتفاقية باريس حول المناخ دول العالم بالحد من الانبعاثات الكربونية للحفاظ على درجات الحرارة بأقل من درجتين مئويتين، أو درجة واحدة ونصف إذا أمكن، لتجنب الآثار المناخية الخطيرة واسعة النطاق.