كاتماندو ـ بنا
قال مسؤولون في نيبال إن 39 من متسلقي جبال الهيملايا لقوا حتفهم وجرح 150 آخرون بسبب هبوب عاصفة ثلجية عاتية تلاها انهيار جليدي.
وأضاف المسؤولون أن متسلقي الجبال كانوا يعبرون طريقا معروفا يسلكه متسلقو جبال الهيملايا عندما هبت العاصفة الثلجية.
وبعد أربعة أيام من جهود الإنقاذ، نجحت السلطات في إنقاذ 384 شخصا منهم 216 أجنبيا في أسوأ كارثة يتعرض لها متسلقو جبال الهيملايا هذا العام.
كما يعاني العديد من الناجين من آثار حادة للصقيع على إثرها يجب بتر أطراف بعضهم.
وحلقت طائرات هيلوكوبتر الإنقاذ على علو 5790 مترا بحثا عن ناجين، وقالت الحكومة النيبالية إن الأولوية كانت إنقاذ 22 متسلقا علقوا في العاصفة الثلجية.
وعلق المتسلقون في ممر ثورانغ لا ويواجهون نقصا في إمدادات الأغذية والماء، وحاولت طائرات الهيلوكتبر إنقاذهم لكنها فشلت في الهبوط بسلام بالمنطقة وسط مخاوف من إمكانية وجود المزيد من الجثث مدفونة تحت الجليد.
وأضافت الحكومة النيبالية أن مسار تسلق الجبال، المعروف بممر "ثرونغ لي" عند أعلى نقطة في منطقة أنابورنا سيركويت، أصبح أكثر أمانا في الوقت الحالي بعدما أزال الجيش الثلوج التي خلفتها العاصفة.
وأكدت أن لديها معلومات عن وجود ناجين يتراوح عددهم من 20 إلى 25 شخصا بالمنطقة وأنهم في أمان.
وذكرت "بي بي سي"، إنه لم يتضح بعد عدد المتسلقين الذين تحددت أماكنهم وعدد من هم في عداد المفقودين الا أن ضحايا الحادث الذين تم التعرف عليهم هم من جنسيات عدة، إذ كان بينهم نيباليون، وصهاينة، وهنود، وسلوفاكيون، وبولنديون.
وتواجه مهمة السلطات المزيد من التعقيد في ضوء وجود الآلاف من المتسلقين في نيبال في هذا الوقت من العام.
كما يزيد من التعقيد محدودية الموارد المخصصة للإنقاذ ووجود أغلب المفقودين وجثث الضحايا عند الحد الأقصى من الارتفاع الذي يمكن لطائرات الهليكوبتر بلوغه.
وتعاني نيبال من ضعف الموارد المخصصة للإنقاذ مع أنها تجني عائدات ضخمة من نشاط التسلق حيث يتوافد الآلاف من متسلقي الجبال ومحبي التنزه في المناطق الجبلية الذين يتهافتون على جبال الهيمالايا كل عام.
وكان هذا العام داميا في تاريخ الرحلات الجبلية في نيبال، إذ لم تكن العاصفة الثلجية هي الحادث المروع الوحيد هذا العام ففي إبريل الماضي، شهدت قمة إفرست انهيارا جليديا أودى بحياة 16 من مرشدي الجبل من جماعة الشيربا وأسفر عن تراجع حاد في عدد الرحلات إلى أعلى قمة جبلية في العالم. كما يزيد من الأثر السلبي للكارثة الأخيرة أنها جاءت في ذروة موسم التسلق.