دبى - وام
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة مع دول العالم الأخرى غدا باليوم الدولي للتنوع البيولوجي من كل عام تحت شعار "التنوع البيولوجي من أجل التنمية المستدامة" وذلك للتأكيد على المساهمة المهمة التي يوفرها التنوع البيولوجي والنظم البيئية المختلفة في تحقيق التنمية المستدامة والأهداف التنموية للمجتمع الدولي لما بعد عام 2015 لا سيما المرتبطة بالحد من الجوع والفقر.
وأوضح الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه في بيان صحفي بهذه المناسبة أن الحياة تعتمد بصورة رئيسية على السلع والخدمات التي يوفرها التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية وفي مقدمتها الهواء النقي والمياه والغذاء والدواء بالإضافة إلى فرص المعيشة حيث تعتمد نسبة مهمة من سكان العالم بصورة مباشرة وغير مباشرة على ما يوفره التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية من فرص علاوة على الدور المهم للنظم البيئية في التخفيف من تغير المناخ لا سيما الغابات والبيئات البحرية التي توفر أدوات عظيمة الفائدة لامتصاص غازات الاحتباس الحراري.
وقال إن دولة الإمارات تواصل البناء على ما حققته من إنجازات مهمة في السنوات السابقة لتوفير المزيد من الحماية للتنوع البيولوجي والنظم البيئية المختلفة وتعزيز المكانة المرموقة التي تحتلها الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي مستندة في ذلك الى رؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنية للرؤية والخطط الاستراتيجية للحكومة الاتحادية والحكومات المحلية موضحا أنه تم مؤخرا اعتماد مجموعة مهمة من الاستراتيجيات الوطنية مثل الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي والاستراتيجية الوطنية لاستدامة البيئة البحرية والساحلية والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر وهي استراتيجيات تركز بشكل خاص على تأهيل النظم البيئية المتضررة في البيئتين البرية والبحرية والحد من الضغوط التي تتعرض لها النظم البيئية ذات الحساسية البيئية لا سيما التي تشكل موائل مهمة للأنواع النباتية والحيوانية المهددة وتوعية الجمهور وواضعي السياسات وصناع القرار بأهمية وقيمة الخدمات التي يوفرها التنوع البيولوجي والنظم البيئية .
وأكد أن تنفيذ البرامج والمبادرات والمشاريع المقترحة في هذه الاستراتيجيات سيشكل نقلة نوعية في الجهود المتواصلة للمحافظة على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية واستدامتها مشيدا بالدور المهم الذي قامت به السلطات البيئية المختصة والجهات المعنية في الدولة في الإعداد لهذه الاستراتيجيات .
وشدد على أن استمرار الجهود المنسقة بين مختلف الشركاء وتكاملها سيظل العامل الأبرز في الوصول الى الغايات والأهداف المنشودة لهذه الاستراتيجيات ضمن أطرها الزمنية المحددة وتعزيز مساهمتها في تحقيق رؤية الإمارات 2021.
وبالإضافة إلى هذه الاستراتيجيات الوطنية بدأ العمل في تنفيذ مجموعة مبتكرة من المبادرات من بينها على سبيل المثال "مبادرة إعداد خارطة الإمارات الذكية لرأس المال الطبيعي" التي تهدف الى تحديد كافة الأنظمة الإيكولوجية الهامة في الدولة وتقييم مختلف الخدمات والمنافع التي توفرها تلك النظم وكذلك مشروع "الكربون الأزرق" الذي يهدف توسيع النطاق المعرفي لمصطلح الكربون الأزرق وخدمات النظم البيئية المرتبطة به وأهمية تقييم مخزونه في البيئة خاصة في البيئات الساحلية.
ولفت إلى أن غياب مفهوم القيمة الحقيقية للتنوع البيولوجي وخدمات النظم الايكولوجية في الكثير من دول العالم أفرز ظاهرة الاستغلال الكثيف للموارد الطبيعية التي كانت أحد العوامل الرئيسية في تسارع وتيرة فقدان التنوع البيولوجي في العقود القليلة الماضية وتدهور النظم الايكولوجية.
وقال إنه في مواجهة هذه الظاهرة اعتمدت دولة الإمارات نهج الاقتصاد الأخضر وفق استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء التي تستهدف - من بين أمور أخرى - ربط خدمات التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية بالآلية الاقتصادية حيث تمثل "قيمة الموارد الطبيعية" و"الاستخدام الأمثل للموارد" عناصر أساسية في الموجهات الرئيسية المعتمدة لآلية تطبيق استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء.
وعلى الصعيد العالمي أوضح الدكتور ابن فهد أن دولة الإمارات كانت ولا تزال تلعب دورا مهما على هذا الصعيد سواء من خلال مشاركتها الفاعلة في المنظمات والاتفاقيات الدولية والمؤتمرات واللقاءات الدولية ذات الصلة أو من خلال حرصها على حشد الجهود الإقليمية والدولية لحماية التنوع البيولوجي والأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإطلاقها في مناطق انتشارها الطبيعي ومحاربة ظاهرة الاتجار غير المشروع بها .
وأشار إلى مساهمة الدولة نهاية الشهر الماضي بإتلاف أكثر من عشرة أطنان من العاج المصادر عبر المنافذ الحدودية مؤكدا أن المكانة المرموقة والاحترام التي تحظى بهما دولة الإمارات على الصعيد العالمي تجسيد للعمل الدؤوب والمتواصل الذي قامت به طوال السنوات الماضية على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي