إنفلونزا الخنازير

أصدر مركز التعليم البيئي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ورقة حقائق حول إنفلونزا الخنازير، بالتزامن مع ما أعلنته وزارة الصحة من ارتفاع عدد الوفيات بهذا المرض إلى أربعة منذ بداية العام الجاري، إضافة إلى أكثر من 300 مصاب.

واستهل المركز الورقة بالربط بين تداعيات التغير المناخي الذي تشهده دول العالم والحال الصحي، الذي يفرز أنواعا جديدة من الأمراض لم تكن معروفة في الماضي، في وقت تختفي خلاله مجموعة من الأمراض الوبائية، أو تتطور طرق علاجها والتطعيم الوقائي منها.

وأضاف أن البيئة الحاضنة للعديد من الأمراض تتأثر بالمناخ ودرجات الحرارة والرطوبة، وبالتذبذب الكبير في الحرارة، وما تشهده فصول السنة من تطورات، مثلما يعد  الهواء النقي ومياه الشرب والغذاء والمأوى الآمن أحد محددات الأمراض.

ونقلت الورقة توقعات منظمة الصحة العالمية، بأن يفضي تغير المناخ في الفترة بين 2030 و2050 إلى نحو 250 ألف وفاة إضافية سنويا، جراء سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري، في وقت تبلغ تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة ما بين 2-4 مليارات سنويا بحلول عام 2030، أما الأماكن ذات البُنى التحتية الصحية الضعيفة، ومعظمها في البلدان النامية، ستكون الأقل قدرة على التحمل ما لم تحصل على المساعدة اللازمة للتأهب والاستجابة، وفي وقت يمكن خفض انبعاثات غازات الدفيئة، من خلال تحسين استخدام وسائل النقل والغذاء وخيارات الطاقة، أن يحسن الصحة خصوصا عن طريق تقليل تلوث الهواء.

وتابعت: يساهم الارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو مباشرة في حدوث الوفيات التي تنجم عن الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية، خصوصا بين المسنين.

ودعا المركز إلى عدم إثارة الشائعات حول الفيروس، وبخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، واتخاذ إجراءات للوقاية من الإصابة بالعدوى كالحرص على عدم الاختلاط القريب أو التلامس مع أشخاص مصابين بها، والتعليق المؤقت لبعض عادات التحية الحارة "التقبيل" في المناسبات الاجتماعية؛ لأن الاستمرار في ذلك قد ينتقل الفيروس إلى عدد كبير من المواطنين بسرعة.

وقال المركز إن الحرص على تنظيف اليدين بالماء والصابون، وتفادي لمس العينين والفم والأنف، وهي الطريقة التي ينتقل بها الفيروس، مهمة جدا، كما تعتبر الإجراءات الوقائية والإرشادية ضرورية في المؤسسات التعليمية والأماكن المزدحمة ووسائل المواصلات العامة؛ لتجنب تفشي المرض.

وحث المركز المواطنين على الامتناع - قدر الإمكان- عن لمس الأسطح التي يمكن أن تكون مُلوّثة بالفيروس، فبعض الفيروسات يمكنها أن تعيش لمدة ساعتين  أو أكثر على أسطح معينة، مثل: مقابض الأبواب، وطاولات المقاهي والعمل. 

وبينت الورقة التي استندت إلى معطيات منظمة الصحة العالمية، ومواقع طبية متخصصة، إن إنفلونزا الخنازير مرض تنفسي حاد وشديد العدوى، يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A، ويتسم هذا المرض، عادة، بمعدلات إصابة عالية ومعدلات إماتة منخفضة "1%-4%"، وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض.

وتابعت: تنتمي فيروسات إنفلونزا الخنازير غالبًا إلى النمط الفرعي H1N1، ولكنّ هناك أنماطاً فيروسية فرعية تدور أيضا بين الخنازير "مثل الأنماط الفرعية H1N2 وH3N1 وH3N2"، ويمكن أن يُصاب الخنازير كذلك بفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الأنفلونزا البشرية الموسمية وفيروسات إنفلونزا الخنازير.

وأوضحت أنه في حالة الإصابة بأنفلونزا الخنازير قد يشعر المصاب بالتعب وأوجاع في الجسم والتهاب في الحلق وحمى وسعال، وأنفلونزا الخنازير في أغلب الحالات ليست خطر، لكنها قد تتطور في بعض الحالات، إلى التهاب رئوي، ومشاكل حادة في الرئتين، وقد تؤدي إلى الوفاة أيضا.

ولفتت إلى أنه في حال الإصابة بها يصبح المصاب قادرا على نقل عدوى المرض، ابتداء من يوم واحد قبل شعوره بأعراضه وحتى 7 أيام إضافية منذ اللحظة التي يبدأ فيها شعوره بالمرض وأعراضه، وفي معظم الحالات، لا يسبب الفيروس ظهور المرض لدى الإنسان، لكن العدوى قد تنتقل إلى الإنسان في ظروف معينة، في حال تعرضه للفيروس.

وأشارت الورقة إلى أنه عندما يشك الطبيب بوجود إنفلونزا الخنازير، يجري فحصا جسديا شاملا ويوجه أسئلة عن الأعراض التي يشعر بها المريض وعن وضعه الصحي بشكل عام، ويأخذ مسحة أنفية"Swab" لفحصها، وعند التأكد من الإصابة بأنفلونزا الخنازير يجب اتباع عدة خطوات لعلاجها وعدم انتشارها، كإجراء فحوص للتأكد من وجودها، والتزام البيت وعدم الذهاب إلى المدرسة أو إلى العمل، والامتناع عن الاقتراب من الآخرين أو ملامستهم، لتقليص احتمالات نقل الفيروس، إضافة إلى تغطية الأنف دائما بمنديل عند السعال أو العطس، ثم رميه في حاوية القمامة بعد الاستعمال.

وبحسب منظمة الصحة العالمية من المعروف أنّ فاشيات من هذا المرض وقعت بين الخنازير في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأوروبا "بما فيها بريطانيا والسويد وإيطاليا"، وأفريقيا كينيا"، وبعض المناطق من شرق آسيا تتضمن (الصين واليابان".

واختتمت الورقة بالورقة أن بعض البلدان تمتلك أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الأنفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على توقي ذلك المرض وعلاجه بفعالية، وتنقسم تلك الأدوية إلى فئتين "الأدمانتان "الأمانتادين والريمانتادين"، ومثبّطات نورامينيداز الإنفلونزا "الأوسيلتاميفير والزاناميفير .