حتى إشارة المرور تجمدت في قرية أويمياكون الروسية التي اختيرت كأكثر منطقة مأهولة في العالم برودة، إذ تبلغ درجة الحرارة فيها 76 درجة تحت الصفر، وهي أدنى درجة حرارة مسجّلة في القرية القريبة من القطب الشمالي. يقطن في القرية التي تتدنّى درجة الحرارة فيها في أفضل حالاتها في فصل الشتاء إلى 52 درجة تحت الصفر نحو 500 شخص من رعاة الرنة في منذ عشرينيات القرن الماضي وثلاثيناته. القرية مقطوعة عن كل أنواع التكنولوجيا بسبب فشل شركات الاتصالات في تركيب محطات تقوية تعمل بها الهواتف المحمولة وبسبب البرودة الشديدة التي تؤدي إلى تجمد الأجهزة نفسها. ويعيش معظم سكان القرية على حرق الأخشاب والفحم للتمتع بالدفء ويسكنون في منازل مصنوعة من الخشب ويقتاتون على أكل لحوم الرنة والأحصنة التي يصطادونها. والأرض هناك ليست صالحة للزارعة، وتستغرق مراسم دفن أحدهم فترة طويلة بسبب برودة التربة التي تحتاج إلى 3 أيام للتخلص من صلابتها، والسيارات هناك تترك محرّكاته تعمل لأنها قد لا تعمل مرة أخرى في حالة إطفائها من شدة البرودة، تقع أويمياكون على مسافة 350 كيلومتراً من الدائرة القطبية الشمالية وعلى مسافة يومين من مدينة ياكوتساك، وأقصر ساعات النهار فيها خلال كانون الأول (ديسمبر) ويستغرق نحو ثلاث ساعات، فيما تصل ساعات النهار صيفاً إلى أكثر من 21 ساعة يومياً مع درجة حرارة 30 درجة تحت الصفر.