دبي - صوت الامارات
انخفضت معدلات الخصوبة بين المواطنين من 5.7 إلى 2.3 طفل لكل امرأة .. مؤشرات خطيرة تنذر بتراجع عدد سكان الإمارات باعتباره المحرك الرئيسي للنمو في جميع بلدان العالم. ودفع هذا التراجع مسؤولين وهيئات وجهات رسمية لإطلاق مبادرات وتنظيم فعاليات لمواجهة المشكلة، أبرزها إعفاء المواطنين الذين يعانون مشاكل الإخصاب من الرسوم العلاجية سواء داخل أو خارج الدولة. وترجع أساب التراجع في عدد المواليد إلى عدة أسباب منها الاجتماعي والاقتصادي، ومنها ما يرتبط بطبيعة الحياة التي تعيشها الأجيال الحالية، فكثيرات من النساء يساهمن في المشكلة بتعمد تحديد عدد أفراد الأسرة بعد خروجهن للعمل، وهناك أيضاً ارتفاع سن الزواج، وحالات الطلاق والعنوسة وغيرها من الأمور الاجتماعية التي تتفاعل معاً وينتج عنها، انخفاض معدل الزواج أو عدد الأسر المستقرة، وهو ما يصب في خانة قلة المواليد.
تقول الدكتورة حصة خلفان مديرة مركز الأمومة والطفولة بالشارقة إن المؤشرات في الإمارات تظهر انخفاض عدد الوفيات مقارنة بالسنوات السابقة بنسبة 50% من عام 1990 - 2014، حيث كان عدد الوفيات 15 طفلاً من بين كل ألف طفل والآن انخفض إلى 7 حالات لكل ألف طفل، وهذا يعكس تطور الخدمات والعناية بحديثي الولادة في الرعاية المركزة والحاضنات للأطفال المولودين مبكراً». لافتة إلى «أن تقديم خدمات الوقاية في مركز الأمومة والطفولة ساعدت على خفض عدد الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة من برامج التطعيمات وبرامج لدعم الرضاعة الطبيعية وتغذية الأطفال وهو ما ساعد على انخفاض معدلات وفيات سوء التغذية وفقر الدم وحالات الإسهال». وقالت «إن المركز يقوم بتطعيم 95% من الأطفال عموماً في سن التطعيم ونأمل انخفاض معدلات الوفيات عن طريق دعم خدمات وبرامج العناية بالأطفال الحديثي الولادة والتركيز على صحة الطفل في الشهر الأول».
تقول الدكتورة مريم مطر رئيسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية «في السابق كانت الأم والابنة تحملان في وقت واحد وهذه الظاهرة قلت بشكل كبير، والمرأة الإماراتية قبل خمسة عشر عاماً كانت تنجب أولاداً كثيرين، ومع تطور المجتمع ووعي المرأة لأهمية تربية الأبناء وزيادة الأعباء والمسؤوليات، أصبحت المرأة تحدد عدد الأبناء. والظروف الاجتماعية والاقتصادية جعلت المرأة الإماراتية تخطط لحياتها مسبقاً نتيجة نضوجها واستيعابها للأمور المحيطة وأصبحت تحدد عدد الأبناء».
وأضافت «إن الأمراض الوراثية ليست سبباً في قلة الخصوبة لكن تقدم المرأة في العمر جعل بويضاتها أقل جودة، والبدائل العلمية قدمت للمرأة فرصة لاختيار أفضل البويضات مهما تقدم بها العمر وفحصها قبل أن تصبح جنيناً للتأكد من سلامتها، مؤكدة أن الخصوبة لها علاقة بسن الإنجاب، فمع تطور العلم هناك محفزات للبويضات والحمل حتى لو تخطت المرأة سن الأربعين، وبالتالي يكون لديها فرص للحمل عن طريق الإخصاب خارج الرحم»