أوصى المنتدى المغربي الألماني، الذي احتضنته الرباط اليوم الثلاثاء حول موضوع "المغرب- ألمانيا .. خمسون سنة من التعاون : جميعا نبني المستقبل"، بتعزيز وتنويع الشراكة طويلة الأمد التي استطاعت بالخصوص أن تتطابق مع أولويات المغرب. كما أوصى المنتدى، الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بشراكة مع سفارة ألمانيا بالرباط والوكالة الألمانية للتعاون الدولي وبنك التنمية الألماني احتفاء بالمسار الذي قطعته العلاقات التي تجمع المغرب وألمانيا، بتشجيع والعمل سوية من أجل التدبير المندمج للموارد المائية، وإدراج بعد التغير المناخي في تحدي الموارد المائية. ودعا المنتدى إلى إدراج التربية والتحسيس ضمن مشاريع التعاون الجارية والمستقبلية، ومنح مكانة متميزة للفاعلية الطاقية مع الحرص على مواصلة التعاون الثنائي في مجال الطاقات المتجددة.وتدارس المشاركون أيضا التطابق الأفضل بين سوق الشغل والتكوين المهني من أجل تقديم إجابات أكثر فاعلية لإشكالية البطالة من جهة، وللعمل على الاستفادة من مشاريع التعاون القائمة، داعين إلى مواصلة الاستفادة من التجربة الألمانية الجيدة والتي تحظى بسمعة جيدة في مجالات التكوين المهني في جميع محاور التعاون، وكذا الاستمرار في تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الصغيرة جدا باعتبارها محركا للتشغيل. وأوصوا بمواكبة المغرب في الجهود التي يبذلها من أجل وضع إطار قانوني ومراقبة الدولة في مجال التكوين المهني، وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتثمين التعاون المغربي الألماني في جوانب البحث والتنمية والابتكار.كما بحثوا مختلف الإمكانيات التي يقدمها التعاون، خاصة الفاعلين الجدد وأدوات التعاون ثلاثي الأطراف، مشيرين، في هذا الصدد، إلى أن ألمانيا مستعدة لمواكبة المغرب في إطار سياسة الجهوية، وتشجيع التعاون بين الجهات المغربية، والتي سيتم تعزيز اختصاصاتها في إطار الجهوية المتقدمة والولايات (لاندرز). كما أوصوا باستغلال أدوات أخرى للتمويل، سواء على المستوى الفدرالي أو الجهوي، خاصة البرامج التي وضعتها مختلف الوزارات الفدرالية المعنية والصناديق الأخرى على المستوى الجهوي، وانفتاح ألمانيا على التعاون ثلاثي الأطراف، والعمل في إطار التعاون ثلاثي الأطراف لصالح التنمية البشرية، وتشجيع تمويل تكوين المكونين في إطار التعاون الثلاثي. يشار إلى أن المنتدى المغربي الألماني، الذي ترأسته السيدة امبركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وكاتبة الدولة البرلمانية بالوزارة الفدرالية للتعاون الاقتصادي، السيدة كوردن كوب، تمحور حول ثلاثة مواضيعº تهم الماء والطاقة والبيئة باعتبارها الأسس الرئيسية لشراكة متقدمة، والكفاءة والابتكار باعتبارهما محركين لاقتصاد دائم وتنافسي، وفاعلين جدد وأدوات للتعاون باعتبارها فرصة يجب انتهازها. ويعد هذا المنتدى فضاء للتفكير والنقاش حول سبل الدفع بالشراكة والعلاقة بين البلدين، اللذين باشرا منذ ستينيات القرن الماضي تعاونا يتعلق بالمجال التنموي شهد تطورا متواصلا على مدى الخمسين سنة الماضية، بغرض جعلها نموذجا للتعاون شمال- جنوب، فضلا عن مناقشة الخطوط العريضة لشراكة متقدمة خاصة في مجالات الماء والطاقة والبيئة.