ذكر الدّكتور ياسر سعيد مدير محميَّات البحر الأحمر أنّ السِّياحة البيئيَّة من أهم مصادر الدَّخل القوميّ بعد البترول وتحويلات المصريِّين من الخارج، وأنّ الشّعاب المرجانيّة كانت سبباً لإيجاد الملايين من فرص العمل للمصريّين في السِّياحة والصّناعة، كصناعة الأثاث والبناء والمقاولات، وبناء المدن الجديدة وإنشاء الطُّرق والمطارات وآخرها مطار مرسى علم. وأوضح أنّ الصّورة تغيَّرت بشكلٍ تدريجيّ مع بداية الألفيَّة الثّالثة، وحدث التَّغيير الذي أصاب كلّ مناخ الحياة على مستوى سيناء والبحر الأحمر، لغياب السَّبب الذي كان يجذب السّائحين إلى مصر، والّذي نعاني منه بشكلٍ يهدِّد كلّ تلك الاستثمارات بالضّياع، ويغلق الملايين من البيوت التي كانت تعتمد على سياحة الشّعاب المرجانيّة. وذكر سعيد أنّ هناك عدة أسباب من شأنها تدمير الشّعاب المرجانيّة وأبرزها السّلوك الخاطئ للغطّاسين الجدد القادمين من دول لم يَعْتَدْ أهلُها ممارسة رياضة الغوص على سبيل المثال، والذين أصبحنا نفتقد وجودهم بشدة في أماكن غطسنا نظراً لغيرتهم الشديدة وحرصهم البالغ على الشّعاب المرجانيّة التي هي في أعماق بحارنا نحن وليس بحارهم هم. كما أن رياضة الغطس أصبحت مهنة ومأوى لمن لا هويّة له ولا وظيفة، والذين يريدون التشبّه بكبار مدرّبي الغطس وهم في حقيقة الأمر لا يزيدون عن حرفيّين أو عمال بالإضافة الى سلوك أصحاب المراكب الخاطئ في العقدين الماضيين بأنهم كانوا يُلقون بخطافات لنشاتهم على الشّعاب المرجانيّة، مما كان يؤدي حتماً إلى تكسيرها وتدميرها. ومن بين أسباب تدمير الشّعاب المرجانيّة إصرار الكثير من المصريِّين والأجانب حديثي الخبرة في مجال الغطس على لمس الشّعاب المرجانيَّة وهو ما يؤدي فورًا إلى قتلها، وكذلك طرق الغوص المتخلّفة، وتتسبب الزعانف التي يرتديها الغطّاسون في أقدامهم في إهالة الرمال على الشّعاب المرجانيّة وهو تماماً ما يشبه وضع يد على فم وأنف إنسان أي قتله في التوّ والحال.