الطائرة الشمسية "سولار أمبلس 2"

أقلعت الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية "سولار إمبلس 2" التي تستضيفها "مصدر" مبادرة أبوظبي فجر اليوم من أبوظبي في رحلتها التاريخية حول العالم دون استخدام قطرة وقود واحدة.

وانطلقت الرحلة من مطار البطين الخاص بأبوظبي متجهة إلى مسقط في محطتها الأولى لتتابع مسارها عبر بحر العرب لتصل في وقت لاحق إلى أحمد أباد بالهند حيث ستتوقف الطائرة في 12 محطة حول العالم قبل عودتها إلى أبوظبي بنهاية شهر يوليو المقبل.

وقاد المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"سولار إمبلس" أندريه بورشبيرغ الطائرة من أبوظبي إلى مسقط معلنا بدء إنطلاق الرحلة ويتابع القيادة رئيس مجلس الإدارة بيرتراند بيكارد من مسقط إلى أحمد آباد حيث يتبادلان قيادة الطائرة التي تتسع مقصورتها لطيار واحد في رحلة تبلغ مسافتها 35 ألف كيلومتر وتتضمن 25 يوما من الطيران موزعة على مدى 5 أشهر.

وأكد قائدا الطائرة إستعدادهما للتغلب على التحديات التي قد تشكلها عوامل الطقس لإتمام الرحلة حول العالم وتحقيق أهدافها بنجاح.

واستغرق التحضير لرحلة الطيران حول العالم من قبل فريق العمل نحو 13 عاما من العمل الدؤوب حيث جاء المشروع إستكمالا لطائرة "سولار إمبلس" ونموذجها الأول الذي حطم ثمانية أرقام قياسية عالمية.

وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر" إن "إقلاع الطائرة اليوم هي اللحظة التي طالما انتظرها فريق "سولار إمبلس 2 " فبعد سنوات من العمل وعدة شهور من التحضيرات هنا في أبوظبي انطلقت الطائرة في رحلتها حول العالم لتسهم في نشر رسالة الابتكار وتعزيز الوعي بأهمية الطاقة النظيفة وإمكانياتها الكبيرة ..

وهذه هي القيم التي تعمل "مصدر" على نشرها وتعزيزها تماشيا مع الرؤية الحكيمة للقيادة في دولة الإمارات والتي تسعى لبناء إقتصاد قائم على المعرفة والابتكار".

وقبيل انطلاق الرحلة صافح معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر الطيارين بيكارد وبورشبيرغ متمنيا لهما النجاح والتوفيق في رحلتهما التي تتزامن مع "عام الابتكار في الإمارات" والعودة بسلامة إلى أبوظبي.

وسيقوم فريق "سولار إمبلس" بالتعاون مع "مصدر" الشريك المستضيف للمشروع بتنظيم فعاليات خاصة للمدارس والجامعات في كافة محطات التوقف حول العالم للتعريف بأهمية الابتكار وتطور قطاع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.

وتشمل محطات توقف الرحلة .. مسقط وأحمد آباد وفاراناسي في الهند وماندالاي في ميانمار وتشونغتشينغ ونانجينغ في الصين وهاواي وفينيكس ونيويورك ومحطة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة لمحطتين في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

من جهة أخرى تم أمس إطلاق مبادرة جديدة بعنوان "نحو مستقبل مستدام" تهدف إلى دعم اعتماد التكنولوجيا النظيفة في جميع أنحاء العالم حيث تم اختيار عدد من الشخصيات العالمية المؤثرة كسفراء لهذه المبادرة واشتملت القائمة على عدد من السياسيين والمشاهير وضمت على الصعيد المحلي معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر .. فيما اشتملت على الصعيد العالمي .. الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو ونائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور إضافة إلى رجل الأعمال والمغامر ريتشارد برانسون والمخرج الشهير جيمس كاميرون.

وبهذا الصدد تم إطلاق حملة "نحو_مستقبل_مستدام" على الموقع الرسمي للمشروع لحشد الدعم الضروري من أجل تبني التقنيات النظيفة عالميا.

وتعتبر "سولار إمبلس 2" مختبرا طائرا صنعت باستخدام حلول تقنية قدمها فريق يضم 80 خبيرا و100 شريك واستشاري وتم تصميمها لتكون قادرة على تحمل التحديات والتحليق في الجو ليلا ونهارا دون الاعتماد على أية وقود تقليدي.

وتمتلك "سولار إمبلس 2" جناحين طويلين كجناحي طائرة "بوينغ 747" جهزا بأكثر من 17000 خلية شمسية كما يعادل وزنها سيارة عائلية وتستطيع التحليق بارتفاع يصل إلى 8500 متر بسرعة تتفاوت بين 50 إلى 100 كيلومتر بالساعة.

وتشكل رحلة "سولار إمبلس 2" حول العالم تحديا لقدرة تحمل الطيارين فهي تملك مقصورة قيادة بحجم 3.8 متر مكعب تتسع لقائد واحد وخالية من نظم التدفئة وتكييف الضغط وستتراوح الحرارة فيها أثناء الرحلة بين -40 إلى +40 درجة مئوية.

وستكون رحلة الطائرة فوق المحيط الهادي هي أكبر تحديات مراحل الرحلة حيث ستحتاج من أجل استكمالها إلى التحليق خمسة أيام بلياليها دون توقف.