ضرورة معالجة العلاقة بين المناخ والطاقة والغذاء

دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ضرورة معالجة العلاقة ما بين تحديات المناخ والطاقة و الأمن الغذائي و خاصة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي .. مؤكدة دورها النشط في مجال وضع السياسات الكفيلة بمشاركة شرائح السكان وخاصة الشباب في برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية إضافة إلى مجالات معالجة إنبعاثات الغازات الدفيئة وإيجاد الحلول الناجعة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في المنطقة برمتها.

وأشادت الدولة خلال البيان الذي أدلى به سعادة هزاع القحطاني وكيل وزارة التنمية والتعاون الدولي أمس أمام إجتماعات الدورة الخاصة الـ/ 29 / للجمعية العامة للأمم المتحدة والمنعقدة حول متابعة " تنفيذ برنامج العمل للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية لما بعد 2014 ".. بالمساهمات التي حققها برنامج عمل السكان والتنمية الذي إعتمده المجتمع الدولي قبل / 20 / عاما في القاهرة في مختلف المجالات والقضايا المتعلقة بالتنمية وحقوق الإنسان والشؤون الإجتماعية والسكانية بما فيها قضايا الشباب والمرأة والشيخوخة والإنجاب والعنف ضد النساء والصحة الإنجابية والهجرة والعمالة.

وجدد القحطاني إلتزام دولة الإمارات بهذا البرنامج بإعتباره يشكل المرجعية الرئيسية لقضايا السكان والتنمية منذ إعتماده ولما بعد عام 2014 .. داعيا إلى ضرورة الإلتزام بقرار تمديد هذا البرنامج الصادر عن الجمعية العامة لما بعد 2014 من دون أن يكون هناك عملية إعادة تفاوض على مضمونه.

ونوه بأن التقدم الملحوظ الذي تحقق في مجال بلوغ أهداف التنمية و تنفيذ برنامج عمل القاهرة لم يكن متساويا في مناطق العالم كافة .. مشيرا الى أن الملايين مازالوا يعيشون في فقر شديد ويفتقرون الى الغذاء الأساسي والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية والتعليمية.

وذكر بأن عدد سكان العالم حين تم إعتماد هذا البرنامج عام 1994 كان لا يتجاوز / 5.6 / مليار نسمة واليوم أصبح سكان العالم / 2 .7 / مليار أي زيادة بما يقرب عن / 1.6 / مليار في عشرين عاما .. متوقعا أن تتضاعف هذه الزيادة خلال السنوات الـ / 10 / القادمة.

ودعا إلى ضرورة احتواء هذا النمو وإدارته عبر مواصلة العمل الجماعي الجيد والبناء على النتائج التي تحققت بالفعل في مجالات ديناميات السكان والصحة الإنجابية و المساواة بين الجنسين مع تعزيز الجهود في مجالات التعليم والمعلومات والاتصالات لتعزيز السلوك المسؤول تجاه قضايا السكان .. وذلك في إطار من الإلتزام بالقوانين والإتفاقات الدولية ذات الصلة.

وأشار إلى أن معالجة التحديات في مجال السكان يكمن في الدرجة الأولى في تطبيق منهاج يتأسس على التنمية ومساعدة الدول النامية على النهوض بقضايا السكان .

وتطرق وكيل وزارة التنمية والتعاون الدولي .. إلى ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تضخم غير مسبوق في نسبة الشباب..مشيرا الى أن عدد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين / 15 - 29 / سنة بلغ مؤخرا / 100 / مليون شاب يمثلون / 30 / في المائة من مجمل السكان في المنطقة و هي النسبة الأعلى من عدد الشباب البالغين في تاريخ المنطقة.

وذكر أن نسبة الشباب إرتفعت في دولة الامارات من تسعة في المائة إلى / 23 / في المائة خلال السنوات العشرين الماضية.. مشيرا إلى أن الدولة استثمرت هذه الفرصة الديمغرافية عبر إنتهاجها للسياسات والبرامج الكفيلة بضمان مشاركة هذه الفئة في خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الامارات والمنطقة بشكل عام .

ونوه بأن دولة الإمارات وضعت سياسات تنموية خاصة موجهة لإعداد الشباب ثقافيا وعمليا و بدنيا لتوجيه طاقاتهم في الإتجاه الصحيح..كما حرصنت على إشراك الشباب في عملية التنمية الشاملة للمنطقة وكان من جهودها في هذا الشأن إستضافة مدينة دبي منتدى تنمية الشباب العربي خلال شهر مايو الماضي تحت رعاية الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة وصندوق الأمم المتحدة للسكان مشيرا الى أن هذاالإجتماع شكل فرصة لإجتماع القادة الشباب من مختلف أنحاء المنطقة لمناقشة أفكارهم حول كيفية الحد من الفقر وتعزيز التماسك الاجتماعي .. فضلا عن الممارسات البيئية المستدامة وزيادة فرص الحصول على الخدمات الأساسية الجيدة مثل الصحة والتعليم والتغذية التي من شأنها ضمان حياة مستقرة للمجتمعات العربية.

وقال إن " من المهم أن نلاحظ أن النمو السكاني يحدث في وقت يواجه فيه العالم التحديات الناشئة عن تغير المناخ .. مشيرا الى أن دولة الإمارات تدرك ضرورة معالجة العلاقة بين المناخ والطاقة والأمن الغذائي وضرورة معالجتها على وجه السرعة في منطقتها ".

وذكر بأن الدولة تقوم بدور نشط في مجالات التخفيف من إنبعاثات الغازات الدفيئة وأيضا في مجالات إيجاد الحلول الناجعة لمواجهة عدم الأمن الغذائي في المنطقة .. مؤكدا إلتزام الامارات بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ .. مشيرا موافقتها على اتفاق كوبنهاغن عام 2009 بشأن تغير المناخ.

وأثنى بهذا الخصوص على مبادرة الأمين العام لاستضافة " قمة المناخ " على هامش الدورة الـ/ 69 / للجمعية العامة من أجل حشد الالتزامات العالمية.. مؤكدا عزم الإمارات على أن تكون جزءا من هذا المسعى الدولي الهام مشيرا الى أنها استضافت خلال شهر مايو الماضي إجتماع " صعود أبوظبي " التحضيري لهذه القمة.

وأكد سعادة القحطاني صعوبة معالجة قضايا السكان دون التطرق إلى دور المرأة التي تشكل / 50 / في المائة من عدد السكان في العالم الى جانب دورها الهام كأم تقوم برعاية الأسرة وتنشئة الأجيال .. منوها بأن مسألتي صحة الأم والطفل تحظيان بالأولوية في جميع الاستراتيجيات الصحية في دولة الإمارات حيث تشمل هذه البرامج الرعاية للأمهات والنساء في سن الإنجاب والرعاية قبل الولادة.

وقال إن إهتمام الدولة بصحة المرأة لا يقتصر على هذا الجانب فحسب وإنما أيضا السعى نحو تمكين المرأة في كافة المجالات واشراكها بصورة كاملة في جميع مستويات المجتمع وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة..وينال التعليم إهتماما خاصا من الدولة بإعتباره اقوى أدوات التمكين وتحقيق المساواة بين الجنسين.

وذكر أن الإحصاءات الأخيرة أكدت أن الدولة إستطاعت إلحاق / 95 / في المائة من الفتيات و/ 80 / في المائة من الأولاد المسجلين في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية بمؤسسات التعليم العالي .. مشيرا الى أنها تواصل تشجيع الفتيات على الإلتحاق بالتعليم العالمي وأعطى مثالا على ذلك قيام " مؤسسة دبي العطاء " المستشار الفني للمبادرة العالمية للأمم المتحدة " التعليم أولا " بنشاط ملحوظ لمساندة برامج التعليم في الفلبين وموزامبيق وجنوب السودان مع تركيزها بهذا الجانب على الفتيات .. مؤكدا أن دولة الإمارات سعت نحو إدراج هدف قائم بذاته حول المساواة الجنسانية وتمكين المرأة في أهداف التنمية المستدامة.

وأشار وكيل وزارة التنمية والتعاون الدولي في ختام البيان إلى أن التحديات المالية والاقتصادية والبيئية التي تواجه عالمنا اليوم والتي تسبب الهجرة أو تغير المناخ أو الإرهاب لا تعرف الحدود الجغرافية ..

مطالبا المجتمع الدولي بالإنخراط في العمل الجماعي لإيجاد الحلول الناجعة لهذه القضايا الحاسمة بما في ذلك التركيز على الأهداف التي توحدنا و ليس الاختلافات الثقافية التي قد تسبب الإنقسامات.