القاهرة ـ وكالات
واحدة من محاولات النهوض بالاقتصاد المصري عن طريق التعليم أتت من رجل أعمال مصر سميح ساويرس الذي أنشأ بالتعاون مع جامعة برلين التقنية جامعة الجونة لتأهيل الشباب وخاصة في مجالات الطاقة البديلة وتخطيط ونمو المدن. تغطي الصحراء والصخور والرمال نحو خمسة وتسعين بالمائة من مساحة مصر،والجو مشمس يومياً تقريبا وهو ما يعني أنه ليس هناك ظروف أمثل لاستغلال موارد الطبيعة والاستفادة من طاقة الشمس. هذا ما يسعى إليه بالضبط طلاب جامعة الجونة، ومعظمهم مصريون. كريم رزق هو واحد منهم، ويوضح أنه من خلال دراسته للهندسة لمدة خمس سنوات في جامعة الإسكندرية اتضح له مدى أهمية الطاقة البديلة في مصر وبالذات الطاقة الشمسية كأحد البدائل المهمة للطاقة لنووية غير المحببة؛ ويضيف: “الشمس تشرق هنا على مدار السنة، وفي الصحراء مكانا كافيا لتوليد الطاقة من الشمس”. ثلاثون طالباً من جميع أنحاء العالم جاءوا إلى جامعة الجونة ليجدوا حلولاً للمشاكل الملحة في بلدانهم وتوجد في هذه الجامعة، التابعة لجامعة برلين التقنية، ثلاثة تخصصات دراسية تنتهي بدرجة ماجستير في هندسة الطاقة وهندسة المياه والتنمية العمرانية. يعتبر المدير التنفيذي، كيستر فون كوستسكوسكي، الجامعة بمثابة لبنة أساسية لإحداث تغيير في الاقتصاد المصري ويضيف: “نحن على قناعة بأن التقدم الاقتصادي لن ينجح إلا إذا رافقه تقدم تكنولوجي، والذي لا ينجح بدوره إلا من خلال إعداد مؤهلين جيدين في شتى المستويات. ونحن في جامعة الجونة نؤهل أكاديميين في مجال التطوير التكنولوجي. كما نهتم بمسألة التدريب”. في صالة الآلات بإمكان الطلاب تجريب ما تعلموه، حيث يلاحظ أن مصر تعاني من ضعف في مجال البحوث التطبيقية، فحتى وإن كان عدد الخريجين يتجاوز المئة ألف سنوياً، إلا أن كثيرين منهم يفتقرون إلى الخبرة العملية في المجال التقني. بلغت تكلفة إنشاء الجامعة خمسة وأربعين مليون يورو. بتمويل من طالب سابق في جامعة برلين التقنية، هو الملياردير المصري سميح ساويرس. في السنوات العشرين الأخيرة جمع ثروته من إنشاء مشاريع سياحية، كمشروع قرية الجونة السياحية، لكن تأسيس جامعة وضع مختلف. في هذا السياق يقول ساويرس: “لا ينبغي أن تكون جميع الاستثمارات بهدف الربح، فهناك مسؤولية تقع على رجال الأعمال تتمثل في المساهمة بجزء من التنمية الاجتماعية. وعلى كل رجل أعمال وصل إلى مرحلة الرخاء أن يقوم بعمل مشاريع لاتعود عليه بالضرورة بالربح”.