إنجازات لـ"مصدر" في مجال طاقة الرياح تتم عامها التشغيلي الثالث في جمهورية سيشل

أتمت محطة ميناء فيكتوريا لطاقة الرياح بقدرة 6 ميجاواط في جمهورية سيشل عامها التشغيلي الثالث.. حيث تعد هذه المحطة أول مشروع كبير لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في هذا البلد وتسهم في تأمين أكثر من 8% من إجمالي القدرة المركبة في جزيرة "ماهي" التي يقطنها ما يزيد عن 90% من سكان جمهورية سيشل وبذلك عملت على خفض أكثر من 1.6 مليون لتر من الوقود "الديزل والزيوت الثقيلة " المستوردة سنويا.

وقامت "مصدر" شركة أبوظبي لطاقة المستقبل بتطوير المشروع وتنفيذه بالكامل وعند التشغيل قامت بتسليمه لشركة الكهرباء العامة والتي تملكه وتديره نيابة عن حكومة سيشل.

تغيير إيجابي ومنافع متعددة ...

وكانت جمهورية سيشل تعتمد تماما على الوقود الأحفوري المستورد والمكلف جدا لتوليد الكهرباء قبل إنشاء محطة فيكتوريا لطاقة الرياح حيث استفادت من طاقة الرياح النظيفة والمستدامة لتوليد الكهرباء للمساهمة في الحد من انقطاع التيار الكهربائي وتحقيق هدفها المتمثل في ضمان أمن الطاقة على المدى البعيد وخفض بصمتها الكربونية.

وتنتج المحطة حوالي 7 جيجاواط/ساعة من الطاقة النظيفة سنويا ما يكفي لإمداد أكثر من 2100 منزل بالكهرباء في سيشل إلى جانب أنها تسهم في تفادي إطلاق 5500 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون كل عام.

وتتكون المحطة من 8 توربينات رياح مثبتة على امتداد جزيرتين صغيرتين قبالة ساحل جزيرة "ماهي" حيث تتواجد 5 توربينات على جزيرة رومينفيل و3 توربينات عند ميناء "إيل دو".. وتبلغ قدرة التوربينة الواحدة منها 750 كيلوواطا وقامت بتوريدها شركة "يونيسون" الكورية الجنوبية المتخصصة في مجال المقاولات وتصنيع توربينات الرياح.

ومثلت محطة ميناء فيكتوريا لطاقة الرياح في سيشل خطوة مهمة ضمن جهود سيشل لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في توليد 15% من إجمالي احتياجاتها من الطاقة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 .. وشكل المشروع كذلك إنجازا متميزا على المستوى الهندسي فقد قامت "مصدر" بتركيب ثمانية توربينات رياح على جزيرتين منفصلتين وتم ربط هذه التوربينات مع بعضها بكابلات تحت سطح البحر..فضلا عن استخدام توربينات متطورة يمكنها توليد الكهرباء عندما تكون سرعة الرياح منخفضة أو متوسطة كما تتميز بمقاومتها للتآكل الذي تسببه الرطوبة العالية وملوحة مياه المحيط.

وتتراوح أطوال أبراج التوربينات من 50 إلى 68 مترا ومن 79 إلى 97 مترا بإضافة طول ريشة التوربينات إلى طول البرج حيث يرجع سبب اختلاف أطوال التوربينات الهوائية لموائمة متطلبات سلطة الطيران المدني بما أن التوربينات تقع في مسار خط الملاحة الجوية.

الجدير بالذكر أن لـ"مصدر" باع طويل في تطوير العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم بهدف تعزيز إمكانية الوصول إلى الطاقة لاسيما طاقة الرياح حيث طورت الشركة محطة الطفيلة لطاقة الرياح في المملكة الأردنية الهاشمية بالتعاون مع شركائها وتعتبر أول وأكبر محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح على نطاق تجاري في الشرق الأوسط وحصلت المحطة على تمويل من المؤسسات المالية .

وتمثل محطة الطفيلة التي تملكها وتديرها شركة مشروع رياح الأردن ثمرة شراكة بين "مصدر" و"إنفراميد"، و"إي بي جلوبال إنيرجي"، بقدرة 117 ميجاواطا وهي كافية لتزويد أكثر من 83 ألف منزل بالكهرباء النظيفة والحد من انبعاث أكثر من 235 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.

كما عملت "مصدر" ومن خلال صندوق الشراكة بين الإمارات ودول المحيط الهادئ في تنفيذ 11 مشروعا للطاقة المتجددة في تلك الدول الجزرية تضمنت مشروع لطاقة الرياح في ساموا حيث أنها تعتبر أول منشأة طاقة رياح مقاومة للأعاصير وتضم توربينين بارتفاع 55 مترا يمكن خفض ارتفاعهما وإغلاقهما في أقل من ساعة واحدة.

ولا تقتصر المساهمة الكبيرة لطاقة الرياح ضمن مزيج الطاقة على الدول النامية حيث تشكل طاقة الرياح محفزا على إيجاد فرص اجتماعية واقتصادية جديدة وتقديم فوائد بيئية عديدة.. ففي المملكة المتحدة تمتلك "مصدر" 20% من مصفوفة لندن أكبر محطة عاملة لطاقة الرياح البحرية في العالم والتي تقع عند مصب نهر التايمز .. ودخلت حيز التشغيل في عام 2013 وتصل قدرة المحطة إلى 630 ميجاواطا وهو ما يكفي لإمداد أكثر من نصف مليون منزل بالطاقة وبالتالي منع انبعاث 1.146 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا وتتضمن المحطة 175 توربينا بقدرة 3.6 ميجاواط لكل منها.

وتحرص "مصدر" على استخدام أحدث تقنيات التوربينات المتاحة لزيادة عائدات الاستثمار كونها من الشركات الرائدة في نشر مشاريع طاقة الرياح.. ومن الأمثلة على هذا التوجه محطة دادجون رابع أكبر محطة رياح بحرية في المملكة المتحدة وهي تتضمن توربينات تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منها 6 ميجاواط.. وقد أعلن مطورو المحطة مؤخرا عن الانتهاء من الترتيبات المالية وتأمين تمويل طويل الأجل بقيمة 1.3 مليار جنيه استرليني لتوفير متطلبات رأس المال للمحطة التي تبلغ طاقتها الانتاجية 402 ميجاواط ومن المقرر أن تدخل مرحلة التشغيل في النصف الأول من عام 2017.

وسيتم في هذه المحطة استخدام تقنية مولدات الكهرباء الموصولة مباشرة مع توربينات الرياح حيث تسهم هذه التقنية في تحسين موثوقية التوربينات عن طريق الحد من احتمال تعطل عمل علبة التروس.. كما يزيد التصميم البسيط لمحرك التوربينات الموصول مباشرة بمولدات الكهرباء من الإقبال على استخدامه ليس فقط في توربينات محطات طاقة الرياح البرية التي تسهم هذه التقنية بزيادة فترة عملها الافتراضية مع تقليل تكاليف التشغيل ولكن خصوصا في محطات الرياح البحرية والتي تشكل عمليات الصيانة فيها تحديا كبيرا وإلى جانب ذلك يساعد استخدام أحدث التطورات التقنية على جعل كلفة الطاقة المنتجة من الرياح أقرب إلى كلفة الطاقة المنتجة عن الوقود الأحفوري.

يذكر أن "مصدر" باتت اليوم مطورا عالميا لعدد كبير من مشاريع الطاقة المتجددة المجدية تجاريا مدعومة بحضور ونمو كبيرين في مختلف أنحاء العالم.. وتستمر الشركة بأداء رسالتها المتمثلة في دفع عجلة تبني مشاريع الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة محليا وإقليميا وعالميا والمساهمة في تعزيز مكانة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي مركزا دوليا مهما للابتكار والتميز.