طوكيو ـ وام
قالت دراسة طاقة يابانية ان تأثيرات حادث فوكوشيما النووي في اليابان على سياسة وخيارات الطاقة في اليابان ودول شمال شرق آسيا التي تستخدم الطاقة النووية خاصة كوريا الجنوبية والصين أصبحت ملموسة في الآونة الأخيرة بحيث بدأت تصدر دعوات إلى تغيير هام في حيثيات السياسات النوية بشكل خاص.
وأشارت الدراسة التي كتبها الدكتور كين كوياما الخبير الاقتصادي والمدير الإداري في معهد اليابان لاقتصاديات الطاقة إلى وجود نقاشات مشتركة بين خبراء دول المنطقة عن احتمالات المشاكل أو الحوادث المحتملة في الصين حيث التوسع في توليد الطاقة النووية هو الأكبر والأسرع في العالم وبما يؤثر على تطوير توليد الطاقة النووية التي تعتبرها الصين في غاية الأهمية لتنويع مصادر توليد الكهرباء للابتعاد عن هيمنة الفحم لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة والكهرباء.
وقال كوياما أن الدراسات والنقاشات في منطقة شرق آسيا ركزت على تحسين معايير الأمن والأمان والوقاية بالنسبة لطاقة النووية باعتبار ذلك يمثل تحديا مشتركا بالنسبة لدول شمال شرق آسيا /وآسيا بالكامل/ وأن التعاون في تبادل المعلومات وضمان الشفافية فيما يتعلق بالحوادث والرد على الأوضاع الناشئة يعتبر من أولويات سبل حل المشكلات في شمال شرق آسيا.
وعلى صعيد العلاقات بين شمال شرق آسيا وروسيا قال كوياما إن تلك العلاقات "مصدر قلق بالنسبة لنا وتحظى باهتمام لكونها أصبحت واحدا من مواضيع النقاش".. مشيرا إلى تصاعد حدة التوتر الدولي بشأن الوضع في أوكرانيا والضغوط الغربية على روسيا نتيجة لذلك .. " وبالتالي ناقشنا إمكانية أن تتقرب روسيا من شمال شرق آسيا لتوسع إمدادات النفط والغاز بشكل حاد إلى المنطقة وكيف يمكن أن يؤثر هذا التطور على سياسة الطاقة في شمال شرق آسيا والعلاقات بين اليابان الصين كوريا الجنوبية".
وأشارت الدراسة اليابانية إلى صفقة الغاز الطبيعي العملاقة التي تم توقيعها مؤخرا بين الصين وروسيا والتي تعني إن تقارب روسيا من شمال شرق آسيا أصبح معقولا أكثر. وقالت الدراسة أن السيناريو أصبح موضوعا مثيرا في المناقشات التي أشارت إلى أن لدى الصين واليابان وكوريا الجنوبية علاقات مختلفة مع روسيا لأن الصين تحسن علاقتها الاستراتيجية مع روسيا بينما يتوجب على اليابان السير على إيقاع مجموعة الدول السبع وأن خط أنابيب لإمدادات الغاز والنفط من روسيا إلى كوريا الجنوبية يجب أن يمر عبر كوريا الشمالية.
وأشارت الدراسة إلى أنه برغم هذه الاختلافات فإن التدفق الهائل للغاز والنفط من روسيا إلى شمال شرق آسيا يمكن أن يساهم بشكل كبير في تسهيل ميزان العرض والطلب وتنويع مصادر الإمدادات للمنطقة وسيكون هاما جدا بالنسبة لمشتريات المنطقة من الغاز بأسعار تنافسية .. حسب كوياما.
وكنتيجة يرى المعنيون في المنطقة أن التنافسية الأكبر للغاز يمكن أن يكون لها بعض التأثير على خيارات وسياسات الطاقة في شمال شرق آسيا وعلى خطط مصادر الطاقة الأخرى مثل الطاقة النووية والفحم والطاقة المتجددة.
وتزداد سخونة المناقشات بين خبراء المنطقة بخصوص المشاكل البيئية بما في ذلك مدى التأثير الذي يشكله تلوث الهواء المتزايد في الصين على خياراتها بالنسبة للطاقة. ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة الصينية إجراءات للحد من تلك الآثار بأسرع وقت ممكن وفي هذا الخصوص أشارت المناقشات إلى أن الحكومة الصينية سوف تعطي الأولوية لتسريع إجراءات توفير الطاقة واعتماد الغاز الطبيعي ولكن ليس من المتوقع ظهور النتائج على المدى القصير حسب كوياما الذي أوضح إلى أن التسريع الجوهري في برنامج توليد الطاقة النووية كان موضع نقاش كخيار محتمل بعيد المدى للحد بشكل كبير من استهلاك الفحم في الصين.
وأشار إلى أن الصين تعمل أصلا على تطوير توليد الطاقة النووية بسرعة غير مسبوقة وأنه إذا تم تسريع البرنامج النووي أكثر من ذلك فقد تصبح إجراءات الجدوى والسلامة تحديا كبيرا".
واضاف أنه كمشكلة أخرى أشارت المناقشات إلى تأثير النمو الحاد في طلب الصين للغاز الطبيعي على المدى المتوسط إلى الطويل على ميزان العرض والطلب في أسواق الغاز الآسيوية والعالمية وعلى التنافس على شراء الغاز.
ويناقش المعنيون في دول المنطقة كيفية تطور مشاكل /منع الانتشار/ النووي والاستراتيجيات ذات الصلة في دول شمال شرق آسيا بما في ذلك اليابان في ظل العلاقات الدولية المعقدة التي تنطوي على توتر بين اللاعبين الكبار في المنطقة وسياسات آسيا وسياسة الولايات المتحدة تجاه آسيا إضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة.
وقال كوياما "دفعت هذه المناقشات برغم أنها بنيت على سيناريوهات محتملة إلى الاعتراف مجددا أن مشكلة منع الانتشار النووي تشكل تحديا هاما حقيقيا وقائما لجميع الدول في المنطقة بينما ما تزال حدة التوتر الدولي والجيوسياسي مرتفعة".
وأشار كوياما في دراسته إلى وجود مشاكل مختلفة في آسيا فيما يتعلق بالطاقة والجغرافيا السياسية وأن اليابان التي تقع في المنطقة "يجب أن تكافح لحل هذه المشاكل في شمال شرق آسيا من خلال الحوار والتعاون مع الدول الأخرى في المنطقة ومع حليفها الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية".