بروكسل - ا ف ب
) - برزت بوادر ايجابية لجهة التوصل الى اتفاق بين اوكرانيا وروسيا حول ملف الغاز الخميس ذلك ان الاتحاد الاوروبي مدعو الى توفير الاموال لمساعدة كييف على تسديد فواتيرها وتفادي انقطاع شحنات الغاز هذا الشتاء.
ميدانيا، سمع دوي قصف مدفعي قوي جدا من الجانبين مساء الخميس في محيط مطار دونيتسك، احد ابرز النقاط الساخنة في شرق اوكرانيا الموالي لروسيا. وفي وقت سابق، اعلن متحدث عسكري ان سبعة عسكريين اوكرانيين قتلوا في معارك مع الانفصاليين، في أكبر خسارة في صفوف الجيش الاوكراني منذ منتصف تشرين الاول/اكتوبر.
وقرر الوفد الروسي الى المفاوضات حول الغاز العودة بعد ان كان عاد الى موسكو فجرا اثر ليلة من المحادثات غير المثمرة في بروكسل، كما اعلن المتحدث باسم شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم سيرغي كوبريانوف لوكالة فرانس برس.
واضاف كوبريانوف "ننتظر ان تتوصل اوكرانيا والمفوضية الاوروبية الى اتفاق حول تمويل ديون الغاز الاوكرانية الذي كان شرطا لاستئناف المفاوضات".
واعرب رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو من جهته عن ثقته. وقال في حفل نقل مهامه الى خلفه "يبدو انه بات لدينا اتفاق".
وتم التوصل الى اتفاق حول سعر الغاز والاطار الشامل، بحسب مصدر دبلوماسي. لكن توقيع الاتفاق يتوقف على الدعم المالي من الاتحاد الاوروبي لاوكرانيا بما يسمح لها بتسديد قسم من متاخراتها غير المدفوعة لغازبروم وتسديد ثمن طلبية جديدة مسبقا.
لكن رئيس مجلس ادارة مجموعة غازبروم العملاقة الكسي ميلر اعتبر الاربعاء ان كييف والمفوضية الاوروبية ينبغي ان تتفقا على بروتوكول ثنائي ينص على ضمانات مالية اوروبية لاوكرانيا. ومن دون اتفاق بشان هذا الموضوع بين كييف والاتحاد الاوروبي، فان المفاوضات "لا معنى لها"، كما شدد كوبريانوف.
وقال مصدر مقرب من المفاوضات ان الروس "ينتظرون دخانا ابيض فوق برلايمونت للعودة الى بروكسل"، في اشارة الى المبنى الذي يؤوي مقر المفوضية الاوروبية.
واتصل رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو بالرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو مرارا الاربعاء. ثم اتصل "بكافة الاطراف لانجاز المفاوضات"، مؤكدا على ان اتفاقا "بات في متناول اليد".
وطلبت اوكرانيا من الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي خط ائتمان بقيمة ملياري يورو. واليوم الخميس اعلن رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك انه سيطلب من الولايات المتحدة والمانيا مساعدة بلاده لتسديد هذه الديون.
وقبل ترك مهامه الجمعة، بدا المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غانتر اويتينغر مصمما على انتزاع اتفاق لتامين نقل المشتريات الاوروبية من الغاز الروسي عبر اوكرانيا. لكن الاتحاد الاوروبي لا يمكنه تسديد الفواتير المتوجبة على نفتوغاز، كما اوضح مصدر في المفوضية لوكالة فرانس برس.
ويحتاج الاتحاد الاوروبي كل سنة ل450 مليار متر مكعب من الغاز لحاجات استهلاكه. وعليه ان يستورد 300 مليار متر مكعب، منها 125 مليار متر مكعب يشتريها من مجموعة غازبروم العملاقة. ويمر 75 مليار متر مكعب من مبيعات روسيا من الغاز عبر منشآت اوكرانيا.
واذ ذكر بان اوكرانيا "سبق وان حصلت على مليارات من المساعدة" من صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي، اكد اويتينغر انه يتعين عليها "استخدام قسم من هذه المساعدة" لشراء الغاز، لافتا الى ان لديها نفقات اخرى عاجلة مثل "اعادة بناء الطرق" او "شراء اسلحة".
من جهته، اعلن صندوق النقد الدولي الخميس انه قد يتاخر في تسديد قرضه المقبل لاوكرانيا بانتظار تشكيل حكومة جديدة، مؤكدا في الوقت نفسه ان مثل هذا التاخير لن يكون له عواقب "حاسمة" على مالية البلد.
وينص اقتراح التسوية على ان تسدد كييف 3,1 مليارات دولار عن فواتير غير مدفوعة، منها مليارا دولار قبل نهاية تشرين الاول/اكتوبر.
في المقابل تتعهد غازبروم باسئناف شحنات الغاز الى اوكرانيا المتوقفة منذ حزيران/يونيو مع شحنة صغيرة من خمسة مليارات متر مكعب تدفع على اساس سعر 385 دولارا للالف متر مكعب.
وبحسب تقديرات اويتينغر، فان على كييف ان تسدد في الاجمال 4,6 مليارات دولار.