عاملات في مصنع للاقنعة الواقية في دونغليو

تحول المصانع الكثيرة للفولاذ والاسمنت شاندونغ الى احدى اسوأ المقاطعات على صعيد تلوث الهواء في الصين، اكثر بلدان العالم تلوثا، لكنها تمثل نعمة لمصنعي الاقنعة الواقية التي تنتشر في المنطقة.

فقد أنتجت شركة "ايه اس ال" اكثر من مئة الف قناع السنة الماضية وتعتزم مضاعفة انتاجها خلال السنة الحالية.

وفي باقي انحاء البلاد عاد العمال المهاجرون لقضاء عطلة رأس السنة القمرية مع عائلاتهم مطلع الشهر الماضي. غير ان رئيس شركة "ايه اس ال" شانغ وينشاو البالغ 29 عاما بذل قصارى جهده للابقاء عليهم.

ويقول "الفترة الممتدة من كانون الاول/ديسمبر الى نيسان/ابريل هي الاكثر نشاطا... لأنها تشهد اعلى مستويات من التلوث".

وفي الصين، كانت سوق الاقنعة المضادة للتلوث تمثل سنة 2015 ما يقرب من اربعة مليارات يوان (614 مليون دولار) بحسب الصحافة الرسمية.

وغالبا ما يتخطى تركز الجزئيات البالغ مستوى 2,5 للجسيمات العالقة في الهواء والذي يتسم بخطر كبير لأنه يخرق الرئتين في العمق، بفارق كبير الحد الاقصى الموصى به من منظمة الصحة العالمية المحدد عند 25 ميكروغراما للمتر المكعب.

وفي شينيانغ (شمال شرق)، تخطى هذا التركيز في تشرين الثاني/نوفمبر مستوى 1400 ميكروغراما للمتر المكعب. كما أن اي مدينة لم تحقق المعايير المطلوبة سنة 2015.

هذا التلوث الذي يتفاقم بفعل استخدام الفحم للتدفئة وانتاج الكهرباء، يؤدي الى مئات الاف الوفيات المبكرة سنويا.

وقد جدد رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ السبت امام البرلمان التزامه "الحرب على التلوث" للتوصل الى "اقتصاد مراع للبيئة".

وقد كان مستوى تركز الجزيئات في بكين الجمعة يتخطى بقليل 300 ميكروغرام للمتر المكعب.

 

- سماد وأقنعة مقلدة-

كذلك يمثل الضباب الدخاني، احد الأسباب الرئيسية للنقمة الشعبية، مصدر ارباح كبيرة بالنسبة لمصنعي اجهزة تنقية الهواء ومحطات الرصد والأقنعة الواقية المختلفة.

ويوضح رئيس شركة "ايه اس ال" أن "مستوى الوعي لدى العامة يزداد بشكل مطرد. الناس يدركون أن مستوى 2,5 للجسيمات العالقة في الهواء سيء بالنسبة اليهم".

وباتت الاقنعة الواقية منتشرة بكثرة في شوارع الصين على رغم تأكيد 42 % فقط من سكان بكين أنهم يضعونها باستمرار.

وفي دونغليو، لا يزال مقر مصنع "ايه اس ال" مزدانا بلافتات صدئة تعود الى ثمانينات القرن الماضي تدعو الى "الابتكار العلمي".

وتقول تشن ايمي وتعمل في التوضيب داخل المصنع براتب شهري قدره ستة الاف يوان (921 دولارا) إن "الضباب الدخاني سيء للرئتين. نرتدي جميعنا اقنعة واقية في المنطقة".

وتحتل شاندونغ موقعا مركزيا في القطاع. اما داديان، احد المراكز الاخرى للانتاج في المقاطعة، فهي ملقبة بـ"بلدة الاقنعة" نظرا الى توافر نماذج كثيرة بأسعار يسيرة.

غير أن القطاع يعاني تفشي ظاهرة الاختلاسات المالية.

وقد اندلعت فضيحة في داديان العام الماضي عندما اكتشفت وسائل اعلام محلية أن معدات مرتجعة كانت تستخدم في تصنيع اقنعة.  هذه المواد المكدسة الى جانب اكوام من السماد كانت تستخدم لتوفير المنامة للكلاب الضالة.

كذلك ضبطت سلطات الجمارك في شنغهاي 120 الف قناع مقلد لماركة "3م" الاميركية في كانون الاول/ديسمبر.

وقد اعلنت بكين ومدن صينية عدة هذا الشتاء اولى "الانذارات الحمراء" من الضباب الدخاني وأصدرت اوامر بالسير التناوبي موجهة نصائح باقفال مدارس. 

وأدى هذا الوضع الى ازدياد كبير في الطلب على الاقنعة الواقية من تلوث الهواء.