الاحتباس الحراري

حذرت سلسلة المقالات العلمية - التي أجراها فريق من العلماء ويمثلون ثماني دول ونشرت نتائجها فى مجلة /سيأنس/ الفرنسية الشهيرة فى عددها الأخير - من التهديدات التي تقع على الغابات بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية المرتبطة بالنشاط الانسانى.

فقد أشارت الباحثة الألمانية / سوزان – ترمبور/ وفريقها من معهد "ماكس – بلانك" للبيوكيمائى الألمانى ان الغابات تغطى مساحة 4 مليارات هكتار، أى 30% من مساحة الأرض التي تظهر على سطح الكرة الأرضية.

كما أكد الباحث البريطاني "سيمون – لوفيز" من كولاج لندن تدهور حالة الغابات الاستوائية التي تمثل أكثر من نصف الارث من الخشب العالمى، كما أنها الموطن الاصلى للتنوع البيولوجى، وذلك بسبب عمليات إزالة الغابات لصالح زراعة نخيل الزيت والصوجا والتى استولت على ربع مساحات الغابات.. كما ان درجات الحرارة بهذه الغابات سترتفع فى نهاية هذا القرن من 2 سنتيجراد الى 9 سنتيجراد.

وقد أشارت آخر الدراسات التي نشرت فى مارس الماضي إلى أن غابات الأمازون أصبحت فى حالة تدهور من امتصاصها لغاز ثانى أكسيد الكربون فقد انخفضت آبارها المخصصة لذلك الى النصف.
وأوضحت الدراسة ان الغابات الواقعة فى نصف الكرة الشمالي من ألاسكا الى سيبيريا والتى تمثل 30% من غابات الكرة الأرضية فقد تأثرت بارتفاع درجات الحرارة التي تسببت فى هجرة الأشجار نحو الأعلى بمعدل عشرة أضعاف أسرع ما كانت عليه وذلك بسبب تعرضها للحرائق والسرقات.

أما الغابات المعتدلة التي تقع فى أوروبا وأمريكا الشمالية فقد تعرضت للجفاف، مما أدى الى اضطرابها ويفقدها الإعاشة بسبب عدوان الحشرات نتيجة ارتفاع الحرارة، كما أشارت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى أن الاراضى المغطاة بالأشجار الخشبية يستفيد منها مليار شخص فى أفريقيا التي تعتبر الأخشاب مصدر الطاقة لديها كما يحتوى بها 80% من التنوع الجيولوجي وهى تمتص ربع انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون للإنسان.

يذكر أن مراقبة الغابات عن طريق الأقمار الصناعية أثبتت أن هناك ضرورة ملحة لوضع سياسة شاملة بين الدول للمحافظة على هذه الغابات وذلك قبل اجتماع المؤتمر العالمى للمناخ الذى سينعقد فى ديسمبر القادم بباريس وبعد ان كشفت ان 13 مليون هكتار من الغابات تختفى سنويا بسبب عملية إزالتها وان قطاع الغابات يعمل به 60 مليون شخص وان 4ر2 مليار شخص يستخدم الأخشاب فى طهي غذائهم و3ر1 مليار فى بناء منازلهم.